المحافظ المقرب من قائد الانقلاب لم يحرك ساكنا رغم معاينته للمشكلة مخاوف من هلاك محاصيل فلاحي الإسكندرية والبحيرة وانتشار الأوبئة والأمراض "اختفت المياه من الترعة التي كنا نعتمد على مياهها في ري الأراضي بنسبة 80% ولا ندرى ماذا سنفعل خلال الأيام القادمة " كان هذا لسان حال الحاج خلاف أبو هارون –مزارع بمنطقة أبيس بمحافظة الإسكندرية التي يستفيد فيها المزارعون بمياه ترعة المحمودية لري أراضيهم-. فالتدهور الحاصل وجفاف مياه ترعة المحمودية باتت كارثة تهدد فلاحي الإسكندرية بكل المقايس لم تشهدها مصر منذ 150 عاماً وهى التي يعتمد عليها مزارعو محافظتي الإسكندرية والبحيرة في ري آلاف الأفدنة الخصبة. الغريب أن اللواء طارق المهدي -محافظ الإسكندرية في حكومة الانقلاب وأحد المقربين من قائد الانقلاب- ومسئولي الري بالإسكندرية قاموا بزيارة خاطفة لترعة المحمودية وشاهدوا بأعينهم كم الفساد والإهمال المستشري بها، وتأكدوا بأنفسهم كيف جفت ترعة المحمودية نقطة وبات قاع الترعة يرى من قريب، ولم يحركوا ساكنا، بالإضافة إلى العفونة والروائح الكريهة والحشرات والحيوانات النافقة بها والتي تتسبب في كارثة بيئة خاصة لأهالي المناطق الملاصقة للترعة والأطفال على الأخص. ورغم التوصيات السارية حتى الآن منذ عهد محافظ الإسكندرية الأسبق ونائبه الدكتور حسن البرنس المستقيل والمعتقل حالياً في سجون السيسي، إن أهم جزء هو عدم إلقاء القمامة في ترعة المحمودية وذلك لصعوبة تنظيفها بعد وصول منسوب المياه وقتها إلى 40 سم والذي يكفى لتغذية محطات الشرب بشرق الإسكندرية وري الأراضي المحيطة بها. كان أحد النشطاء الحقوقيين وخبير بيئي بالبحيرة قد تقدما ببلاغ للمحافظة منذ أسبوعين طالبا فيه بضرورة وجود تنسيق بين شركة مياه الإسكندرية ووزارة الري ومديرية أمن الإسكندرية للحفاظ على مياه الترعة لأن ترعة المحمودية تعتبر مسألة أمن قومي لجميع أهالي الإسكندرية وفلاحيها وروادها –على حد وصفهم-.