لا حديث في تلك الأيام لأهالى مدينة الإسكندرية إلا عن أزمة مياه حادة تواجه آلاف الأسر، حيث شكا مواطنون من تغير لون ورائحة مياه الشرب بمناطق “الرمل وسموحة وسيدى بشر والعجمى والهانوفيل” غرب محافظة الإسكندرية. وشهدت منصات التواصل استغاثات من سكان الإسكندرية، وكتب أحد المواطنين: “المياه فى منطقة العجمى أصبحت كارثة إنسانية، لون المياه طبيعى لكن رائحة المياه صعبة جدًا جدًا.. وحتى بعد استخدام المياه.. الإحساس بملمس الجلد مش طبيعى”. وناشد آخر شركة مياه الشرب والصرف الصحى فى محافظة الإسكندرية، سرعة التدخل لحل مشكلة اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف فى منطقة الحضرة الجديدة، حيث تسببت في أزمة شديدة؛ لتغير رائحة ولون المياه الطبيعية. وأضاف أن عددًا كبيرًا من المواطنين توقف عن استخدامها لكونها غير صالحة للاستخدام، والبديل هو شراء مياه معدنية، خوفًا على حياة الأطفال، وعدم الإصابة بالأمراض، وتفاقم الأزمة. وكتبت دعاء على “تويتر”: “ريحة المياه اللى نازلة من الحنفيات زي “الفسيخ المعفن”، خصوصا مياه السخانات.. هو فيه إيه.. إيه القرف ده.. مين من إسكندريه؟”. إنجازات السيسي جوجو مرسى علقت على الكارثة قائلة: “ارحل يا سيسي ده من إنجازات السيسي وترعة المحمودية.. كثرة الأمونيم فى المياه”. أما ولاء أحمد فشاركت وكتبت: “فعلا المياه في الإسكندرية ريحتها وحشة جدًا”. حسنى محمد قال: “الميه أكيد مخلوطة بصرف صحي.. للأسف فى كل المحافظات مش إسكندرية بس.. أومال الفيروس جه للشعب إزاى. فعلا المياه ريحتها وحشة جدا وطعمها حتى من الفلتر وحش.. أنا بغسل إيدي بالصابون بعدما أتوضأ. أحمد الشال علق: “إسكندرية في انحطاط من 5 سنين حضرتك، كل ده من ردم ترعة المحمودية.. مافيش دراسة جدوى بقى”. واعترف خالد سلطان، مسئول العلاقات العامة لشركة المياه والصرف الصحي بالإسكندرية، في تصريح له، بأن هناك بالفعل مشكلة في مياه الشرب، مضيفًا أن مصدر المياه هو المتسبب في تغيير لون وطعم المياه. عفونة وتلوث كانت عدة مراكز وقرى قد شكت هى الأخرى من نفس الكارثة، ففي الأقصر يعيش الأهالى معاناة مستمرة مع انقطاع المياه المتواصل، فلا يستطيعون تخزينها لضعفها؛ كونها تأتي ساعة واحدة في اليوم وتنقطع في باقي اليوم. المعاناة أصابت أكثر من مركز وقرية، منها قرية الحبيل، وقرية الرياينة التي يشرب أهلها المياه من «الطرمبة»، وحاجر أبو قليع والنمسا ونجع الصوالحة ونجع حسن الشرقي والغربي وأبو عطيون ونجع الشيخ سلطان بمركز الطود، وحاجر المريس غرب الأقصر. وفى سوهاج، كشف الأهالى فى تصريحات صحفية اليوم، عن أن سوء حالة المياه دفعهم لشراء المياه بالجركن، والذى يتفاوت سعره عند الشراء، فإذا تم الحصول عليه من القرية يكون سعره 1 جنيه للجركن العادى وجنيهين للأكبر منه حجمًا، و10 جنيهات إذا تم الحصول عليه من مركز ومدينة طهطا، وذلك لإضافة قيمة الانتقال من القرية إلى المركز، والذى تبعد عنه حوالى نصف ساعة. تلوث مياه الشرب فشل كلوى واستمرارًا للمعاناة، شكا “محمد عبد المعطي محمد العدوي” من تغير لون مياه الشرب في منطقة البساتين بمركز أجا (الدقهلية). وقال عقب نزول المياه من الصنبور: “دي مياه شرب المفروض إننا بنشرب منها وبندفع فلوس كل شهر علشان نشرب مياه نظيفة، بس للأسف المياه بهذه الطريقة وإذا كانت نظيفة تبقى طعمها معفن”. وتعيش قرية الحصوة، التابعة لمدينة أبو كبير بالشرقية، و6 قرى أخرى وأكثر من 20 عزبة، مأساة بسبب اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي، رغم إنشاء خزان للمياه النقية منذ 7 سنوات دون دخوله الخدمة. وقال الأهالى، إن هناك خزانًا للمياه تم إنشاؤه منذ 7 سنوات، ويغذي 7 قرى تعداد سكانها 500 ألف نسمة، وللأسف الخزان تم الانتهاء منه، من حيث الإنشاء والتجهيزات، ولا نعلم ما هو السبب في عدم تغذية القرى بالمياة النقية الصالحة للشرب. وأضافوا- فى تصريحات صحفية اليوم- أنه “منذ 7 سنوات والأهالى يشربون مياهًا مختلطة بالصرف الصحي، مما أصاب الكثير منهم بالفشل الكلوى وأمراض التيفود وغيرها، وفي إحدى القرى بلغ تعداد المصابين بالفشل الكلوى 30 شخصًا من أعمار مختلفة”. تلوث المياه وشهدت عزبة (البرادعي)، التابعة للوحدة المحلية بشرنوب في مركز دمنهور (البحيرة)، تداخل ماسورة مياه الشرب مع ترعة مياه الري. وقال المواطنون، إنهم يعانون من تداخل مياه الشرب بمياه الترع والمصارف، وقام بإرسال بعض الصور لتوضح الكارثة، بقوله: “هذه صور خط مياه الشرب لعزبة البرادعي، التابعة لشرنوب مركز دمنهور، توضح الصور ماسورة المياه داخل ترعة مياه الرى الخاصة بالأراضي الكائنة بالناحية، ومع وجود شقوق في المواسير، فكلما زادت المياه اندحرت داخل الماسورة لتصل إلينا ملوثة.