قال الكاتب الصحفى فهمى هويدى: "ما عادت القاهرة عاصمة لأم الدنيا، ولكنها أصبحت وصمة فى جبينها وإهانة لها، وأسوأ دعاية لها، ولا أخفى أننى صرت أنصح الذين تعلقوا بالمدينة وأحبوها ألا يفكروا فى رؤيتها فى الوقت الراهن، بعدما أصبحت بلدة ريفية تعج بالقمامة ومسكونة بالفوضى، انقض عليها العاطلون والباعة الجائلون والمستثمرون الجشعون، فأشاعوا فيها القبح وفساد الذوق، وفى وضعها الراهن فإنها ما عادت تعبر عن مصر الجديدة بعد الثورة، بل إنها ما عادت تمثل شيئا فى مصر القديمة، واستحقت أن يتبرأ منها الماضى والمستقبل، وأرجو ألا تتدهور الأوضاع فى مصر حتى لا يصبح حاضر المدينة تعبيرا عنها". وأضاف هويدى فى مقاله المنشور اليوم الإثنين بجريدة "الشروق" المصرية تحت عنوان "ليست مدينتى": "هذه الانطباعات تلازمنى كلما قدر لى أن أمشى فى أحيائها التى أعرفها، غير مصدق ما أراه فى الشوارع والأرصفة والمبانى والمحال التجارية وسلوك الأهالى، ولأننى ابن للمدينة لم يتخل عن افتتانه بها منذ اكتحلت عيناه برؤيتها فى طور عزها وبهائها، فإننى صرت أبرأ مما أراه، بعدما تبددت آثار الافتتان وحلت محلها مشاعر الرثاء والحزن، الأمر الذى جعلنى أردد طول الوقت إن هذه ليست مدينتى".