لا ينافس الجاسوس الصهيوني المصري أشرف مروان صهر أبي الانقلاب الفاشي جمال عبد الناصر، إلا نائب مدير المخابرات السعوديّة أحمد عسيري، وفي سياق جريمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي, بدأت الفضائح تلاحق النظام السعودي وتتكشف معها العلاقات الأمنيّة والاستخباراتيّة بين كيان العدو الصهيوني والمملكة العربيّة السعوديّة, وما هو السرّ في عدم تطرّق صنّاع القرار في تل أبيب، لا من قريبٍ ولا من بعيد، لجريمة اغتيال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول؟ رام بن براك، نائب رئيس جهاز الموساد الأسبق كان قد ألمح في مقابلة أجرتها معه صحيفة "جيروزاليم بوست"، قبل عدّة أشهر إلى أنّ السعودية تتعاون مع إسرائيل في مواجهة المقاومة الفلسطينيّة، وكانت وسائل إعلام أمريكيّة وأوروبيّة قد أشارت مؤخرًا وبشكلٍ متواترٍ إلى تعاظم مظاهر التعاون الأمنيّ والاستخباريّ بين إسرائيل والمملكة العربيّة السعوديّة. اعتراف الرياض وكشف المُحلّل السياسيّ، موآف فاردي، من هيئة البثّ الإسرائيليّة، كشف النقاب عن أنّ نائب مدير المخابرات السعوديّة أحمد عسيري، الذي تمّت إقالته بعد اعتراف الرياض بارتكاب جريمة قتل الصحفيّ المُعارِض خاشقجي، يُعتبر أحد أكثر قادة الأجهزة الأمنيّة في المملكة ارتباطًا بالتعاون الأمنيّ والاستخباريّ مع إسرائيل. وتابع المُحلّل الإسرائيليّ قائلاً إنّ خبر إعفاء عسيري من منصبه يُعّد خبرًا سيئًا للكيان الصهيوني، إذْ أنّ الكثيرين في تل أبيب باتوا يعون أنّهم قد فقدوا شريكًا ذا قيمة عالية جدًا، وغنيٌ عن القول إنّ فاردي، الذي يقوم في هذه الأيّام ببثّ تقارير مٌباشرةٍ من سلطنة عُمان، مع رفيقه روعي كييس، تربطه علاقاتٍ وطيدةٍ بالمؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة. وهو أوّل إعلاميّ إسرائيليّ يجرؤ على الكشف عن هوية مسئول سعوديٍّ مُرتبطٍ بالتنسيق الأمنيّ والتعاون الاستخباراتيّ مع إسرائيل، مع ذلك لم يُوضِح فادري، فيما إذا كان عسيري، هو المسئول السعوديّ الوحيد الذي يُقيم علاقات تعاونٍ مع الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة. كان موقع (المصدر) الإسرائيليّ، شبه الرسميّ قد تطرّق أخيرًا إلى تصريحات وزير الخارجية السعوديّ، عادل الجبير، ضدّ حماس مدعيًا أنّها حركة متطرفة، لافتًا إلى أنّه في خطابه أمام البرلمان الأوروبيّ في بروكسل قال الجبير إنّ حماس ليست معنيةً بأنْ يسود السلام في المنطقة، وإنّ قطر توقفت عن دعم غزة ماليًا بسبب الضغط الأمريكيّ المُمارس عليها. ولم تنل أقوال الوزير السعوديّ إعجاب حماس فسارعت إلى شجبها، وفي المقابل، تابع الموقع، رحبّت إسرائيل بتصريحات الجبير، واقتبس منسق عمليات الحكومة الإسرائيليّة السابق في الأراضي الفلسطينيّة المُحتلّة، الجنرال يؤاف مردخاي، في صفحته على ال(فيس بوك) أقوال الجبير ونشر:"إذا كان هذا هو أيضًا تعريف السعوديّين لحماس، فنحن متّفقون معهم". يهود في جزيرة العرب مؤشرات كثيرة بدأت تدلّل على تغليب السعودية التي توالي واشنطن مصالحها وعلاقاتها دون اكتراث لردود أفعال الشارع العربي، خاصة فيما يتعلّق بالتطبيع مع “إسرائيل”، التطبيع السعودي مع الاحتلال بدأ يأخذ شكلاً علنيّاً إلى حدٍّ ما، وهو ما ظهر جليّاً في آخر تصريحات محمد بن سلمان، لمجلة “أتلانتيك” الأمريكية، والتي أعرب فيها عن “إيمانه بأن الفلسطينيين والإسرائيليين من حقهم أن تكون لهم أراضيهم الخاصة”. هذه التصريحات أثارت ردود أفعال عربية رسمية وشعبية غاضبة، خاصة في ظل ما تشهده الأراضي الفلسطينية، وتحديداً قطاع غزة، من أحداث ساخنة بدأت منذ الإعلان الأمريكي بشأن القدس، واشتعلت في ذكرى “يوم الأرض”، واعتبرت صحف عربية ودولية أن تصريحات بن سلمان “تشكّل تحوّلاً جذريّاً في مواقف الرياض التي تبدّلت مع وصوله إلى منصب وليّ العهد، بل إنها تفتح فصلاً من تطبيع العلاقات السعودية- الإسرائيلية”. ولعل هذه التصريحات، إضافة إلى جملة من الخطوات واللقاءات الصادرة عن السعودية، دفعت إلى طرح سؤال حول ما إذا كانت الرياض ستفتح أبوابها بشكل معلن أمام الإسرائيليين ليصبح الأمر عادياً؟، ومؤخراً كشف وليّ العهد السعودي النقاب لأول مرة عن وجود يهود يعملون داخل المملكة العربية السعودية، وذلك في مقابلة مع مجلة أمريكية ترجمتها ونشرتها مختلف وسائل الإعلام السعودية الرسمية.