السيسي يلغي مجانية التعليم لزيادة رواتب الجيش والشرطة والقضاة

تحوّلت مجانية التعليم إلى ظلم اجتماعي وعائق أمام وزير التعليم بحكومة الانقلاب طارق شوقي، وذريعته التي تحول بينه وبين تطوير منظومته التعليمية المتهالكة، والتي تذيلت بها مصر المرتبة الأخيرة في جودة التعليم، وفق ما أكده المتحدث باسم الوزارة أحمد خيري.
وحسب تقرير بثته قناة “مكملين”، فالتعليم المجاني الذي يهاجمه طارق شوقي، فضلا عن أنه حق مكفول بالدستور لا يمكن المساس، به فهو مبدأ معمول به في الدولة الرأسمالية باعتباره صمام أمان للسلم الاجتماعي، لكن فيما يبدو أن الوزير لا يفكر إلا بمنطق الجنرال الذي أتى به على رأس الوزارة الأهم في حياة المصريين، وبات همه قاصرا على الجباية.
وفي الوقت الذي يمنح شوقي المدارس الخاصة التي تقوم على الاستثمار جهاز التابلت مجانا، يعتبر أن وجود 100 طالب بالفصل ليس كثافة تعيق التحصيل الدراسي، ويتطلع إلى أن تقل الكثافة إلى 70 طالبا في الفصل الواحد، لكن كيف يمكن توفير تلك الفصول والتي يبلغ عددها 250 ألف فصل لاستيعاب الزيادة؟
سؤال طرحه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي على المواطنين، معتبرًا أنه تحد كبير يحتاج إلى 130 مليار جنيه، وهو ما كذبه خبراء ومراقبون، معتبرين أن تلك الأرقام مبالغ فيها إلى حد كبير.
وبينما تنفق سلطة العسكر بدون حسيب أو رقيب على الأذرع الأمنية وزيادة رواتبها، يبحث شقي كيف يشارك أبناء البسطاء في التطوير؛ بزعم أن عدم دفع مقابل الخدمات التعليمية ظلم اجتماعي.
الخبراء أكدوا أن السيسي ونظامه يرون تطوير التعليم وخصخصته وجهان لعملة واحدة، فلا حل لارتقاء المنظومة إلا من جيوب الفقراء والكادحين.
من جانبه قال الخبير التربوي علي اللبان: إن حصة التعليم في الموازنة- وفقا للدستور- تبلغ 4% بما يعادل 210 مليارات جنيه، اقتطعت منها حكومة الانقلاب 95 مليارا، وأصبحت حصة التعليم بالموازنة 115 مليار جنيه.
وأضاف اللبان، في مداخلة هاتفية لقناة مكملين، أن المواطنين يدفعون ضرائب سنوية بقيمة 770 مليار جنيه، بالإضافة إلى فاتورة الدروس الخصوصية، والتي تتراوح بين30 إلى 40 مليار جنيه، ومستلزمات العملية التعليمية تتراوح من 20 إلى 30 مليار جنيه.
وأوضح اللبان أنه بعد إلغاء مجانية التعليم سوف تذهب مخصصات التعليم بالموازنة في صالح صفقات طائرات “الرافال” أو زيادة رواتب رجال الجيش والشرطة والقضاء. لافتا إلى أن التعليم يعتبر الخدمة الأهم التي تقدمها الحكومة للمواطنين، وأنه منذ استيلاء السيسي على السلطة، وهو يشير إلى ضعف أهمية التعليم عندما قال “يعمل إيه التعليم في وطن ضايع”، وقوله “أنا مش مطالب أعلم الناس كلها”.