يواصل رئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو، جولاته في بلاد العرب والمسلمين وقد يقوم قريبا بزيارة إلى المغرب في شهر مارس القادم، وسيحضر معه مبادرة أمريكية للملك المغربي محمد السادس هدفها حل الصراع المستمر في الصحراء المغربية التي ترى فيها المملكة المغربية جزءًا لا يتجزأ من أراضيها. وتأتي زيارة المغرب كجزء من اختراق صهيوني للدول العربية والإسلامية، كما أن نتنياهو يرغب بالتقارب مع المغرب، واستغلال موقعها في العالمين العربي والإسلامي كرئيسة للجنة القدس، لمحاولة التعاطي مع صفقة القرن للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، التي ترفضها المقاومة الفلسطينية وفي طليعتها حركة حماس. وأكد مختصون فلسطينيون أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة، في ظل تدحرج حالة التوتر المتصاعد بين قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي، والتي قد تصل لمواجهة محدودة، ربما تفضي لتحقيق معادلة تهدئة جديدة، واستهدف جيش الاحتلال خلال الأيام الماضية العديد من المواقع التابعة للمقاومة الفلسطينيةبغزة، وأدى قصفة لموقع رصد للمقاومة أمس وسط قطاع غزة، إلى استشهاد محمود النباهين أحد عناصر كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة “حماس”، وذلك بعيد إعلان الاحتلال عن إصابة جندي بنيران قناص من غزة. لن تمر صفقتكم وحملت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” “العدو الصهيوني المسئولية الكاملة عن تداعيات التصعيد و الاعتداءات المتتالية التي تستهدف أبناء شعبنا ومقاومته”، وأكدت أن “المقاومة لن تسمح باستخدام دماء شعبنا وقودا لحملات الاحتلال الانتخابية، وهي تملك الإرادة والوسائل لحماية دماء ومصالح أبناء شعبنا العظيم”، فيما يقف محمود عباس أبو مازن، رئيس السلطة الفلسطينية، موقف الشامت من المقاومة الداعم لمؤامرات الاحتلال. وكل يوم يظهر أن تل أبيب هي من وضعت ابومازن في منصبه بعد التخلص من عرفات، وكشف أليئور ليفي المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت، عن مساعدة طبية نوعية قدمتها تل أبيب ساهمت بشكل كبير في إنقاذ حياة عباس، وقال ليفي إن السنة الماضية “لم تكن سهلة على أبو مازن، فقد تدهورت حالته الصحية بسرعة وخاف أطباؤه على حياته، وبفضل علاج سري من طبيب مختص في إسرائيل، تحسنت حالته بشكل عجيب وبدأ يعود إلينا”. وقال إن ذلك حصل في 20 مايو 2018 ، حين ادخل أبو مازن في غضون يوم واحد مرتين إلى المستشفى الاستشاري في رام الله، “ما بدأ كالتهاب حاد في الإذن تعقد ليصبح التهابا رئويا أيضا، واعتقد أطباؤه بأن الأجهزة في جسد الزعيم ابن ال 83 ستبدأ بالانهيار الواحد تلو الآخر”. وأبدى عباس موافقة غير مشروطة على صفقة القرن، التي بسببها قام السفيه السيسي بالانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي، ونشر موقع “لوبلوغ” مقالا لرئيس المعهد العربي الأمريكي جيمس زغبي، يقول فيه إن صحفيا إسرائيليا بارزا كشف هذا الأسبوع ما قال إنها “تفاصيل جديدة حول خطة إدارة ترامب للسلام بين الإسرائيليين الفلسطينيين”. الخطة! ويشير زغبي في مقاله إلى أن تقرير هذا الصحفي جاء من زعيم يهودي أمريكي كان جزءا من مجموعة من قيادات المجتمع، تلقت إيجازا حول الخطة من “مسئول كبير في الإدارة” قبل أسبوعين، ويقول الكاتب: “منذ أن سمعت عن ذلك الإيجاز بدأت أقرأ وأعد نفسي لأغضب، وبدلا من ذلك وجدت أن المحتوى ممل ومسل أحيانا، وفي الوقت ذاته فإنه أقلقني، ليس ما ورد أو ما لم يرد في (الخطة)، لكن ما أظن أنه الهدف من التسريب”. ويلفت الكاتب إلى أنه “بعد انتظار عامين لمعرفة محتوى (صفقة القرن)، فإن ما حواه الإيجاز ليس سوى نسخة مخففة مما عرضه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، قبل عقدين، وأقل مما عرضه وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري قبل عامين”. ويرى الكاتب أنه “في المحصلة، فإن هذا الجهد الأعرج سيفشل؛ لأنه يقلل من شأن الزعماء العرب، ويهمل ما يعرفونه عن منطقتهم وشعوبهم، فكما يظهر آخر استطلاع قمنا به، فإنه بالرغم من القضايا الكثيرة التي تؤرق الشرق الأوسط، إلا أن قضية فلسطين تبقى أولوية في دول المنطقة كلها، وليس هناك قبول لدى شعوب دول المنطقة كلها بتطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل تطبيق ما ورد في مبادرة السلام العربية كاملا، وحتى حينها سيكون تسويق فكرة التطبيع أمرا صعبا”. ويختم زغبي مقاله بالقول: “قد يكون هناك قلق إقليمي من تصرفات إيران العابثة في المنطقة، وتهديد الأيدولوجيات المتطرفة، لكن ما لم تستوعبه إدارة ترامب بعد هو أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل دون عدل حقيقي للفلسطينيين سيكون هدية لصانعي الدعاية الإيرانيين وللمجندين في التنظيمات المتطرفة”.