بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، في قطف أول ثمار مقتل الكاتب الصحفي جمال خاشقجي، ودعم محمد بن سلمان، من خلال الإعلان بحسب متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية عن أن السعودية ستشتري نظاما للدفاع الصاروخي بقيمة خمسة عشر مليار دولار، وذلك بعد جهود مكثفة من جانب الحكومة الأمريكية لإنجاز الاتفاق شملت اتصالا شخصيا بين الرئيس دونالد ترامب والعاهل السعودي الملك سلمان. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” عن وزارة الخارجية الأمريكية أن مسؤولين سعوديين وأمريكيين وقعوا خطابات العرض والقبول فيما يضفي الطابع الرسمي على شروط شراء السعودية أربعا وأربعين قاذفة صواريخ (ثاد) إلى جانب صواريخ ومعدات أخرى. وكان قد أعلن البيت الأبيض أنه من “المحتمل جدًا” أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تورط في عملية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، لكن في نفس الوقت أكد أنه من “الحماقة” التخلي عن التعاقدات بمليارات الدولارات مع المملكة العربية السعودية. وأضاف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن جريمة مقتل جمال خاشقجي “مريعة”، وقامت الولاياتالمتحدة بإجراءات ضد الأشخاص الذين عُلم أنهم على علاقة بالجريمة. لكن ترامب عاد وأشار إلى أن المسئولين السعوديين أبلغوا الولاياتالمتحدة أن جمال خاشقجي كان “عدو الدولة” وعضوا في جماعة الإخوان المسلمين، ثم ما برح ترمب يدافع عن بن سلمان بعد ذلك، ويقول إن ولي العهد السعودي لم تكن له علاقة بالقضية، في الوقت الذي كشف ترمب أن وجود محمد بن سلمان لا يصب في مصلحة الولاياتالمتحدةالأمريكية فقط، ولكن يصب في مصلحة وحماية أمن إسرائيل. وسعى ترامب للاستفادة من مقتل خاشقجي للضاط على محمد بن سلمان والعاهل السعودي، في الاستفادة من دعم ولي العهد، ونفي تهمة قتل خاشقجي عنه، مقابل التعاقد مع شركات صناعة السلاح الأمريكية في الأسابيع القليلة الماضية لإنقاذ الاتفاقات الفعلية القليلة ضمن حزمة صفقات أسلحة للسعودية بقيمة 110 مليارات دولار جرى الترويج لها كثيرا. ونقلت “رويترز” عن مسؤول سعودي أن ترامب والعاهل السعودي بحثا الصفقة في اتصال هاتفي في أواخر سبتمبر، ومن المحتمل إتمام الصفقة بنهاية العام. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن الاتفاق، الذي كشفت عنه محطة (سي.إن.بي.سي) الإخبارية، يدعم “أمن السعودية ومنطقة الخليج في المدى البعيد في مواجهة تهديد الصواريخ الباليستية المتنامي من جانب النظام الإيراني والجماعات المتطرفة المدعومة من إيران”. وكان قد برر الرئيس الأمريكي وقوفه مع محمد بن سلمان، من أنه سوف ينظر في كل ما يتم تقديمه إليه، بشرط أن يكون متماشيا مع مصالح الولاياتالمتحدةالامريكية. ولفت إلى أن السعودية هي أكبر منتج للنفط في العالم بعد الولاياتالمتحدة، وعملت الرياض بشكل قوي مع واشنطن على إبقاء أسعار النفط في معدلات معقولة بعد مطلب أمريكي.