ليس للحملات الأمنية التى تجرى حاليا فى دلجا المنياوسيناء، والتى يجرى طبخها لكرادسة، معنى سوى أنها تأديب لأهل مصر الرافضين للانقلاب العسكرى والرافضين أن يضعوا رقابهم تحت حكم دولة بوليسية غاشمة عانوا من بطشها قرابة نصف قرن. لو كانت هذه الحملات موجهة ضد (إرهابيين) أو (مخربين) -كما يزعمون- فلماذا يقتلون الأطفال والنساء والعجائز ويهدمون منازل وعشش أهالى سيناء الفقراء ويستهدفون المساجد بالطائرات، كما شاهدنا فى الصور والفيديوهات!؟. لو كانت هذه الحملات الأمنية هدفها بسط الأمن وحماية أهالى هذه القرى -كما يكذب إعلام الانقلاب الخاص والحكومى- فلماذا يعتقلون أهالى القرى داخل المساجد ويقتحمون بيوتهم ويحطمونها ويعاقبون الجميع عقابا جماعيا؟! ولماذا اعتقلوا البلطجية الذين أحرقوا الكنائس فى دلجا ثم أطلقوا سراحهم بعد تدخل وسطاء الحزب الوطنى؟!. لو كانوا صادقين فى أن ما جرى كان ثورة شعب وأنهم يحافظون على حق الشعب، فلماذا يرتعدون من المظاهرات التى تخرج فى دلجا وكرادسة وسيناء وكل أنحاء مصر رافضة للانقلاب وهى أيضا تعبر عن رغبة شعب، ولماذا تأديب الشعب وتجريم الثورة بالقانون بدعوى تعزيز الأمن؟!. لماذا يريدون أن يقف التاريخ والزمن عند 30 يونيو ويقولون لك إنها ثورة شعب ولا يعترفون بأى ثورة بعدها أو مظاهرة رافضة لهم ويعتبرونها إرهاب وعدوانا وتطرفا و.. و.. ينشرون قوات الجيش والشرطة فى الشوارع لقمع أى معارض للانقلاب؟! لماذا تخرج الطائرات لتقصف المصريين عشوائيا فى سيناء وينجو منها الإرهابيون؟.. ولماذا تحلق فى دلجا ورابعة العدوية والنهضة ورمسيس وغيرها لتطلق الرصاص الحى على المتظاهرين الرافضين للانقلاب؟ هل اشترينا الطائرات بأموال المصريين لكى نؤدبهم بها ونطلق منها الرصاص عليهم أم لحماية حدود مصر من العدو الخارجى؟! لماذا الإصرار على تكرار أخطاء الماضى وتصور أن الشعب يمكن أن يقبل أن يقتلوه ويعذبوه ويعتقلوه وينهبوا ثرواته، وهو راض عنهم ويغنى لهم "تسلم الأيادى"؟! لماذا الإصرار على دفع الشباب الغاضب دفعا -بالظلم والقتل والتعذيب والاعتقال والإذلال- للعنف وهو الذى لا يزال يرفع شعار السلمية؟! لماذا لم يتعلموا من تجارب التكفير والهجرة السابقة فى الثمانينيات؟! لماذا يقولون فى إعلانهم الدستورى الباطل بعد الانقلاب إن التظاهر السلمى حق لكل المصريين ثم يطلقون البلطجية والرصاص الحى على المظاهرات السلمية التى تخرج كل يوم إلى الشوارع ويعتقلون النساء والأطفال القصر؟! لماذا هذه العقيدة الاستعلائية التى تتعامل بها الشرطة وبعض قيادات الجيش مع الشعب، والتى تصل لإطلاق يد الأمن والضباط فى إهانة المواطنين فى الشوارع والكمائن وسبهم بالأب والأم؟ وما الذى ينتظرونه من وراء هذا التخريب لعقول المصريين واقتصادهم وانتمائهم لبلدهم؟ ألم يلاحظوا أن آلاف الشباب المصرى يسعى حاليا للهجرة -وليس مجرد السفر- من مصر بعدما كفر بالديمقراطية والحرية واقتنع -كما يقول قادة تل أبيب وهم سعداء- أن العرب لا يعرفون شيئا يسمى الحرية والديمقراطية، وكفروا بالثورة السلمية ووصل الأمر ببعضهم على مواقع التواصل الاجتماعى للحزن لانتمائه لهذا البلد الذى تقتل فيه السلطة شبابه ونساءه ورجاله وتعتقلهم وتعذبهم وتهينهم ولا توفر لهم أى وسيلة للعيش الكريم اقتصاديا أو أمنيا؟! تأديب الشعب.. رسالة خاطئة حاول كثير من عتاة الظلمة فى دول عديدة تطبيقها على شعوبهم وردت عليهم وبالا وسخطا عاما تحول إلى ثورة لا تبقى ولا تذر أيا من هؤلاء الظالمين.. فهل يتعظون أم أنها سنة الله.. يوغلون فى الظلم ويمد الله لهم فى بغيهم حتى يكبلوا أنفسهم بأخطائهم فينهار حكمهم!