عبر الكاتب الصحفي والناشط الحقوقي إسماعيل الإسكندراني، الباحث في الشأن السيناوي، عن حزنه الشديد للهجمة الشرسة التي وصفها بالإبادة الجماعية التي يقودها الجيش المصري في حق المسالمين العزل في قرى الشيخ زويد بسيناء، مشيرا إلى أن القصف لا يرحم صغيرا أو كبيرا أو ذكرا أو أنثى، في منزل أو شارع أو مسجد. وأكد الإسكندراني، عبر حسابه على الفيسبوك، أنه عاد من قرى الشيخ زويد بشمال سيناء والذي شاهد بعينه ما وصفه بالهجمة الهمجية من الجيش لمصري ضد السيناوية، مشيرا إلى أنه حمد الله على عودته سليم الجسد ولكنه كسير النفس كثير الألم عما شاهده من قتل الأبرياء داخل منازلهم وفي الشوارع وفي المساجد التي تتعرض للقصف بالطيران. وقال: "لا أدري عمّ أحكي! عن المسجد الذي قصف بطائرات الأباتشي المصرية مرتين؟ لن يكون أعظم عند الله حرمة من الكعبة.. والكعبة ليست أعظم حرمة عند الله من دم إنسان واحد". وأضاف الناشط الحقوقي أنه شاهد امرأة مسنة قتلت برصاص الجيش الخارق للجدران وهي جالسة في بيتها، فضلا عن الشيخ الذي نام قليلاً في المسجد بعد الفجر وخرج في الثامنة صباحاً لتستقبله رصاصة في صدره فيقع صريعاً في الحال ولا يصل أهله إلى جثمانه إلا ظهراً حين تفقّدوه". وعن محاربة شعب سيناء في أرزاقهم، أكد أن والد صديقه البدوي عامل المسجد الذي أجبروه على النزول من السيارة والكشف عما تحت جلبابه والزحف ثم صادروا سيارته الملاكي (العادية وليست دفع رباعي) ثم صرفوه وحرقوا السيارة، وصاحب السيارة النصف نقل التي لم يدفع أقساطها والذي توسلهم أن يعتقلوه ويتركوا السيارة لأولاده يأكلون منها فأحرقوا السيارة أمام عينينه وتركوه، فضلا عن عشرات البيوت التي فتشوها فلم يجدوا فيها شيئاً فأخرجوا أنبوب البوتاجاز ثم أحرقوا الأثاث. وأشار الإسكندراني إلى أن مقتنيات المنازل من وحلى النساء حتى الطعام المحفوظ في الثلاجات لم يسلم من النهب والسرقة، مستطردا: هل أحكي عن أشجار زيتون التي تم تجريفها أم عن أبراج حمام تم تدميرها؟ والله لقد فعلوها دون أي تدخل أدبي أو بلاغي مني! و قتلوا الأغنام وحرقوا العشش ومقاعد الضيافة وأطلقوا وابل ذخيرتهم على كل شيء. وتابع، أن أحد المكلومين قال لي: "لقد ذهبوا وتركوا لنا الإرهابيين يخرجون ألسنتهم لنا أنهم لم يمسهم سوء!، وآخر قال متعجباً من وحشية القوات تحديداً ضد قرية الظهير المسالمة الوديعة: لقد حاولت تحليل ما فعلوه في قريتنا فلم أجد ما يقنعني سوى أنهم أرادوا رفع معنويات الجنود بانتصار وهمي على قرية خالية من أي خطر، أما الثالث، فزفر ما شهقه من دخان ورفع سيجارته عن فمه قائلاً: والله ما يعمل كده مسلم .. دول كفار". وختم روايته قائلا" سألتهم وسألهم زملائي ورفاق الرحلة عشرات الأسئلة عن القبض على مطلوبين حقيقيين، وعن السلاح الذي وجدوه بالفعل، وعن ألف شيء وشيء، مستطردا لم تكن ردودهم بالقول أبلغ مما رأته أعيننا وسجلته العدسة وبالتأكيد لم يفعل ذلك جيش الاحتلال الصهيوني .. وقطعاً لم يتورط في أي من ذلك جيش أكتوبر العظيم.. يا سادة جيش كامب ديفيد يطيح في سيناء فساداً وإفساداً".