يحرص المؤيدون للانقلاب على إعادة وتكرار عبارات الفريق السيسي، كما تحرص قنوات الإعلام المؤيدة للانقلاب على إظهار صورة الفريق السيسي كبطل قومي، وذلك بعد صناعة فيلم وهمي أطلق عليه "محاربة الإرهاب"، يتم من خلاله قتل المصريين المعارضين للانقلاب والمؤيدين للشرعية والديمقراطية. ولا يمكن لأي عاقل التفرقة بين طبيعة العمل والقائم بالعمل، فإذا كان العمل بلغ درجة كبيرة من الحقارة والقذارة، فلا يمكن أن يكون القائم بالعمل من الأطهار أو الأبطال. من الواضح أن السيسي قد غلبته نفسه، ومطامع النفس سيطرت عليه تماما، ولعل ما يحدث على أرض الواقع يؤكد ذلك. (1) زعم السيسي في خطابه الأخير أنه وزير ضمن مجموعه من الوزراء، وأنه يوجد رئيس وزراء ورئيس جمهورية. والواقع أن هذا الزعم يكذبه السيسي نفسه، فبعد انقلابه المشئوم هو الذي طلب التفويض من الشعب وليس رئيس الجمهورية، ولو كان هناك رئيس جمهورية لكان هو الذي طلب التفويض، وبعد ذلك يطرح الأمر علي مجلس الوزراء لمناقشته. (2) أوضح السيسي أنه قام بذلك ليجنب مصر خطر إرهاب محتمل. والواقع الآن يفرض التساؤل الآتي: هل قتل المصريين وسفك دماءهم لا يعد إرهابا؟ فالسيسي استعاض عن الخطر المحتمل من وجهة نظره والذي هو من صناعته بإرهاب حقيقي. (3) الفريق السيسي أوضح أن الرئيس محمد مرسي دخل في صراع مع الإعلام. أي اعلام هذا الذي تدافع عنه يا سيسي؟ الإعلام الذي كان يقوم بتصوير كورنيش النيل في 25 يناير 2011 لكي يؤكد للعالم كله أن السمك والحيوانات المائية مؤيدة لمبارك؟! (4) زعم السيسي أن الجماعة وأنصارها ومؤيديها لا يمثلون أكثر من 5 %، وعلى الجانب الآخر يوجد 95 % معارضون لها!! فأي معيار استند إليه السيسي في حساب هذه النسبة؟! هل نسبة ال 5% من عدد السكان أم من جملة الناخبين الذين ذهبوا لصناديق الانتخابات؟!. وإذا كانت هذه النسبة محسوبة بالنسبة لعدد السكان - وهو أمر لا يصح على وجه الإطلاق - فإننا نحيطك علما بأن الحزب الحاكم في الصين لا تزيد نسبته عن 5,0 % (نصف في المائة) من جملة عدد السكان، ولم يعترض أحد على أنه الحزب الحاكم أو صاحب الأغلبية. وجدير بالذكر أن نسبة أي حزب أو جماعة لا تحسب بالنسبة لعدد السكان، بل بما حصل عليه الحزب في الانتخابات ومن جملة عدد الناخبين. ألا تعلم يا سيسي أن هذه الأقلية قد حصلت على أكثرية المقاعد في مجلس الشعب ومجلس الشورى، وفازت بانتخابات الرئاسة والاستفتاء على الإعلان الدستوري والاستفتاء على الدستور؟!!. (5) سبق وأن قال السيسي بأنه لن يقوم بانقلاب؛ لأنه "مش هيرجع البلد 40 سنة"، فهل صدقت يا سيسي؟. (6) قال السيسي: "تنقطع إيدينا قبل أن تمتد للمصريين بسوء"، وقد صدقت يا سيسي بحرق المصريين وقتلهم وسفك دمائهم!!. (7) تحدثت عن دور الشباب وما رأينا في الوزراء أو معاونيهم أحدا من الشباب، إلا اذا كنت تقصد شباب القلب!!. (8) يقوم السيسي بدور الناصح، بالقول: "بدلاً من الاعتصام برابعة 40 يوما، كان الانتظار في الاستفتاء 10 ساعات أسهل"!! كيف لك أن تقول ذلك وقد أهدرت شرعية الرئيس المنتخب والدستور الذي حظي بأغلبية 64%، كما لاقى مجلس الشورى مصرعه على يديك، وقبل ذلك قامت المحكمة الدستورية العليا بحل مجلس الشعب على الرغم من وجود بدائل وحلول أخرى. (9) زعمت يا سيسي أن الذين خرجوا على الرئيس في 30 يونيو بالملايين!! فلماذا لم تقم بدور الناصح بأن يذهبوا للانتخابات البرلمانية ويحصلوا على الأغلبية، ووقتها يمكنهم فعل ما يريدون. (10) الحديث عن "الملايين" التي خرجت ضد الرئيس دون دليل أو الاحتكام إلى معيار منضبط، يؤكد بأن ما حصل وتم تمثيليه من صناعة الفجرة. وأكبر دليل على ذلك أنه كانت هناك محاولة منذ أشهر لعمل توكيلات للسيسي، ثم تم التراجع عن ذلك لأن عمل التوكيلات في الشهر العقاري سيظهر الرقم الحقيقي، لذا كان لابد من اللجوء إلى معيار غير منضبط، وتصوير الأمور على غير حقيقتها. (11) يواصل السيسي نصائحه الشيطانية بالقول: "يجب على كل مصري يعرف أحدا من هذه الجماعة يقول له: بلاش كده وبلاش تخرج .."!!. فالفريق السيسي بعد أن قتل وسفك دماء المعارضين للانقلاب، يسعى إلى تحقيق هدف أكبر وأشد من القتل، وهو "الفتنة بين المصريين". (12) حديث الفريق السيسي عن أن الرئيس محمد مرسي دخل في صراع مع القضاء يؤكد أن الفريق السيسي قد وصل لدرجة الفجور. فأي قضاء تتحدث عنه؟! قضاء المحكمة الدستورية العليا التي ظلت قضية إحالة المدنيين للمحاكم العسكرية بأدراجها لأكثر من 15 سنة؟ أم قضاء مجلس الدولة ممثلا في دائرة توحيد المبادئ التي أرست أن التعيين في الوظائف القضائية سلطة تقديرية لجهة الإدارة، وتعيين الحاصلين على تقدير مقبول واستبعاد الحاصلين على درجة الدكتوراه؟ أم القضاء الذي قضى بتبرئة عصابة علي بابا "نظام مبارك"؟!!. (13) حديثك عن دور الأزهر وإعلاء قيمته، مع تسليط الكاميرا على د.علي جمعة، لا يمكن أن يقبله إلا الحريصون على أية حياة "حياة الذل والمهانة والعار". الفريق السيسي لا يؤمن إلا بنظام مبارك، كما قال بأن الرئيس محمد مرسي دخل في صراع مع القضاء والإعلام والشرطة وغيرها من الأجهزة، والحقيقة التي لا شك فيها أن خروج المصريين في 25 يناير 2011 كان من ضمن أسبابه فساد الداخلية والقضاء والإعلام، وغيرها من الأجهزة، والتي دخل معها الرئيس محمد مرسي في صراع كما قال السيسي. _________________ خبير التحكيم التجاري الدولي