بعد ترؤس مصر للاتحاد الأفريقي، الي جرى خلال قمة الاتحاد في إثيوبيا، حذرت منظمات وأشخاص اعتباريين منهم منظمة العفو الدولية من أن رئاسة السيسي قد تقوض آليات حقوق الإنسان التابعة للاتحاد الأفريقي. وقالت المنظمة الحقوقية إن مصر منذ عام 2015 قامت بتنظيم هجوم سياسي مستمر ضد اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، وهي الهيئة التي تهدف إلى مراقبة سجلات حقوق الإنسان للدول الأفريقية. “لقد تم تقديم العشرات من القضايا التي تدعي حدوث انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد مصر في الاتحاد الإفريقي. وقال كينيث روث المدير التنفيذي لهيومن رايتس ووتش إنها “إشارة مرعبة من التزام الاتحاد الإفريقي بالديمقراطية وحقوق الإنسان بأنه يختار دكتاتوراً وحشياً جداً مثل السيسي رئيساً له”. Horrible signal of the African Union's commitment to democracy and human rights that it selects so brutal a dictator as Egypt's Pres Sisi as its next chairman. https://t.co/g1RRcxrXPx pic.twitter.com/oZG8EnbzBC — Kenneth Roth (@KenRoth) February 12, 2019 انتخابات ليبيا وكما يقول المثل الشعبي الشائع “أول ما شطح نطح”، فعل السيسي لدى إركابه على المنظمة الافريقية التي سبق ورفضت حكمه واعتبرت ما قام به بحق الرئيس محمد مرسي في 2013، انقلابا، كان اول قرارت السيسي أن دعا الاتحاد الإفريقي إلى تنظيم مؤتمر دولي في اديس ابابا حول ليبيا مطلع يوليو القادم، بهدف إيجاد حل للنزاع الداخلي هناك، مشددا على ضرورة إجراء انتخابات في هذا البلد في أكتوبر القادم. وكلفت الجمعية العامة رئيس المفوضية الإفريقية، موسى فكي، ببذل جهود “من أجل الدعوة لمؤتمر دولي في أديس أبابا في يوليو، حول المصالحة في ليبيا بإشراف الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة”. ماذا يريد من ليبيا وفضح رئيس مجلس الدولة تطلعات السيسي لإيجاد نظام شريك ومشابه بليبيا، يضع حفتر بمليشياته المسلحة من الإمارات والمدعومة من مصر في مكان الرئيس أو على الأقل مسيطرا على ما يسمى ب”الجيش”. وقال رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري إن عبد الفتاح السيسي يسعى من وراء تدخله بالشأن الليبي الداخلي، لايجاد نظام شريك له ومشابه لنظامه، وذا قبضة حديدية. وأوضح في مقابلة أمس الثلاثاء على الجزيرة لأن فرنسا ما زالت تعتقد أن لها خصوصية بالجنوب الليبي، خصوصا منطقة الإقليم التاريخي لفزان ولهذا تتدخل بهذه المنطقة، بينما إيطاليا التي تعتمد بشكل كبير على الغاز الليبي تتدخل لتأمين وصول إمدادات الغاز دون انقطاع، في حين يسعى النظام المصري من تدخله بالشأن الليبي لإيجاد نظام شريك ومشابه له بالمنطقة. وتابع إن الدعوة لانتخابات مبكرة التي يتبناها السيسي من خلال الاتحاد الافريقي هي أصلا دعوة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وقال رئيس المجلس إن حفتر أعلن انقلابا واضحا على الشرعية عندما كانت منتخبة، وأعلن انقلابا واضحا على الحكومة والمؤتمر الوطني والإعلان الدستوري، ولم يكن يوجد أي انقسام حينها، معربا عن قناعته بأنه إذا تمكن حفتر من القضاء على الديمقراطية في ليبيا فسيقوم بذلك دون تردد. وعن خارطة الطريق التي يرتضيها كرئيس لمجلس الدولة الليبي، أشار المشري إلى أن المجلس يعتبر الاستفتاء على الدستور شرطا للجلوس على طاولة الحوار، غير أنه أكد استعداد المجلس للتنازل عن هذا الشرط، والجلوس على طاولة الحوار ثم إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، وبعد أن تتولى السلطات المنتخبة مهامها يتم الاستفتاء على الدستور. غرور الأذرع وتوقع نشطاء أن تولي السيسي للاتحاد الافريقي لن يجر على الاتحاد إلا الخراب ولن يتم احترام مبادئ “الاتحاد” وأهدافه، على غير ما يرى الذراع الإعلامي أسامة كمال لدى قوله على “تويتر”: “فاكرين لما الاخوان هللوا لما الاتحاد الافريقي علق عضوية مصر؟ النهاردة رأي الاخوان ايه ومصر بترأس الاتحاد الإفريقي؟رأيهم ايه في الصورة اللي شفناها والزعماء الأفارقة ملمومين حوالين الرئي# السيسي بكل احترام؟”. غير أن هذا الزهو قابله نشطاء غير إخوان ومنهم؛ الناشطة سمية الجناينى المتحدث باسم إعلاميون ضد الانقلاب، بإن مثل هؤلاء الأذرع “اذناب السيسي يتحدثون عن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي وكأنه عمل عظيم وهناك من تحدث عن قيادة السيسي لافريقيا!..على اساس انه نجح في قيادة مصر؟!..رئاسة الأتحاد امر دوري،لكن هل يعرف المهللين ان قبوله في الاتحاد مرة ثانية كان ثمنه التفريط في حصة مصر بمياة النيل؟”. واستبشرت منى الهواري بتولى السيسي للاتحاد ليكون على نهج القذافي فقالت: “هل تعلم ان الرئيس معمر القذافي ترأس الاتحاد الإفريقي 2009/2010 لمدة عام قبل اغتياله في 2011”. وقال الحقوقي هيثم أبو خليل “مصر الإنقلاب مصر السيسي وعسكره مصر المجازر المروعة والقتل مصر الإختطاف والإخفاء القسري مصر تكميم الأفواه وقصف الأقلام مصر الإعدام للأبرياء بواسطة الجناة تتولى رئاسة الإتحاد الأفريقي!!!!! ياللهزل..ياللعبث #السيسي_قاتل #اعدام_بريء #ارحل_ياسيسي”. أما الحقوقي جيفري سميث فنشر تقريرا لدويتشه فيله الالماني عن تولي السيسي يعرض اسباب رفض العفو الدولية لتوليه، وقال سميث “خلال فترة توليه السلطة [السيسي] أظهر ازدراء مروعًا لحقوق الإنسان … لقد خضعت مصر لانحدار كارثي في الحقوق والحريات”. السيسي هو الآن رئيس الاتحاد الأفريقي ، بعد بول كاجامي ، وهو ديكتاتور زميل مناسب”. ضغوط إقليمية وفي يونيو 2014 علق الاتحاد الافريقي قراره برفض الانقلاب في مصر واعترف بعضوية مصر ليس تغيرا في المواقف ولكنهم استجابوا للضغوط الخارجية من السعودية والإمارات، كجزء من سياسات المصالح. وحضر السيسي القمة الإفريقية للحصول على الشرعية من الخارج، متناسيا أن الشرعية لا تكون إلا من الداخل. ويوم مشاركته الأولى لم ينجح السيسي إلا في توصيل لهجة العنف والتعامل الأمني وليس الحلول السياسية كما يدعي وما يزال، ولذلك حصل على صفر في اللغة العربية وصفر في عرض مطالبه، وشحاتته من دول افريقيا. اتحاد المعونات وسلم الرئيس الرواندي بول كاغاميه ولاية الاتحاد الافريقي لعبد الفتاح السيسي، في منظمة تضم 55 عضوا. وقالت فرانس 24 إن المراقبين لا يتوقعون ان يكون السيسي بنشاط سلفه باعتبار ان القوى الكبرى الاقليمية على غرار مصر عادة ما تكون مترددة ازاء جعل الاتحاد الافريقي قوي أكثر من اللازم ويتدخل أكثر من الضروري. ونسبت إلى دبلوماسي افريقي، أن مصر لم تنس تعليق عضويتها في الاتحاد الافريقي في 2013 الذي كان تقرر اثر الانقلاب على الرئيس محمد مرسي الذي كان انتخب في 2012. واعتبرت أن الموقع لا قيمة له لاسيما أن قرارا مثل فرض ضريبة نسبتها 0,2 % على الواردات، ومع أن مصر أعلنت أنها ملتزمة عملية الاصلاحات، لاتاحة استقلالية الاتحاد الافريقي الذي تشكل المنح الاجنبية 54% من ميزانيته للعام 2019، فأنه قد لا يكون من السهل تجاوز تردد الدول الاعضاء حيال القرار وأولهم القاهرة. ونبهت الموقع الفرنسي الرسمي إلى أنه في نوفمبر الماضي، رفضت غالبية الدول الاعضاء مشروعا لمنح رئيس الجهاز التنفيذي للاتحاد سلطة تعيين مساعديه من المفوضين، وهو اجراء كان هدفه جعل الادارة مسؤولة أكثر أمام رئيسها. وقالت اليسا جوبسون من مجموعة الازمات الدولية، ان “الاتحاد الافريقي ومفوضيته لا يملكان الا السلطة التي ترغب الدول الاعضاء في منحها اياها” و”خلافا للاتحاد الاوروبي فان الدول الافريقية لم تنقل سيادتها للاتحاد الافريقي”.