في عبارات موجزة يطرح ترامب “صفقة القرن” خلال الأسابيع القادمة، في تأكيد أن خطة جاريد كوشنر، مهندس الصفقة، لا تتضمن دولة فلسطينية، فضلا عن أنها تركز على أمن إسرائيل، بما يفضي في نهاية الأمر إلى أن الصفقة المزعومة هي مخطط أمريكي صهيوني بتنفيذ عربي. فشعوب المنطقة العربية عانت من الصراعات والأزمات المتلاحقة؛ لتحقيق أهداف الصهاينة والأمريكان الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل، واعتبار أن موت العرب سيكون عنصر استدامةٍ لسيطرتهم على فلسطين. تعظيم المخاوف وأمام إصرار أصحاب المخطط وهوان حكام العرب مع تواصل الضغوط الأمريكية والصهيونية عليهم، أعلن المستشار في البيت الأبيض، جاريد كوشنر، في لقائه مجموعة من السفراء، أن عليهم التحلي بذهن منفتح تجاه مقترح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للسلام في الشرق الأوسط، أو ما يُعرف ب”صفقة القرن”. وقال كوشنر: إن “الصفقة” ستعلن بعد انتهاء شهر رمضان المقبل، بعدما تشكّل إسرائيل حكومة ائتلافية، في أعقاب فوز رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالانتخابات”. وأكد كوشنر ما أعلنته مؤخرًا صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، من أن “صفقة القرن لا تشمل دولة فلسطينية وتضمن أمن إسرائيل”، فقال إن “مقترح ترامب للسلام يتطلب تنازلات من الجانبين، لكنها لن تعرض أمن إسرائيل للخطر”، ملمحًا إلى أن ذلك هو المكون السياسي للصفقة، وأنه “واضح التفاصيل تمامًا”!. وأشارت تقارير في صحيفتي "واشنطن بوست" و"ذا غارديان"، إلى أنها لا تشمل قيام دولة فلسطينية، وأنه على الأرجح أن يلقى ذلك رفضًا تامًا من قبل الفلسطينيين، الذين لا يتعاونون أصلا مع طاقم ترامب للسلام، في أعقاب اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، في ديسمبر 2017، ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة في مايو 2018، فضلا عن قطعه التمويل المالي عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن. تأكيدات صهيونية سفير إسرائيل لدى الولاياتالمتحدة، رون ديرمر، قال خلال احتفال أقيم بمناسبة عيد الفصح العبري القريب لمجموعات يهودية محافظة مساء الثلاثاء، إنه واثق بأن الخطة، التي لا تزال تفاصيلها غير معروفة، سوف "تأخذ مخاوف إسرائيل الحيوية بالحسبان”. وأضاف "أعلم أن العديد من الأشخاص قلقون من صدور خطة السلام قريبا"، بحسب موقع "جويش إنسايدر". وتابع: "ولكن عليّ أن أقول إنني، كسفير لإسرائيل، واثق بأن هذه الإدارة- نظرًا لدعمها لإسرائيل- سوف تأخذ مخاوف إسرائيل الحيوية بالحسبان في أي خطة تطرحها". ونقل المحلل ياسر الزعاترة، في أحد تحليلاته، عن طمأنة رئيس وزراء الكيان الصهيوني عن أهداف صفقة القرن، وقال “نتنياهو: “ينبغي أن أقول إنه كان هناك دعم مطلق (من قبل كوشنر وغرينبلات) لمواقفنا وللإجراءات التي نتخذها من أجل ضمان أمن دولة إسرائيل ومواطنيها في البلدات المتاخمة لقطاع غزة”. هل هناك شك في ذلك؟! إنهما يزايدان في الصهينة عليك شخصيا!”. أولوية ترامب وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أولوياته، وقال بكل سخرية من العرب: “أولويتنا تحقيق أمن إسرائيل.. اتخذنا القرار وانتهى الأمر”. وأكد مستشارو البيت الأبيض ووزراء خارجية ترامب هذه الأولوية، وفي 20 مارس الماضي نقلت “سكاي نيوز عربية” من أبو ظبي مقولة “مايك بومبيو”: “ملتزمون بالدفاع عن أمن إسرائيل”. وأضاف “حزب الله وحماس والحوثيون يريدون زوال إسرائيل.. ونحن لن نسمح لهم”. كما سبق أن أكد تلك الأولوية، فقبل عام تحديدًا وبعد اجتماع عقده بالرياض، قال “بومبيو”: إن أمن السعودية وأمن إسرائيل أولوية للولايات المتحدة، ولن نغض الطرف عن إرهاب إيران”. وفي بعد عقائدي لهذا التورط مع الصهاينة، قال وزير خارجية أمريكا مايك بومبيو: “الله أرسل ترامب لحماية الصهاينة”. تحقير الصهيونية وعلى هذا النحو سار دعم المخاوف على أمن الكيان الصهيوني في مؤتمر وارسو الأخير، الذي انعقد في فبراير الماضي في عاصمة بولندا، للحشد ضد إيران والإرهاب ولتحقيق أمن واستقرار الشرق الأوسط، وتحريك قطار التطبيع مع إسرائيل وتسريع صفقة القرن، بمشاركة دول عربية جنبا إلى جنب مع نتنياهو، ومنهم من انتهز الفرصة لالتقاط صور العار. وبالمقابل فإن الموقف الأردني والبرلمان الكويتي من أبرز المواقف العربية التي تعنى برفض الصهيونية، ففي 30 ديسمبر الماضي، قدّم الكيان الصهيوني احتجاجًا للحكومة الأردنية، في أعقاب وقوف الوزيرة "جمانة غنيمات" على علم "إسرائيل"، وأكد معلقون أن الاحتجاج الصهيوني كان شديد اللهجة، بعدما استدعت خارجية الكيان محمد حميد، القائم بأعمال السفير الأردني لدى الصهاينة. فيما حظيت وزيرة الاتصال بالحكومة الأردنية، جمانة غنيمات، بتصفيق حماسي ومساندة علنية من بعض أعضاء البرلمان بعد اتهامات الصهاينة لها، وزاد مستوى التضامن البرلماني مع الوزيرة بعد التنديد "الإسرائيلي" بإهانتها لعلمهم. وانتشرت صورة لوزيرة الإعلام الأردنية "غنيمات" وهي تدوس العلم، أثناء زيارتها لمقر النقابات المهنية بالعاصمة عمان. ووضع اتحاد النقابات المهنية العلم في مدخل المبنى وعليه طبعات آثار أحذية؛ ليطأه كل من يزور المقر؛ للتعبير عن رفضهم لسياسات التطبيع مع تل أبيب.