تقول والدة محمد خضر علي سعد- أحد المفقودين من يوم فض اعتصام رابعة العدوية، وهو طالب في نهائي كلية الهندسة بجامعة المنوفية، وكان يناقش مشروع التخرج أثناء فترة الاعتصام، وكان يحلم لنفسه بمستقبل مشرق، ويركز كل التركيز على مستقبله- "إنه قرر الانضمام للمعتصمين بعدما شاهد بعض قوات الأمن تنزع النقاب عن امرأة، وبعدها شاهد من ينهالون على الملتحين بالضرب، فاعتبر ذلك حربا على هوية مصر الإسلامية، وقرر المشاركة في الاعتصام، وذهبت معه إلى رابعة لكنني لم أعتصم؛ ابني لا ينتمى سياسيا لأحد، وحينما طالبته بالتوقيع على استمارة "تجرد" قال لي: لن انضم لتجرد أو تمرد". وأضافت الأم المكلومة: تابعت عملية فض الاعتصام منذ بدايته، وأصبت بحالة شلل مؤقت منعتني من الحركة، فطلبت من والده الاتصال به فأغلق معه سريعا لأنه كان يواجه رصاصا حيا، وطلب منه أن يدعو له، فسأله والده: "بتدافع عن نفسك إزاي؟"، فأكد أنه لا يحمل أي سلاح، وليس معه سوى كمامة تحميه من الغاز. وذكرت أنها "شاهدت اسم محمد خضر محمد كمعتقل في سجن أبو زعبل، فأرسلنا له متعلقات خاصة به، وأرسلنا له محاميا كي يقابله مع خاله، فاتضح أنه مجرد تشابه أسماء، وأن هذا الشخص ليس ابني؛ فبدأنا رحلة البحث في المشارح، ولم نجد ابننا في الجثث الواضحة، أما الجثث مطموسة المعالم فلم نتمكن من تمييزها، فقمنا بعمل تحليل "دي .إن. أيه"؛ لمعرفة ما إذا كان بينها ابني أم لا، وستظهر نتيجة التحليل خلال يومين". وتابعت قائلة: "أذكر جيدا كيف قام تجار الفاكهة بالقرب من المشرحة بتفريغ ثلاجاتهم من الفاكهة؛ ليضعوا فيها جثث أبنائنا الشهداء التي رميت في الشارع أمام المشرحة". واختتمت الأم تصريحاتها بأنها غير نادمة على اعتصام ابنها، "ولو عادت الأيام سأجعله يذهب من جديد، كل ما يحزنني أنني كنت أتمنى أن يستشهد على يد جيش العدز الإسرائيلي، لا جيش بلاده، ومحمد نفسه كان يعتقد أن البلطجية هي من ستهاجمهم، لكنه كان يستبعد تمامًا أن يتم الهجوم عليهم من قوات الجيش المصري، وقال لي نصًا: "يا ماما الجيش ده مننا"؛ ولكن إحساسي كأم يخبرني بأن ابني حي يرزق في مكان لا أعلمه، وحتمًا سنلتقي يومًا، وحسبي الله ونعم الوكيل في من ظلمني وظلمه".