حفر متطوعون قبرا جماعيا لدفن مئات من ضحايا الزلزال الذي تلاه تسونامي في جزيرة سولاويسي الإندونيسية لمنع انتشار أوبئة، في وقت يسابق رجال الإنقاذ الزمن للعثور على أحياء تحت الأنقاض. وطلبت الحكومة الإندونيسية اليوم الإثنين مساعدة دولية، لمواجهة الكارثة التي أودت بحياة 832 شخصا، وما يزيد عن 500 جريح حالة كثير منهم خطرة، عدا عن مفقودين لم يعثر عليهم حتى الآن. وتتوقع السلطات ارتفاع حصيلة الضحايا لأن الوصول إلى أجزاء واسعة من المنطقة المتضررة لا يزال متعذرا. وأعلنت عشرات المنظمات الإنسانية والمنظمات غير الحكومية استعدادها لتقديم مساعدة عاجلة، لكنها تواجه صعوبات في إيصال المساعدات إلى المناطق بسبب قطع الطرق وتضرر المطارات. وقالت سامسينار زيد موغا (46 عاما) لوكالة “فرانس برس”: “ليس لدينا الكثير من الغذاء. تمكنا من جلب ما كان لدينا في المنزل فقط ونحتاج إلى مياه للشرب”. وأكدت شقيقتها سيتي دامرا أن “الأهم من ذلك هو الخيام لأن الأمطار هطلت ويتواجد هنا الكثير من الأطفال”. وقال توم ليمبونغ، المسؤول الحكومي، في تغريدة على “تويتر”، إن الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو “سمح لنا بقبول مساعدة دولية عاجلة لمواجهة الكارثة”. ودعا الراغبين في تقديم المساعدة إلى الاتصال به مباشرة عبر حسابه أو بالبريد الإلكتروني. وقالت مسؤولة في “أوكسفام” في إندونيسيا إن المنظمة “تنوي تقديم مساعدة لعدد يمكن أن يصل إلى مائة ألف شخص”، من مواد غذائية وأدوات لتنقية المياه وملاجئ. لكن منظمة “سيف ذي تشيلدرن” أكدت صعوبة إيصال المساعدات، وأضافت أن “المنظمات غير الحكومية والسلطات المحلية تواجه صعوبة كبيرة في الوصول إلى قرى حول دونغالا حيث يحتمل أن تكون الأضرار كبيرة جدا، وسقط عدد كبير من الضحايا”. وسُجل العدد الأكبر من الضحايا في بالو المنطقة التي تضم 350 ألف نسمة على الساحل الغربي لسولاويسي التي ضربها الجمعة زلزال بلغت شدته 7.5 درجات، تلاه تسونامي. وشهدت إندونيسيا سلسلة من الزلازل المدمرة خلال السنين الأخيرة. ففي 2004، أسفر تسونامي أعقب زلزالا تحت البحر بقوة 9.3 درجات قبالة سومطرة غرب إندونيسيا عن 220 ألف قتيل في البلدان المطلة على المحيط الهندي، بينهم 168 ألفا في إندونيسيا. في 2010 قُتل نحو 430 شخصاً عندما تسبب زلزال بقوة 7.8 درجات بمد بحري ضرب منطقة مينتاوي المعزولة قبالة ساحل سومطرة. وفي 2006، ضرب زلزال قوته 6.3 درجات إقليم جاوا المكتظ بالسكان ما تسبب في مقتل 6 آلاف شخص وإصابة 38 ألفا آخرين. ودمر الزلزال 157 ألف منزل ما تسبب في تشريد 420 ألف شخص.