فشل المنقلب خليفة حفتر في الدخول إلى العاصمة طرابلس بجميع الطرق، برًا وجوًا، وبعد مرور 20 يومًا من رمضان ودخول هجومه عليها نحو شهرين، وهو يحمل بحسب خبراء وعسكريين خسارة قاسية له ولمليشياته، أو انتكاسة برأي البعض، وهو ما دفعه إلى استخدام الطرق غير المشروعة في قصف مؤسسات الدولة والأماكن الحيوية وترويع المدنيين، باستخدام الطيران الإماراتي. حيث كشفت مواقع وصفحات تابعة لعملية “بركان الغضب” التي أطلقتها حكومة الوفاق، عن أن قوات حفتر تستعين بطائرتي شحن عسكريتين من طراز يوشن 76 لشركة “ريم ترافيل” الإماراتية الكازاخية، فيما كشف تحقيق لقناة الجزيرة عن أن طائرتي استطلاع تستأجرهما الاستخبارات الفرنسية نفّذتا طلعات تزامنًا مع هجوم حفتر على طرابلس، وقالت إن طائرات النقل العسكرية التي تدعم قوات حفتر تغلق أجهزة التتبع من حين لآخر لإخفاء نفسها أثناء وجودها في ليبيا. قصف متعدد ونشرت “سكاي نيوز عربية” الفضائية، المتحدثة باسم الثورة المضادة، من عاصمتها أبو ظبي، أن قوات حفتر (مليشيات الكرامة) تستعد لدخول قلب طرابلس، إلا أن هذا الدخول كان بالقصف الجوي وهو ما يعتبره عسكريون عمليات جبانة. ففي صباح أمس، تعرضت مستشفى “ابن النفيس” في منطقة صلاح الدين لقصف جوي من قبل طيران الانقلابي حفتر، وسقطت القذائف العشوائية من قبل مليشياته المجرمة على الأحياء السكنية في صلاح الدين وحي الزهور بالعاصمة أيضا. لم تكتف بذلك فقط مليشيات المتمرد، بل استهدفت عدة سيارات مدنية ومنازل سكنية بقذائف عشوائية، ما أدى إلى إصابة طفلة بجروح طفيفة وشاب في العشرين من العمر بجروح سطحية. ونقل نشطاء فيديوهات لغنائم القوات المشتركة في المنطقة الغربية (مدرعة روسية)، التي تدافع عن العاصمة وتزف الشهيد تلو الآخر ردًّا لهجوم الظالم حفتر. وأصاب قصف طيران الانقلابي حفتر مستشفى ابن النفيس (السكر) في صلاح الدين جنوبطرابلس، كما بث النشطاء صورًا تُظهر جانبًا من آثار الدمار بمنازل المواطنين بمنطقة صلاح الدين نتيجة سقوط قذائف صاروخية أطلقتها عشوائيًّا ميليشيات مجرم الحرب المتمرد حفتر، وطيرانه يقصف منازل ومزارع المواطنين في منطقة السواني بضواحي العاصمة طرابلس. كذاب وقاتل ونقل النشطاء تصريحات على لسان حفتر “بإعدام أي جندي يهرب من المعارك”، قائلا: (كل جندي يتراجع طلقة في الرأس). كما كشفت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا عن كذبه، لدى نفيها ما نشرته وسائل إعلام موالية لحفتر (المرصد الليبي) بشأن إحاطة سرية لرئيسها غسان سلامة أمام مجلس الأمن، قال فيها إن أحد أطراف النزاع يستعين بمجموعات إرهابية قادمة من سوريا. غير أن التصريحات التي أعلنها اليوم حفتر هي سُبة لغسان سلامة واعتباره وسيطًا أمميًّا منحازًا لحكومة الوفاق، كما استبعد في الوقت نفسه “وقف إطلاق النار في معركة طرابلس”. تقارير عسكرية وأكدت قوات عسكرية موالية للوفاق أن 9 متمردين تابعين لحفتر تم القبض عليهم، وأن سلاح الجو دق معاقل المتمردين بغارات جوية دقيقة، وأن المدفعية الليبية تدك تمركزات حفتر ومليشياته منذ ساعات الصباح. وكشفوا عن أن المدن القريبة من العاصمة في مصراتة والزلتان تمدان القوى الموجودة بقوات جديدة، حيث وصلت كتيبة حطين وهي أكبر الكتائب في مصراتة والتابعة للجيش الليبي، بسرية منها إلى جبهات القتال في طرابلس، في انتظار التحاق بقايا سرايا الكتيبة. وكشفت التقارير العسكرية عن أن ورش التصنيع الحربي المحلي (الوفاق) تستمر في إنتاج الأسلحة النوعية (قناصات) وذخائر وآليات مصفحة تصل تباعًا للمحاور.