“موضوعي مع الوزير كل الصحفيين والإعلاميين بعدوا عنه ومرضيوش يتكلموا عنه وكأني ارهابي وليس معلم أسعى للأفضل”، كلمات سطرها مدرس في رسالة إلى الشعب بعدما قررت نيابة استئناف القاهر، حبسه 4 أيام احتياطيًا على ذمة التحقيقات التي باشرتها في البلاغ المقدم من وزير التربية والتعليم في حكومة الانقلاب الدكتور طارق شوقي، الذي اتهمه فيه بسبه وقذفه، ونشر أخبار كاذبة عن سير وتطورات منظومة التعليم في مصر. ولن ينسى أحد أن “شوقي” وزير التعليم في حكومة الانقلاب، قد أعاد في وقت سابق ما وصفه ب”فائض 200 مليون جنيه” من ميزانية التعليم لصندوق “تحيا مصر” لرفع رواتب الباشاوات في الجيش، وطوال الخمس سنوات الماضية لم يتم بناء مدرسة حكومية أو مستشفي يخدم الطلاب، و تم بناء 7 سجون مركزية، وأثبت “شوقي” عمليا أن مصر ما هي إلا سجن كبير. وزير التعليم في حكومة الانقلاب خرج علي المصريين يقول “العالم كله ينتظر بدء نظام التعليم الجديد في مصر”، تماما كما شاهد هو نفسه مع بقية الشعب معجزة العلاج بالكفتة، واحتفل مع السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، بافتتاح قناة السويس للدراما. وطن ضايع ووجهت سلطات الانقلاب، للمواطن أحمد سعيد عبد الصمد، مدرس العلوم البالغ من العمر 46 عامًا، ارتكاب جرائم السب والقذف في حق موظف عمومي، وقالت سلطات الانقلاب أن المدرس المتهم استخدم حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، في توجيه عبارات السب والقذف لوزير التربية والتعليم، ودأب على نشر معلومات وأخبار كاذبة من شأنها تشويه صورة الوزارة، والإساءة إلى منظومة التعليم في مصر. ويرد الأستاذ أحمد سعيد في رسالته بالقول:” انا بالفعل اتعرض منذ ثلاث اسابيع لضغوط وظيفية وامنية مريرة على خلفية مشكلتى مع الوزير واليوم اتعرض لذروة الاحداث فلو تطور الامر لا قدر الله ولم استطع الرجوع الى بيتى فارجو منك ان تنقل هذا النص للجميع”. وتابع:”لقد كنت عاشقا لهذا الشعب قبل ارضه فلا يبنى الاوطان إلا سواعد ابنائها فأردت ان أساهم فى تهيئة تلك السواعد تعليميا لتكتسب خلفيات ثقافية وعلمية ومهارية لخدمة الوطن والارتقاء به دون الالتفات الى نظام الحكم ومدى اتفاقى او اختلافى معه”. وبعبارات يكسوها الحسرة على ما وصلت له مصر يقول:” اعتذر لمصر انى احببتها واعتذر منكم انى خذلتكم ولم استطع تحقيق اى قدر من حلمنا واعتذر لأبنائى رشيد ومحمد ورقية اننى ورطتهم بسبب حبى للوطن فى مآزق مادية ونفسية واجتماعية ولكن يشفع لى ان قارئ تلك الرسالة مازال حرا طليقا مؤمنا بما نؤمن به فليوفقه الله على تحقيق حلم الوطن”. انهيار التعليم وتهتم سلطات الانقلاب ببناء السجون أكثر من بناء المدارس و فصول التعليم، وفي مصر منذ انقلاب 30 يونيو 2013 صدرت قرارات ببناء 16 سجن مركزي، وتحويل 25 سجن من أصل 27 إلى سجون مركزية و بناء 282 مركز احتجاز داخل أقسام الشرطة ، وتوسعة مساحة السجون العسكرية السرية. وبينما لا يجد معظم الطلاب في المدارس الحكومية مقعدا يجلسون عليه، مع بداية العام الدراسي، يتشدق وزير التعليم في حكومة الانقلاب بأن “مصر ستصدر التجربة التعليمية المصرية”، يقول الناشط محمد عبد السلام:” بينهبوها وبيدفعوا جزيه للغرب ..قروض..شراء أسلحه..وبيع أراضي من مصر..العسكر مجرد عبيد لا اكثر يساقون من قبل الغرب”. ويرد الناشط إسلام العيني ساخرا: “المستفيد الوحيد من التعليم ف مصر .. هم افران العيش الفينو”، ويتهاوى التعليم في مصر من وعود التابلت إلى الحصيرة، حيث التقط اولياء الأمور صوراً لأبنائهم في إحدى مدارس محافظة القليوبية يجلسون القرفصاء 7 ساعات على “حصيرة”. وتداول نشطاء ومراقبون السخرية على مقولة لوزير التعليم في حكومة الانقلاب، بأن العالم ينتظر ويراقب بداية التعليم في مصر، يقول الناشط محمود سعفان ساخراً:”انتو عارفين إن العالم كله كان منتظر بداية العام الدراسي في مصر عشان يشوفوا نظام التعليم الجديد اللي عمله سيادة الوزير”. ويرد الناشط أحمد القناوي بالقول:” واول بشاير نظام سعادته الواد جايلي اول يوم مبطوح في دماغه اه وربنا.واحب اقول مقولة ماثورة في الاخر الا وهي (ويعمل ايه التعليم في وطن ضايع).. اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا”.