رصدت لجنة "التوثيق المهني" في حركة "صحفيون ضد الانقلاب" وقوع أكثر من 16 صحفيا وإعلاميا مصريا بين قتيل ومعتقل وجريح على يد سلطات الانقلاب العسكري، منذ حدوثه في الثالث من يوليو الماضي، أي: خلال أقل من 50 يومًا، مما يمثل أكبر عدد في تاريخ الصحافة المصرية، ممن يتعرضون لهذه التجاوزات الجائرة، والمميتة، طوال عقود. وقد جاء تصنيف هؤلاء الصحفيين والإعلاميين كالتالي: خمسة قتلى، وستة معتقلين، وخمسة جرحى، فضلا عن احتجاز آخرين لفترات متفاوتة، وملاحقة البعض الآخر؛ بهدف اعتقالهم. ومنذ حدوث الانقلاب رصدت اللجنة أنه على مستوى الصحفيين المحليين لقي خمسة صحفيين ومصورين مصريين مصرعهم، هم: تامر عبدالرءوف مدير مكتب الأهرام بمحافظة البحيرة، الذي لقي حتفه بنيران قوات الجيش يوم الإثنين 19 أغسطس 2013، وأحمد عبد الجواد الصحفي بجريدة الأخبار الذي قُتل برصاص القناصة خلال فض اعتصام ميدان "رابعة" يوم الأربعاء 14 أغسطس الجاري، وأحمد عاصم المصور بجريدة "الحرية والعدالة" لدى توثيقه قنص قوات الجيش للمعتصمين في مجزرة الحرس الجمهوري (8 يوليو 2013)، وحبيبة أحمد عبد العزيز مراسلة صحيفة "جلف نيوز" الإماراتية، ومصعب الشامي المصور الصحفي بشبكة رصد الإخبارية، وكلاهما (حبيبة، ومصعب) لقي مصرعهما أثناء فض اعتصام "رابعة". وتضمنت قائمة المعتقلين من الصحفيين والإعلاميين في خلال تلك الفترة الوجيزة كلا من: إبراهيم الدراوي عضو نقابة الصحفيين الذي أتهم بالتخابر لصالح حركة حماس، وحامد البربري الصحفي بجريدة الجمهورية الذي اتهمته النيابة العسكرية بإحراز سلاح بدون ترخيص وكسر حظر التجول، وشريف منصور المذيع ومقدم البرامج بقناة مصر 25 الذي اعتقل في اقتحام مسجد الفتح، وعبد الله الشامي مراسل قناة الجزيرة في فض اعتصام رابعة، ومحمود محمد عبد النبى مراسل شبكة رصد الإخبارية أثناء تغطيته أحداث سيدي بشر بالإسكندرية، ومحمد بدر مصور قناة الجزيرة مباشر مصر المحبوس منذ تغطيته أحداث رمسيس. كما تعرض صحفيون وإعلاميون كثيرون لاعتداء سلطات الانقلاب عليهم خلال تأديتهم لعملهم، ومنهم: أسماء وجيه مراسلة وكالة رويترز، التي أُصيبت برصاصة في قدمها بينما كانت تغطي فض ميدان "رابعة"، والمصور محمد الزكي بقناة الجزيرة الذي أصيب برصاصة في ذراعه بينما كان يغطي الاعتصام نفسه، والمصور أحمد النجار بصحيفة "المصري اليوم" خلال فض اعتصام ميدان النهضة، وطارق عباس المحرر بصحيفة "الوطن" الذي أصيب برصاص خرطوش بوجهه بينما كان يغطي فض "رابعة"، والمصور الصحفي علاء القمحاوي من "المصري اليوم" الذي أصيب برصاصة في قدمه لدى فض "رابعة" أيضًا. وكذلك تعرض عدد من الزملاء الصحفيين للاحتجاز القسري لفترات متفاوتة ثم أُفرج عنهم لاحقًا، فيما شكا عدد من الصحفيين من ملاحقتهم، ومنهم: خالد الشريف مدير مكتب موقع "الإسلام اليوم"، وعضو نقابة الصحفيين، الذي تعرض مكتبه بمنطقة فيصل للمداهمة، ونهب محتوياته، واعتقال خمسة من العاملين به برغم قانونية المكتب، وكذلك شكا عصام محمد مصيلحي الصحفي بجريدة "الشرق" القطرية وعضو نقابة الصحفيين من وجود ملاحقة أمنية له بدون مبرر. ولا تشمل الإحصائية السابقة الصحفيين والمراسلين الأجانب، الذين لقي بعضهم مصرعه، فيما أصيب واعتقل آخرون، أو تعرضوا للتضييق، أو صُودرت معداتهم على يد سلطات الانقلاب، ومنهم البريطاني: مايك دين مصور شبكة "سكاي نيوز" الذي لقي مصرعه بالرصاص لدى فض اعتصام "رابعة"، والتركي "متين توران" مراسل قناة "تي أر تي" الرسمية التركية، المعتقل على خلفية اقتحام مسجد الفتح بميدان رمسيس، فضلا عن رصد حالات لصحفيين ومراسلين أجانب تعرضوا للاحتجاز، والضرب، ومصادرة المعدات الخاصة بعملهم، وهي الحالات التي وثقتها لجنة حماية الصحفيين في نيويورك، وغيرها من المنظمات الحقوقية والمهنية.