يحتفل العالم في مثل هذا اليوم، الموافق 18 ديسمبر، باليوم العالمي للغة العربية، التي لم يتبق منها في عهد السيسي سوى اللغة الركيكة التي يتكلم بها في مؤتمراته الصحفية التي يخرج بها على أهلها في كل مناسبة، فيهاجم نصوصها ومقدساتها وثقافتها، في الوقت الذي يسعى فيه لتغريب لغة القرآن، وإعلان الحرب عليها من خلال مشروعاته الإعلامية وبرامجه المبتذلة والركيكة، بعد أن حيّد الثقافة ومنع القراءة، واعتقل الشباب في محطات مترو الأنفاق والميادين والمقاهي الثقافية؛ خوفًا من انتشار عدوى الثقافة والقراءة بين الناس والخروج على جهله. وتتعرض اللغة العربية في هذا العصر إلى أعنف هجمة لها على الإطلاق وأشدها وطأة، واقعة بين سندان الإهمال في دراستها وتربية الأجيال عليها، وبين مطرقة المؤامرات التي تحاك لها وسوء الفهم لخصائصها وإمكاناتها، في ظل هيمنة ثقافية غربية عاتية تقوم عليها جهات تدأب ليل نهار على نشر ثقافتها من خلال لغتها بجميع الوسائل والصور. وبذل نظام الانقلاب العسكري جهودا كبيرة لتغييب اللغة العربية، من خلال الحرب عليها في المدارس وتعمد تغريبها، بفرنجة التعليم المدرسي، بعد إنشاء مدارس اللغات التي تعتمد في دراستها على اللغات الأجنبية دون اللغة العربية، فضلا عن البرامج التي تذاع على القنوات الفضائية التي تم إنشاؤها بمعرفة مخابرات السيسي، ويتم فيها تغريب الوعي والثقافة، بالإضافة إلى الحرب على التراث العربي والإسلامي التي تتم برعاية السيسي ليل نهار. انتشار الأسماء الأجنبية ومن يسير فى شوارع القاهرة يجد انتشار اللغات الأجنبية على أسماء المحال والمقاهي، حتى الصحف التي تصدر باللغة العربية، أصبحت تصدر بأسماء أجنبية، أما أسماء البضائع الأجنبية فما أكثرها. كما تم تغريب اللغة العربية من خلال أسماء الفنادق، فكلها أجنبية: هيلتون، شيراتون، كونراد، سميراميس، سوفيتيل، وندسور، ميتروبوليتان، وهى فنادق الدرجة الأولى. وفى مقابلها أسماء مكة، والمدينة، والأزهر، والحسين وهى فنادق الدرجة الثالثة أو الرابعة. أما الوجبات السريعة فمعظمها بالإنجليزية مثل هامبورجر، تشيز برجر، كومبو أو بالإيطالية مثل بيتزا، وتم تحوّل لغة الغالب إلى لغة المغلوب، كما تحولت الألفاظ العربية خاصة فى العلوم والأطعمة إلى اللغات الأجنبية فى مرحلة انتصار الحضارة العربية مثل السكر، الزيتون، قهوة، شاى إلى اللغتين الإسبانية والإنجليزية. ما دعا مجمع اللغة العربية الذى يسيطر عليه الاتجاه المحافظ، مثل مجمع البحوث الإسلامية، إلى افتعال لفظ عربى فى مقابل اللفظ الأجنبى مثل «شاطر ومشطور وبينهما طازج»، ترجمة لساندويتش، إلا أنه تم أخذه بمحمل السخرية من نظام الانقلاب، للسخرية من اللغة العربية، وهو ما دفع الناس أيضا للحديث بالعامية وترك الفصحى، مما سبب السخرية من المأذون والشيخ وأستاذ اللغة العربية عندما يتحدث بالفصحى كما صورت بعض الأفلام المصرية. وجنّد البعض أنفسهم للدفاع عن العامية ضد الفصحى، بل ترجمة معظم الأعمال الأدبية لشكسبير وجوته بالعامية تقريبا للناس، مما قد يدفع الناس أكثر وأكثر للبعد عن الفصحى واعتبارها لغة ميتة. بل إن بعض أساتذة الجامعات يحاضرون للطلاب بالعامية. وانتشرت من خلال أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة. ونسى المتحدث بالعربية قواعد النحو بمن فى ذلك رؤساء الدول ووزراء الثقافة. مسئولون دمروا اللغة العربية وشكل نظام الانقلاب العسكري حربا شرسة على اللغة العربية، حينما تصدر الجهلاء المشهد بعد الانقلاب العسكري، وظهر ذلك واضحا مع لغة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي نفسه، حينما يتحدث باللغة العربية. وأصبحت مصر في فضيحة أمام بعض رؤساء الدول ووزراء الثقافة العرب الذين ما زالوا يتكلمون بالفصحى ويعرفون قواعد النحو، وأن تأتى من مصر أم العرب وكعبة العلم وموطن الأزهر الشريف واتحاد مجامع اللغة العربية. وقد تصبح اللهجات العامية لغات وطنية فلا يستطيع العربى أن يخاطب العربى فى نفس الوقت الذى ندعو فيه إلى الوحدة العربية. وظهر في برلمان العسكر نواب لا علاقة لهم باللغة العربية، حيث تسببت تصريحاتهم وحديثهم باللغة العربية التي تعادي العربية الفصحى، في هجوم ساخر على مصر وأهلها بسبب اللغة الركيكة التي يتكلمون بها. كما ظهر في القضاء عدد من المستشارين والقضاة الذين أهانوا اللغة العربية حينما تكلموا بها مثل المستشار نبيل صليب، والمستشار محمد ناجي شحاتة، وغيرهم. إعلام الانقلاب يحارب العربية وفي الوقت الذي يحتفل العالم باللغة العربية، دأبت صحف الانقلاب على السخرية منها، حيث تناولت صحيفة “اليوم السابع المخابراتية” الإشارة إلى يوم اللغة العربية بتقرير مسيء لها، من خلال الحديث عن عشرة شتائم باللغة العربية وشرح معناها، وكأن لغة الضاد هي لغة الشتائم والابتذال والركاكة. ورصدت صحيفة مخابرات السيسي، أبرز 10 شتائم باللغة العربية الفصحى ليست متداولة مثل وغد وأرعن وأهوج وسخيف وسفل ورذيل، في الوقت الذي لم تشر إلى لغة القرآن وأهميتها في نشر رسالة السلام والعدل بين العالمين.