كانت دومًا شوكة فى جنب الاستبداد السابق الرئيس مبارك، تفضح نظامه حتى أغلقها مع بدايات القرن الميلادى الجديد، وبعد الثورة عادت من جديد، واليوم نراها تؤدى دورا غاية فى الأهمية والخطورة فى فضح نظام العسكر الجاثم على أنفاسنا، وأظن أن حضرتك بذكائك وقوة ذاكرتك قد عرفتها.. إنها جريدة الشعب التى يرأسها حاليا صديقى العزيز المجاهد مجدى أحمد حسين، ودوره معروف فى التصدى للحكم البوليسى الذى كان جاثما على أنفاسنا، وقد عاد بصورة أقوى بعد الانقلاب الذى قام به العسكر!، وصاحبى أراه خير خلف لخير سلف، وربنا يرحم ألف رحمة قادة الحزب السابقين.. عادل حسين وإبراهيم شكرى، وبصماتهما واضحة فى النضال الوطنى وخدمة الإسلام المعاصر. والقذيفة الصحفية التى اسمها "الشعب" فيها تشابه كبير مع جريدتى "الحرية والعدالة"، ويبدو كأنهما توأمان، ومن حسن حظى أننى شاركت فى ولادتهما معا، فكنت مع المرحوم عادل حسين منذ اللحظات الأولى عندما جاء رئيسا لتحرير الشعب سنة 1986م، لتتحول على يديه من جريدة اشتراكية إلى صحيفة إسلامية، ولأول مرة رأينا رسالة أسبوعية من المرشد العام للإخوان تنشر أسبوعيا فى تلك الجريدة التى لقيت إقبالا عظيما من القراء. وإذا سألتنى عن أوجه التشابه بين "الحرية والعدالة والشعب": قلت لك إنها أكثر من أن تعد وتحصى، فكلاهما بمثابة مدفعية ثقيلة ضد الطغيان الجاثم على أنفاسنا، وهما يتعرضان لمضايقات شديدة جدا، ويعانيان من أزمات مالية طاحنة ومفيش فلوس!!، والصحفيون بمثابة فدائيين لا يتقاضون سوى ملاليم، ومعظمهم لا يتقاضى أى شىء على الإطلاق!، ودوما معرضون للخطر، ومع كل ذلك نرى "التوأمين" فى السوق يتهافت عليهما الجمهور الرافض للانقلاب، رغم قلة الأعداد المسموح بطباعتها!، والجدير بالذكر أن القيادات الصحفية "للحرية والعدالة" و"الشعب" هم بالدرجة الأولى من المناضلين، وصديقى مجدى حسين قضى فى السجن سنوات أيام المخلوع لفضحه قضايا الفساد فى ذلك العهد، وبعد ذلك كان متهما بمناصرة غزة ضد الاحتلال الصهيونى، ويا لها من تهمة تشرفه، أما صديقى الجميل عادل الأنصارى فقد اقتحم أمن الدولة منزله ومكتبه أكثر من مرة، ورأيناه صامدا فى وجه الاستبداد رغم كل المضايقات التى يتعرض لها.