“وارسو” فضحتهم، رغم أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها ضبطهم متلبسين بالخيانة والتطبيع مع العدو الصهيوني، ويعبرون بكل أريحية عن رغبتهم الجامحة في التخلص من “أعباء الماضي” الذي لا يعدو أن يكون الموقف العربي الثابت من دولة الاحتلال. تحدث مسؤولو خارجية العرب في مؤتمر وارسو للأمن، دون خوف من الكاميرات، إلا أن رئيس وزراء الكيان الصهيوني فضحهم عبر نشر الفيديو على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي. ويبدو أن مهمة العرب في المؤتمر لا تتوقف عند الأهداف المعلنة، وهى مواجهة النفوذ الإيراني، بل تجاوزتها إلى التقارب مع العدو الحقيقى “إسرائيل”. فى العلن لا يقال كل شيء عن التطبيع؛ غير أن الحقائق التى يتكتم عليها المسئولون العرب حين تتسرب فإنها تكشف مراحل متقدمة من “التطبيع” مع العدو الصهيوني. الفيديو الأبرز كان هذا السياق كان الذي سربه مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو للقاء جمع وزراء عرب مع مسئولين صهاينة قبل أن يسحبه مرة أخرى بعد أن أوصل ما يريده.وفى مقطع آخر يبرر وزير خارجية الإمارات تواجد قوات إسرائيلية فى سوريا بأنها “دفاع عن النفس”، على حد زعمه. وجاء مؤتمر “وارسو” الفاضح ليكشف بعض ما يدور فى الكواليس من تطبيع علنى اتساقاً مع تأكيدات نتنياهو بأن هناك تحولا تاريخيا فى التطبيع تم خلال المؤتمر. ويبدو أن المطبعين العرب الجدد سيكونون همزة وصل مع “تل أبيب”، وستكون المنطقة العربية على موعد جديد مع تغيرات جذرية بطلها المطبعون الجدد مع الصهاينة.
تنديد واسع فى المقابل، استنكرت حركات خليجية مناهضة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، مشاركة دول الخليج في مؤتمر “وارسو” الذي أقامته الولاياتالمتحدة وبولندا في العاصمة وارسو، نهاية الأسبوع الماضي، مؤكدة أن هذا المؤتمر يشكل “خطوة علنية جديدة في طريق التطبيع، وتعارضًا واستخفافًا بمواقف الشعوب العربية بشكل عام، ومواطني دول التعاون بشكل خاص”. وقالت الحركات في بيان مشترك صدر اليوم السبت، وحمل توقيع “خليجيون ضد التطبيع”، إأن اللقاءات السرية التي جرت على هامش المؤتمر “ليست الأولى من نوعها”، لكنها “استغربت” مشاركة وفد كويتي في المؤتمر، “في وقت كانت الكويت هي الدولة الوحيدة التي لم تمسَّها لوثة التطبيع” وفق البيان. وشدد البيان على رفض كافة أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي “أيًا كانت مبرراته”، معتبرًا اللقاءات التي جرت مع نتنياهو “تراجعًا واضحًا في المواقف الخليجية التاريخية من القضية والحقوق الفلسطينية، لا سيما في ظل الهجمات الصهيونية المتزايدة على الحقوق الفلسطينية المتمثلة في استمرار الاحتلال وبناء المستوطنات، وحملات الاعتقال والقتل”. وحذّر البيان من “تبعات ومخاطر الاستمرار في الاستخفاف بمطالبات أهل الخليج بوقف التطبيع”، مؤكدًا على ضرورة تنفيذ المطالبات الواردة في البيان الختامي لمؤتمر مقاومة التطبيع في الخليج العربي؛ الذي عُقِد في الكويت عام 2017، ودعا إلى وقف كافة أشكال التطبيع، وتفعيل قوانين مقاطعة الاحتلال وتجريم التطبيع معه، والالتزام بمواقف أهل الخليج الواضحة في دعم القضية الفلسطينية.