بعد الإعلان عن فوز مصر بتنظيم كأس الأمم الإفريقية المقبلة منتصف 2019، كشفت مصادر مطلعة بحكومة الانقلاب أن الخلاف بين شبكة قنوات bein sport والشركة المصرية للقنوات الفضائية cne، والذي أدى إلى إعلان “بي إن سبورت” وقف بثها في مصر يرجع إلى انتهاء العقد المبرم بينهما مطلع العام الجاري. وقال مصدر مطلع إن “مدة العقد المنتهي كانت 3 سنوات ابتداءً من 2016، وشبكة bein sport لا تستطيع تقديم خدماتها إلا بتوقيع عقد جديد مع الشركة”، وتابع: “قد تلجأ أي قناة مصرية لشراء حقوق بث مباريات كأس الأمم الإفريقية المقبلة، والتي فازت بتنظيمها مصر صباح اليوم، بداعي أن الخدمة ليست متاحة على شبكة bein sport، لكن لا يمكن منع الشبكة من تغطية أحداث البطولة ونقلها للدول الإفريقية الأخرى”. قرارات فوقية تأتي هذه التصريحات لتؤكد أن قرارات فوقية من حكومة الانقلاب هي التي تسببت في الأزمة من أجل الإطاحة بالقناة القطرية التي تستحوذ حصريا على بث معظم البطولات الكبرى في العالم، وتترد أنباء عن تجهيزة قناة “دي إم سي” التابعة للمخابرات من أجل الفوز ببث مباريات كأس الأمم متصف العام الجاري والتي فازت بها مصر؛ حيث يشن إعلام النظام هجوما شرسا على القناة القطرية وكان قد تم تدشين “دي إم سي” من أجل منافسة قناة الجزيرة القطرية لكنها فشلت فشلا ذريعا كما كان متوقعا. وحول مصير المشتركين كشف المصدر أنه “سيتم تعويض المشتركين ماديا عن المدة المتبقية، أو إضافة المدة المتبقية للمشترك حال توقيع العقد الجديد مع مقدم الخدمة”. 5 مليارات جنيه وجاء التناول الإعلامي لصحف ومواقع النظام الانقلابي خاليا من الأسباب الحقيقية وراء الأزمة، لكن موقع صحيفة “الوطن” تناول الموضوع من زاوية تجارية اقتصادية؛ حيث تحدث عن خسارة مقدرة بحوالي 5 مليارات جنيه مصري للشبكة القطرية جراء وقف البث؛ حيث يحظى المصريون بنصيب الأسد من عدد المشتركين في شبكة “بي إن سبورت”، من إجمالي المشتركين في الشرق الأوسط؛ حيث بلغ عدد المصريين أكثر من 2 مليون مشترك، طبقًا لآخر إحصائية صدرت عام 2017، وتبلغ قيمة الاشتراك السنوي لجهاز “بي إن سبورت”، في مصر 2400 جنيه، وطبقًا لأخر إحصائية صدرت في عام 2017 باشتراك اكثر من 2 مليون مشترك، وهو ما يعني تكبد الشركة القطرية خسائر سنويا تقدر ب4 مليارات و800 مليون جنيه مصري. توقف إرسال القنوات وكانت مجموعة قنوات بي إن سبورت قد أعلنت عن أسفها لكونها غير قادرة على تقديم خدماتها مع الشركة المصرية للقنوات الفضائية CNE. وقالت “بي إن سبورتس” عبر حسابها الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “تأسف مجموعة beIN الإعلامية لكونها غير قادرة على تقديم خدماتها مع الشركة المصرية للقنوات الفضائية اعتبارا من 8 يناير 2019، وذلك بسبب عدم توقيع الصفقة”. وأضافت المجموعة الرياضية الأشهر في الوطن العربي: “يمكن لمشاهدينا في مصر مواصلة الاستمتاع بخدمات beIN CONNECT على هواتفهم الذكية والأجهزة الأخرى”. وبعد دقائق قليلة من البيان الصادر من المجموعة، توقف إرسال القنوات الخاصة بها على القمرين نايل سات وسهيل سات في مصر؛ ما عرض الشركة المصرية “سي إن إي” إلى هجوم واسع عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، على وقع تعنتها في تجديد عقد مجموعة “بي إن سبورتس”. غضب عارم وشن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عاصفة من الهجوم على الشركة المصرية؛ حيث كتب عادل جلال في تعليق نشره عبر موقع التواصل “فيسبوك”: “شركة القنوات الفضائية المصرية هي من رفضت عرض بي إن سبورتس… يعني مصر هي من توقفت عن بث قنوات المجموعة وليس العكس”، في حين قال محمد علي متهكما: “أكيد القوات المسلحة المصرية هاتنزل بقناة رياضية”. بينما كتب نور حمادة: “مصر فازت بتنظيم كأس الأمم الإفريقية، وقنوات بي إن سبورتس تمتلك حق إذاعتها حصريا، والآن تستطيع أن تأخذ حقها بقلب جامد… فلازم مصر توقف التعنت، وإلا هاتنظم بطولة من غير ما تشوفها… أخذ الحق حرفة”، بينما قالت منة عصام: “حتى الحاجة الوحيدة اللي بتفرح أغلب الناس قفلت!”. العقد القديم وقال وليد عبد الجليل: “الموضوع باختصار هو اختلاف بي إن سبورتس مع الشركة المصرية علشان العقد القديم انتهى، وفي اختلاف في العقد الجديد”، فيما قال أحمد عطية: “والناس اللي مشتركة، ودفعت الاشتراك، ذنبها إيه؟، ومين يعوضها؟!”. وقال مجدي الذوق: “الشركة المصرية سي إن إي المسؤولة عن التوزيع والتشغيل رفضت تجديد العقد، وبالتالي تم إيقاف الخدمة”، وهو ما رد عليه عبد الرحمن عباس قائلاً: “ده أنا لسه دافع الاشتراك… ده أنا أروح فيكم في داهية”. وتُعد شبكة قنوات “بي إن سبورت” القطرية إمبراطورية الإعلام الرياضي ليس في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فحسب؛ بل على الصعيد العالمي، ولديها أكثر من 20 قناة رياضية متخصصة تبث بمختلف اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية والتركية. وتبث القناة القطرية كبرى الدوريات في العالم مثل الدوري الإنجليزي والإسباني والإيطالي والألماني والفرنسي وغيرها من البطولات الكبرى التي يتابعها بشغف ملايين المصريين.