أفراد أمن معهد الكلى يحكون مشاهد التهجم على الأطباء.. والبلطجية يثيرون رعب الممرضات بمستشفى المطرية أصدر الدكتور محمد مرسى -رئيس الجمهورية- أوامره للقوات المسلحة، بتأمين 100 مستشفى على مستوى الجمهورية، كمرحلة أولى من عمليات التأمين لجميع المستشفيات، وذلك فى استجابة لطلب نقابة الأطباء بتأمين الشرطة للمستشفيات. وصرح الدكتور أحمد لطفي، مقرر اللجنة الإعلامية بالنقابة العامة للأطباء: إن الدكتور خيرى عبد الدايم -نقيب الأطباء- تلقى اتصالا هاتفيا من اللواء حمدى بدين، قائد الشرطة العسكرية، أكد خلاله تكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بتوفير التأمين اللازم ل100 مستشفى، على مستوى الجمهورية، بتوجيه من الرئيس مرسي. وأضاف لطفى أن عبد الدايم، تلقى مكالمة هاتفية أخرى من رئاسة الجمهورية، أكدت فيها أن الخطابات، التى أرسلتها النقابة لمؤسسة الرئاسة، يتم دراستها باهتمام بالغ وأن رئيس الجمهورية مهتم بهذا الموضوع، وتحدث مع الجيش والداخلية باهتمام لتأمين المستشفيات. وأكد لطفى أن الرئاسة طلبت من النقابة إرسال معلومات عن المستشفيات التى لا يتوافر بها تأمين للقوات المسلحة ليتم تأمينها من خلال قوات الشرطة العسكرية. يأتى قرار الرئيس بتأمين المستشفيات بعد تكرار حوادث الاعتداء على الأطباء والممرضات خلال الفترة الماضية، وهى الاعتداءات التى لم تبد بريئة ولا عفوية، إنما استغلها بعض البلطجية لإشاعة الفوضى والعنف والترويع فى المجتمع. وقامت "الحرية والعدالة" بجولة داخل مستشفى المطرية ومعهد غسيل الكلى لمشاهدة ما يحدث داخل المستشفيات ولتسمع روايات القريبين من المشهد عن ما يرونه من أعمال بلطجة أو سطو أو اعتداء بدنى بالأسلحة الحادة البيضاء، أو بالأسلحة النارية، حيث ان اللافت أن المستشفيات الحكومية تشهد حالة من التسيب والانفلات الأمنى خلال الآونة الحالية لاسيما بعد انسحاب عدد كبير من قوات التأمين من أمام مقرات المستشفيات، وبدلا من أن تكون المستشفيات مكانا ًلسلامة المواطنين ولتلقيهم العلاج باتت مكانا للقضاء على أرواحهم من خلال سلسلة من الاعتداءات المتكررة من جانب بلطجية ومجهولين يحملون الاسلحة ولا يجدون من يوقفهم او يمنع تجاوزهم. وتمتد اعمال البلطجة والتخريب للأطباء ولعناصر التأمين المدنية أمام المستشفيات أيضا وكان أخرها إصابة احد عناصر الأمن ويدعى محمود الجزار بمستشفى المطرية بطلق نارى دخل على إثره الرعاية المركزة. وقد توجهت "الحرية والعدالة" إلى مستشفى المطرية، وتحديدا قسم الاستقبال والطوارئ الذى طالما يشهد اعتداءات متكررة وذلك لرصد الحالة الأمنية واستطلاع آراء العاملين بالمستشفى وكذلك المحيطين بها حول تكرار حوادث الاعتداءات على المستشفى وطاقمها، حيث التقت مع احد اصحاب الاكشاك امام مقر المستشفى فبحكم عمله بالكشك فهو يشاهد ما يجرى بها طوال اليوم خصوصا فى الأوقات المتأخرة من الليل. فقال ان مستشفى المطرية يشهد حوادث بلطجة تكاد تكون يومية فلا يمر يوم الا ويشاهد إعتداء على أفراد الأمن أو على الاطباء من جانب بلطجية أو من جانب احد المواطنين الذين جاءوا للمستشفى بعد أن أصيب احد أقاربهم ويريدون أن يقتصوا ممن أصابه. كما ذكر أحد الأطباء بقسم الاستقبال أن مخطط الاعتداء على المستشفيات الحكومية فى هذا التوقيت تحديدا، لاسيما مع انسحاب الشرطة العسكرية بلا مبرر، يهدف إلى إفشال خطة المائة يوم التى تهدف لتوفير الأمن والصحة، مشيرا إلى أن مستشفى المطرية لا يشهد أى تأمين سوى من فردين ولا يحملون