كشفت مصادر عسكرية سودانية مطلعة عن اجتماع رفيع المستوى عقدته قيادة القوات المسلحة وقادة اﻷجهزة اﻷمنية في السودان، لبحث مخرج آمن للرئيس عمر البشير وحكومته، عقب تفاقم المظاهرات التي عمت أنحاء العاصمة الخرطوم والتى كان أخرها أمام مقر الدفاع أسفرت عن مقتل عدد من المواطنين وإصابة العشرات واعتقال المئات من المتظاهرين. وقال مصدر عسكري سوداني إن البشير سيتنحى قريبًا عن منصبه، بعد أكثر من ثلاثة أشهر من المظاهرات الشعبية ضده، والتي تصاعدت في الأيام الماضية، حيث نظم آلاف المتظاهرين اعتصامًا أمام مقر القوات المسلحة في الخرطوم. وجاء الاجتماع الذى عقد مؤخرا بعد تظاهرات شاركت فيها مئات اﻵلاف من المعارضين لحكم البشير، في العاصمة السودانية الخرطوم، السبت الماضي، حيث حاصروا مقر قيادة القوات المسلحة في وسط الخرطوم، داعين قيادة الجيش للانحياز للشعب واستلام السلطة وتسليمها للشعب من خلال انتخابات تتم عقب فترة انتقالية محددة. في غضون أسبوع وبحسب المصدر الذى نقلع “مدى مصر” أن إعلان قرار البشير بالتنحي يظل متوقفًا على التوافق بين الجيش وحزب المؤتمر الشعبي الحاكم وقطاعات الأمن والدول العربية الداعمة، على من يخلف البشير، مضيفًا أن خليفة البشير ربما يكون رئيسًا مؤقتًا يبقى في المنصب لعدة أشهر لحين انتخاب رئيس للبلاد. وتوقع المصدر أن يعلن البشير تنحيه عن السلطة خلال أسبوع ،ويبقى الموقف متوترًا حول مقر قيادة الجيش السوداني في الخرطوم المحاط بالمتظاهرين. ويقع المقر في مجمع سكني يضم أيضًا مقر جهاز الأمن والمخابرات الوطني، بالإضافة إلى مقر إقامة البشير الرسمي، ووزارة الدفاع. دور السيسي وبن زايد؟ كانت مصادر مطلعة على تفاصيل اجتماع لقادة القوات المسلحة السودانية أمس، استمر عدة ساعات وحضره البشير، قالت إن الاجتماع شهد خلافات واسعة عقب مطالبة بعض كبار الضباط البشير بالتنحي عن السلطة وتسليمها للجيش، لمنع حدوث تدهور أمني في البلاد. وأوضحت المصادر، التي تحدثت بشرط عدم الكشف عن هويتها، أن البشير أبدى تمسكًا بعدم التنحي مهددًا بعض الضباط باﻹقالة والسجن. وكان مسؤول مصري مطلع على العلاقات المصرية السودانية أوضح أن المنقلب السيسي ومحمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات، اتفقا خلال لقاء بينهما في القاهرة أواخر مارس الماضي، على استمرار دعم البشير قدر المستطاع للبقاء أطول فترة ممكنة من المدة المتبقية من حكمه، ليتم بعد ذلك التوافق على انتقال سلس للسلطة، وكان من ضمن القائمة القصيرة للمرشحين لخلافة البشير صلاح قوش، رئيس المخابرات السودانية. من هو خليفة البشير؟ وبحسب المصدر العسكري السوداني، هناك دفع باتجاه مرشح لا يكون متهمًا أو معرضًا لخطر الاتهام من قبل المحكمة الجنائية الدولية، بسبب تورطه في جرائم الحرب والمذابح الجماعية التي قام بها البشير في دارفور، وهو الأمر الذي يشكل مشكلة لقوش ومرشحين آخرين. وبحسب مسؤول مصري على معرفة بتفاصيل العلاقة المصرية السودانية، أرسلت مصر وفدًا استخباراتيًا رفيع المستوى إلى الخرطوم، الجمعة الماضي، للتشاور مع البشير وكبار قيادات الجيش بخصوص تطورات اﻷوضاع في السودان، كذلك سيناريو انتقال سلس للسلطة في السودان بعيدًا عن اﻹخوان المسلمين هناك. وأوضح المسؤول المصري أن الوفد المصري لا يزال حتى اﻵن في العاصمة السودانية، لكن الانطباع السائد اﻵن لدى الجانب المصري أن البشير قد يغادر السلطة في وقت أقرب مما كان متوقعًا.وفق موقع مدى مصر. إلى السعودية فى حين يقول المصدر العسكري السوداني إن رئيس أركان الجيش السابق، عماد الدين العوضي، مرشح لمنصب الرئيس القادم، وذلك لأنه غير متورط في مذبحة دارفور الجماعية. عُين العوضي كرئيس أركان الجيش في 2016، وخدم في منصبه حتى تمت إقالته من البشير في 2018، في تغيير حكومي شهد أيضًا استعادة قوش منصبه كرئيس لجهاز الأمن والمخابرات. الأمر الرئيسي الآخر، بحسب المصدر العسكري السوداني، هو بحث الخروج الآمن للبشير، ومتوقع أن تكون البلد التي سينتقل إليها بعد تنحيه هي السعودية.بينما نفت المصادر صحة التقارير التي تحدثت عن طلب البشير اللجوء إلى العاصمة المصرية القاهرة، وسط تضارب اﻷنباء بشأن مصير البشير المطلوب منذ عشرة سنوات للمحكمة الجنائية الدولية بسبب اتهامه بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية وجرائم ضد اﻹنسانية في إقليم دارفور. الثورة مستمرة على صعيد استمرار الثورة بالشارع السودانى، قدّر مراقبون أعداد المشاركين في الاعتصام أمام مقر القوات المسلحة بأنها ازدادت اليوم الثلاثاء مقارنة ببدايته يوم السبت الماضى. وتسببت المظاهرات في ضغوط على دوائر الحكم في السودان، وخصوصًا القوات المسلحة، والتي عقد قادتها اجتماعًا لمناقشة آخر التطورات. وقالت مصادر مطلعة على تفاصيل الاجتماع، الذي استمر عدة ساعات وحضره البشير، إنه شهد خلافات واسعة عقب مطالبة بعض كبار الضباط البشير بالتنحي عن السلطة وتسليمها للجيش، لمنع حدوث تدهور أمني في البلاد. وأوضحت المصادر ، أن البشير أبدى تمسكًا بعدم التنحي مهددًا بعض الضباط باﻹقالة والسجن. وظلت الطرق المتجه إلى مقر الاعتصام مفتوحة، على مدار الأحد الماضى، لكن قوات أمنية حاولت منع أعداد كبيرة من المتظاهرين من الدخول إلى مقر الاعتصام من أعلى جسر القوات المسلحة. كانت قوات من الجيش متمركزة في المنطقة وتبادلت إطلاق النار مع قوات الأمن التي انسحبت إلى محيط مقر جهاز الأمن والمخابرات في مدينة بحري. وقال مصدر شرطي إن أعداد المعتقلين الذين ألقت قوات الأمن القبض عليهم وصل حتى الآن إلى 800 متظاهرًا، جميعهم في سجن الهدى غربي أم درمان.