في كشف جديد عن مصيبة من مصائب السيسي، قال تقرير قضائي فرنسي إن مصر للطيران تجاهلت عشرات الإنذارات عن الأمان في طائرة باريس المنكوبة”. وقال تقرير ل”رويترز” إن “تقرير للخبراء بتكليف من وزارة العدل الفرنسية أكد أن تحطم طائرة تابعة لشركة مصر للطيران كانت في طريقها من باريس للقاهرة عام 2016 وأودت بحياة 66 شخصًا بينهم 40 مصريا كانوا على متنها كان نتيجة لنقص الصيانة ولم يكن يجب أن تقلع الطائرة أبدًا! واستندت “رويترز” إلى تقرير آخر من صحيفة “Le Monde” لوموند الفرنسية يفيد بأن طائرة مصر للطيران التي تحطمت في رحلتها القادمة من مطار باريس شارل ديجول لم تكن في حالة تسمح لها بالطيران. وكشف التقرير الحكومي الفرنسي الذي قارب الثلاث سنوات للطائرة التي وقعت في 18 مايو 2016، أن شركة “مصر للطيران” تجاهلت 80 عطلا وأن فني الصيانة غير مؤهل. وبحسب تقرير "لوموند" الفرنسية، فإنه بعد نحو ثلاث سنوات من تحطم طائرة مصر للطيران، رقم MS804، والتي كان من المفترض أن تربط شارل ديجول بالقاهرة، وتحطمت في البحر قبالة الإسكندرية خلال ليلة 18-19 مايو، مما أسفر عن مقتل نحو70 شخصا، فإن الطائرة كان يجب ألا يسمح لها بالطيران نظراً لحالتها الفنية المتردية. وقال التقرير، إنه وفقًا للوثيقة التي أمر بها قضاة التحقيق الثلاثة المكلفون بالتحقيق في فرنسا، فإن طائرة إيرباص A320 التابعة للشركة المصرية كان يجب ألا تقلع أبدًا، لأنها لم تكن مجهزة للطيران. وفي مستند مكون من 70 صفحة قدمه الخبراء الثلاثة، تبين "أنه كان يجب فحص هذه الطائرة خلال الرحلات الأربع السابقة، بعد العيوب المتكررة، ولكن لم يتم الإبلاغ عنها من قِبل الطواقم". وأكمل "قام الخبراء بتحليل دفتر وبيانات الطائرة من نظام نقل بيانات الصيانة الآلي، ولاحظ المفتش وفني الطيران الذي صاغ التقرير بشكل لافت أنه قبل يوم من الحادث تم إرسال ما يقرب من عشرين إنذارًا عبر نظام Acars يشير ويؤكد إلى وجود أعطال داخل الطائرة، لكن شركة مصر للطيران لم تتدخل، كما تم التنويه مرارًا وتكرارًا عن مشكلة كهربائية قد تؤدي إلى نشوب حريق، إلا أن الطيارين تجاهلوا ذلك، بل وأن العيوب الرئيسية التي أبلغ عنها الإنذار المرئي والمسموع لم توضع في أي تقرير فني". توابع محيرة ويبدو أن التحقيق الذي أجرته وزارة العدل الفرنسية هو في دفاتر تم أرشفتها على الحاسب الآلي للمطار، ولا يتعلق بالصندوقين الأسودين أو إلى تقرير فني لآثار الطائرة المنكوبة، وهو ما يعني برأي خبراء إمكانية استدعائها وبشكل سريع لا يأخذ ساعات بل دقائق، المثير للاستغراب أنه في 7 يوليو الماضي، قالت لجنة التحقيق الفرنسية إن سقوط طائرة مصر للطيران في رحلتها من باريس إلى القاهرة في العام 2016 كان بسبب حريق في قمرة القيادة انتشر في الطائرة سريعا، وفسره محللون أن نتيجة كتلك كانت تعني أن مصر في ظل الإنقلاب تتحمل فاتورة التعويضات والسمعة أيضا. فيما ردت النيابة العامة في مصر بعدها بيومين وقالت: “لم نحدد سبب سقوط طائرة مصر للطيران القادمة من باريس حتى الآن”. وأشارت في 9 يوليو 2018، أنها مازالت تحقق في الحادث مؤكدة أنه لا صحة لما تتداوله بعض المواقع الإخبارية حول الوصول إلى سبب سقوط الطائرة، وإرجاعه إلى حريق في قمرة قيادتها. وأشارت “النيابة العامة” إلى أن حدوث حريق فى قمرة قيادة الطائرة، “قول لا يستند إلى ثمة أساس؛ لاسيما وأن التحقيقات فى هذا الخصوص مازالت جارية”. وشددت “النيابة في مصر استنادا لتقرير مصلحة الطب الشرعى أنه تم العثور على بقايا مواد متفجرة بأشلاء الضحايا وبعض المواد المعدنية والبلاستيكية والصلبة من حطام الطائرة والملتصقة بتلك الأشلاء المعثور عليها بموقع الحادث. وهو نفس ما زعمته النيابة المصرية في 15 ديسمبر 2016، من العثور على آثار مواد متفجرة ببعض الرفات البشرية. تجاهل التنبيهات وبالعودة لتقرير اللوموند أضاف تقرير الخبراء: "أبلغت التنبيهات الأخرى عن وجود مشكلة في صمام المحرك أو دخان في المرحاض، مما يعني بداية نشوب حريق في مقصورة المرحاض، إلا أنه تم تجاهل هذا الأمر أيضاً". وكشف التقرير الذي ترجمه موقع “كايرو 24” أن هذه التنبيهات التي ظهرت في يوم 18 مايو 2016، والتي أكدت أن ثمة كارثة على وشك الحدوث، لم تكن الوحيدة، إذ حلل الخبراء بيانات Acars اعتبارًا من 1 مايو وتبين أن هذه المشكلة الكهربائية التي قد تؤدي إلى نشوب حريق ظهرت في 29 رحلة جوية شغلتها الطائرة، بينما تم التنبيه عن عطل في صمام المحرك على 51 رحلة، فيما تجاهلت شركة مصر للطيران ببساطة هذه العشرات من التنبيهات، والتي كان ينبغي أن تؤدي إلى تجميد الطائرة، ورفض إقلاعها". كما سأل المحقق أيضًا فني الصيانة بمصر للطيران في مطار رواسي، والذي لم يكن مؤهلًا مسبقًا لهذا المنصب. وقال سيباستيان بوسي محامي جمعية عائلات ضحايا تحطم طائرة مصر للطيران MS 804: "هذه التجربة باردة في الظهر"، مضيفا: "هذا الأمر مثير للقلق لأنه على الرغم من هذا التقرير، تواصل طائرات مصر للطيران الهبوط وتحلق فوق أوروبا". وأضاف: "يجب أن يدعم هذا التقرير تقرير مكتب التحقيقات والتحليل الذي توصل إلى نيران عنيفة في قمرة القيادة، والتي لم يتم تحديد أصلها بعد، والتي كان من شأنها أن تسبب الحادث". https://www.lemonde.fr/afrique/article/2019/04/02/crash-d-egyptair-en-2016-l-airbus-a320-n-etait-pas-en-etat-de-voler_5444862_3212.html