وضع خليفة حفتر، اليوم الخميس 4 أبريل، النقاط التي كانت محل شك في لقاء محمد بن زايد والسيسي بالإسكندرية على حروف الكيد لثورة الربيع الجزائري، من خلال تحقيق انتصار في ليبيا، وبات ذلك محل تأكيد بعدما أعلن المشير خليفة حفتر- مدعومًا بمئات حاملات الأسلحة الثقيلة والمدفعية والقطع البحرية- عن تقدمه صوب طرابلس، وتحديدًا صوب مدينة غريان ومصراته، مع اقتراب القوات البحرية التابعة للجيش الوطني من شواطئ العاصمة. وكعادته الدموية، قرر خليفة حفتر أنّ من لزم بيته فهو آمن، ومن رفع الراية البيضاء فهو آمن، ليكرر ما حدث أولًا في بنغازي، ثم درنة التي أسال فيها دماء ثوار فبراير في المدينتين الشرقيتين، بأموال الإمارات ودعم عسكري مصري فرنسي مشترك قدمه السيسي من خلال قاعدة محمد نجيب العسكرية، التي استقبل فيها السيسي “بن زايد” و”حفتر” وآخرين من السعودية والبحرين من ممثلي رباعي الحصار. تطور ميداني وفي هذه الأثناء يقف الطرفان، أحدهما يمثل ثوار فبراير الذين عقدوا اتفاقًا قبل أيام بالتوحد في مواجهة عسكر ميليشيات الكرامة، فأعلنت مدينة مصراتة- في بيان لها- عن النفير العام وتحريك كتائبها العسكرية نحو العاصمة الليبية طرابلس، وقال مراسل الجزيرة، إن قوات مدينة مصراتة تتمركز في منطقة تاجوراء بالعاصمة، كما ستتوجه لمنطقة وادي الربيع وبلدية قصر بن غشير جنوبطرابلس. أما قيادة المنطقة الوسطى بليبيا، فأمرت كتائب تابعة لها بالتحرك إلى طرابلس دعما لقوات حكومة الوفاق، والقوتان تساندان رئيس المجلس الرئاسي الليبي فائز السراج، الذي أمر القوات الجوية باستعمال القوة للتصدي لكل من يهدد المدنيين، كما أمر رئاسة الأركان والمناطق العسكرية برفع درجة الاستعداد القصوى للتصدي لأي هجوم يستهدف المواطنين. من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية الليبية في طرابلس عن حالة الطوارئ القصوى، واستدعاء كافة الوحدات الأمنية للتصدي لأي خرق يمس أمن العاصمة. ولا يخرق أحدٌ هذا التواطؤ سوى بيانات هزيلة من جانب الغربيين المتورطين بشكل أو بآخر، والطامعين بشكل لا جدال فيه في الأرض الليبية وكنوزها، حيث صدر بيان أمريكي فرنسي بريطاني إيطالي يدعو إلى تخفيف التوتر فورًا في ليبيا ويحذر من عواقب التصعيد العسكري، وقال بومبيو وزير الخارجية الأمريكي: “نتابع الوضع عن كثب في ليبيا وندعم المسار الذي تقوده الأممالمتحدة للوصول إلى حل”. رؤى متشائمة وفي هذا الصخب من الغزو الحفتري، رأى محللون أن بعض البيانات لخطاب الإعلام الليبي الموالي لميليشيات الكرامة والإعلام الإماراتي وامتداده من القنوات الناطقة بلسان الشئون المعنوية ومخابرات عباس كامل، بسيطرة خليفة حفتر الفعلية برأيهم على طرابلس، فكانت وإن وقعت هزيمة مزدوجة. وقال المهندس أحمد فريد مولانا، على فيسبوك: “بعد سيطرة حفتر على بنغازي ثم درنة ثم شنه لمعركة واسعة بالجنوب الليبي.. اليوم يعلن الحرب على حكومة السراج، ويذكر الإعلام المصري الخبر بصيغة الجيش الوطني الليبي يشتبك مع ميليشيات مسلحة غرب ليبيا.. فالمجلس الرئاسي صار حبرا على ورق… واتفاق الصخيرات تبخر… والدعم الغربي السياسي للسراج لم يصمد أمام الدعم الفرنسي والمصري والإماراتي الميداني لحفتر. فهنيئا لمن راهنوا على الأممالمتحدة ومبعوثها للشأن الليبي”. أما د. إبراهيم حمامي فكتب مخالفًا: “حفتر يعلن بدء الهجوم على العاصمة الليبية طرابلس مستعينا بمرتزقة روس وأفارقة.. نسأل الله أن يحفظ طرابلس وأهلها من حفتر ومشغليه في القاهرة والرياض وأبو ظبي.. وأن يكون تدميرهم في تدبيرهم.. آمين”.