قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي يبحث عن “سبوبة” المساعدات التي تنفقها أوروبا على الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين وغيرهم، وعلى رأس هذه الدول تركيا التي حصلت على مساعدات بمليارات الدولارات للمشاركة في دعم اللاجئين السوريين، في الوقت الذي ترفض فيه اوروبا استقبال مزيد من اللاجئين وتعتبرهم خطرا على أمنها، وهو ما جعلها تدفع مليارات الدولارات لحل هذه الأزمة وديا مع تركيا. وخلال الآونة الأخيرة يخرج السيسي بين الحين والأخر ومع كل زيارة لدولة أوروبية، ليفتح باب المساعدات واللاجئين، أملا في أن يحصل على جزء من التورتة التي تقدم لمساعدة اللاجئين من أوروبا، حيث يزعم السيسي أن مصر بها خمسة ملايي لاجئ من سوريا وغيرها. وكان من بين هذه التصريحات وليس أخرها، ما كشفه السيسي خلال زيارته للنمسا أمس الاثنين، حينما قال في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار النمساوي، إن مصر استقبلت 5 ملايين لاجئ ولم تتاجر بهم، في تلميح لتركيا التي تطالب أوروبا بتحمل ألتزامها الأاخلاقي تجاه اللاجئين. وزعم السيسي أن ملايين اللاجئين يعيشون بين المصريين ولا يعيشون فى مخيمات ولا معسكرات كما يذاع، وأن مصر لديها التزام أخلاقى لدى اللاجئين. خط الابتزاز وبدأ إعلام الانقلاب يدخل على خط الابتزاز الذي يرعاه السيسي للحصول على جزء من “تورتة” مساعدات اللاجئين، حيث قال إعلامي الانقلاب أحمد موسي، إن مصر تستضيف السوريين وغيرهم من جنسيات أخرى في إطار أخلاقي وإنساني بحت، ولم تقم بابتزاز العالم مثل تركيا. وزعم موسى، خلال تقديمه برنامج “على مسؤوليتي” المذاع على فضائية “صدى البلد”، أمس الاثنين، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يخرج لبث الرعب في نفوس أوروبا من خلال حديثه بين فترة وأخرى عن تركه للاجئين كي يأتوا إلى أوروبا، “بيتعامل مع المجتمع الأوروبي بطريقة الرعب”. وأضاف أن أردوغان يخرج ليعلن وجود لاجئين في بلاده حتى يأخذ الأموال مقابل حماية وبقاء اللاجئين في تركيا، وتمثل ذلك في حصوله من الدول الأوروبية على 8 مليارات يورو، “أخدهم أردوغان بلطجة من العالم مقابل بقاء اللاجئين” على حد زعم موسى. وهذه هي نفس التصريحات التي أدلى بها السيسي، ملمحا لطلبه أن يتحول جزء من هذه المساعدات لنظام الانقلاب بديلا عن تركيا، حيث يقول السيسي: “لم تزايد مصر على أي لاجئ، ولم تبتز أي دولة بشأنهم”، مشددا على أنه تم التعامل معهم على أنهم مواطنون. وأضاف السيسي “لم نسمح لهم بالتحرك تجاه أوروبا، ولم يخرج قارب واحد. لم نسمح للأفارقة اللاجئين أن يخرجوا من مصر ويكون مصيرهم الفقد في البحر. هذا التزام لا نقدر على تحمله أمام الإنسانية والتاريخ” وفق مزاعمه. أردوغان واللاجئون كان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد كشف عن المبالغ المالية، التي أنفقتها تركيا لاستقبال اللاجئين خاصة السوريين، واتهم الاتحاد الأوروبي بعدم الوفاء بتعهداته في هذه القضية. وأشار أردوغان، في تصريحات سابقة، إلى أن تركيا تستضيف 4 ملايين لاجئ بينهم 3.5 مليون سوري. وأوضح أردوغان أن بلاده أنفقت من ميزانيتها 33 مليار دولار من أجل اللاجئين، وفق حسابات الأممالمتحدة، فيما لم تتلق دعما يلبي التطلعات من أي دولة أو مؤسسة دولية. وقال: “سنفتح الطريق للاجئين السوريين إلى أوروبا إذا لم يف الاتحاد الأوروبي بتعهده فيما يخص دعم تركيا بمسألة اللاجئين. وكشف في هذا السياق أن الاتحاد تعهد لأنقرة بتقديم 6 مليارات يورو على دفعتين، بصيغة 3+3 عام 2016، عبر المؤسسات الدولية لصالح اللاجئين، وليس لميزانية تركيا مباشرة. وذكر أردوغان أن إجمالي ما تم تقديمه حتى اليوم من المبلغ المذكور، حوالي مليار و700 مليون يورو، مشددا على أن تركيا ورغم ذلك واصلت تقديم مختلف الخدمات للاجئين السوريين المظلومين الفارين من الإرهاب والحرب. إعادة القبول وتوصلت تركيا والاتحاد الأوروبي في 18 مارس عام 2016 ببروكسل إلى اتفاق “إعادة القبول” الذي دخل حيز التنفيذ في 4 أبريل 2016 ويهدف لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر، مقابل دعم مادي بمقدار 3 مليار دولار من الاتحاد الأوروبي لتركيا. وتنص هذه الوثيقة على قيام تركيا باستقبال المهاجرين الواصلين إلى جزر يونانية ممن تأكد انطلاقهم من تركيا. ويقضي الاتفاق أيضا باتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل إعادة المهاجرين غير السوريين إلى بلدانهم، بينما يجري إيواء كل سوري أعيد من أوروبا في مخيمات ضمن تركيا، وإرسال لاجئ سوري مسجل لدى تركيا مكانه إلى بلدان الاتحاد الأوروبي. وذكرت صحيفة “فيلت أم زونتاج” الألمانية، إنها حصلت على أرقام رسمية تظهر ارتفاع عدد المهاجرين القادمين إلى دول الاتحاد الأوروبي عن طريق تركيا، مشيرة إلى من بينهم آلاف الأتراك. وأوضحت الصحيفة، في خبر نشرته على موقعها الإلكتروني، أنها حصلت على تقرير داخلي من المفوضية الأوروبية يفيد بأن عدد المهاجرين عن طريق تركيا ارتفع بنسبة تصل إلى 40 % في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2017. وقالت إن نحو 39 ألف مهاجر وصلوا إلى القارة الأوروبية منذ بداية 2018، موضحة أن الغالبية العظمى منهم سلكوا الطريق الواصل بين تركيا واليونان للوصول إلى أوروبا، فيما وصلت نسبة قليلة عن طريق بلغاريا وإيطاليا وقبرص قادمين من تركيا.