أسلحة للدفاع عن النفس أو عن المستشفيات ضد أى هجوم. وأشار إلى أن مسشتفى المطرية بحكم موقعها تشهد أعمال بلطجة مستمرة فلا يمر يوم الإ وتقع أعمال بلطجة، موضحا ًأن احد وقائع الاعتداء كانت بسبب اشتباك بين شابين فضرب احدهما الاخر فجاء المصاب ليتلقى العلاج فى المستشفى بينما جاء أهل المجموعة الثانية لتأخذ بحقها من أهل الثانى وتتواصل الاشتباكات بينهم حتى أن أحد البلطجية قام بالاعتداء على فرد الامن محمود الجزار يوم الخميس الماضى بسنجة دخل العناية المركزة على إثرها. وأكد الأطباء أن مستشفى المطرية تحتاج إلى إعادة تشكيل وأنها تعانى من تدهور حاد فى تأمينها، وأحيانا تجار المخدرات يقومون بإستغلال المنطقة الواقعة أمام المستشفى لبيع مواد مخدرة للبلطجية وهذا هو ما أكده شهود عيان كثر بمنطقة المطرية. أما أفراد الأمن بالمستشفى، فقد رفضوا الحديث وامتلكتهم الخشية من التحدث عما يشاهدونه من أعمال تخريب متعمد، وأصروا على أن الحديث يكون مع مدير المستشفى الذى لم يكن متواجدا بها رغم ما تشهده بين لحظة وأخرى من أعمال بلطجة. ولم يسلم معهد غسيل الكلى من هذه الاعتداءات المتكررة فهو أيضا يشهد أعمال بلطجة وتخريب شبه يومية، فقد أكد عامل الأمن بالمعهد ويدعى إبراهيم ويبلغ من العمر 35 عاما أنه يشاهد الموت كل يوم خلال عمله كفرد تأمين أمام معهد غسيل الكلى، لافتا الى أنه لا يحمل أى سلاح أو أى وسيلة للدفاع عن النفس وأن كل ما فى وسعه أن يسعى جاهدا لغلق باب المعهد إذا أمكن فى حالة وقوع حوادث اعتداء ويتوجه للباب الخلفى الذى لا يعرفه الكثيرون حتى يتمكن المرضى من الخروج أو الأطباء وكانهم يهربون من لص. وأوضح إبراهيم أن البلطجية الذى يهجمون يحملون كافة أنواع الأسلحة، مشيرا إلى أنه منذ يومين كان يوضح لأهل مريضة أتت للمعهد أن المريضة معهم مرافق واحد فقط أو اثنين فرفض واحد ممن كانوا مع الحالة ووضعوا له "مطواة" فى جنبه فى مشهد درامى وكأنه فيلم بوليسى، وكل هذا ولا احد من أفراد الشرطة يتحرك أو يسمع لهم صوتا لكى يؤمن المستشفيات والأطباء والمرضى. ويضيف إبراهيم أنه منذ يومين تبادلت مجموعتان من البلطجية إطلاق النيران فى ميدان المطرية وكان الطلق يصل أثره للمعهد حتى أن احد الماره أصيب وتم تحويله لمستشفى المطرية على الفور. بدووره، استنكر الدكتور عبد الرحمن جمال عضو مجلس نقابة الأطباء بشده ما يحدث داخل المسشتفيات الحكومية، موضحا أن الحالة الأمنية فى أغلب المستشفيات بالغة السوء والخطورة، وانهم طالبوا بإنشاء شرطة خاصة للمستشفيات على غرار شرطة السياحة. وقال ان الأطباء لم يتعاونوا فى التضحية من أجل تأدية دورهم الوطنى ولكن ما يحدث من اعمال بلطجة الآن يحتاج إلى وقفة جادة، متهما عناصر ومؤسسات بالدولة تسعى لتخريب ما نحققه من انجازات خصوصا المغرضين والمخربين الذى يريدون عرقلة عجلة نجاح الرئيس محمد مرسى . وأكد أن مشهد الاعتداءات المتكررة على المستشفيات يعتبر مخططا لأنه يتم فى أكثر من مكان وبشكل متكرر، حيث تم إغلاق 4 مستشفيات حكومية مؤخرا بسبب مسلسل الاعتداءات الذى لا ينقطع، واكد بقوله:" لن نقف مكتوفى الايدى ولن نسمح كأطباء بتخريب أمن المواطن البسيط الذى يأتى للمستشفى لتلقى علاجه، ويجب على الأجهزة الأمنية أن تتحرك لمساعدتنا وتترك حالة التراخى التى نشهدها، فهناك تعمد فى الاخلال بأمن المسشتفيات". جدير بالذكر أن الرئاسة أصدرت أمس قرارا بضرورة تأمين المستشفيات وبدأت بمائة مستشفى على أن يتم حصر باقى المستشفيات بتوفير قوات لتأمينها.