خرجت اليوم الجمعة، أكثر من 300 مسيرة جابت أكبر شوارع الجمهورية في مشهد يصور انتفاضة شعبية لرفض الانقلاب العسكري والتنديد بالمجازر التي ارتكبتها قوات الجيش والشرطة، التي خلفت آلاف الشهداء والمصابين فضلا عن آلاف المعتقلين التي ملأت سجون الانقلابيين، في محاولة لكسر ثورة المصريين ضد الانقلاب العسكري. وخرجت الملايين اليوم للمشاركة في جمعة الشهداء التي دعا إليها تحالف دعم الشرعية، والذي كان شعارهم رمز رابعة الصمود وانتشرت ملايين اللافتات والأعلام المطبوع عليها "رابعة" والتي تحولت لرمز للثورة ضد الانقلاب العسكري والصمود أمام مجازر الانقلابيين بسلمية المتظاهرين. وانطلقت المسيرات من 28 مسجدا بالقاهرة والجيزة، بالإضافة إلى مسيرات أخرى بجميع المحافظات في إطار فعاليات "جمعة الشهداء" التي دعا لها التحالف، وخرجت مسيرات حاشدة بالقاهرة والمحافظات على مستوى الجمهورية بعد صلاة الجمعة استجابة لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية للتظاهر تحت شعار "جمعة الشهداء" لرفض الانقلاب العسكري والمطالبة بعودة الرئيس محمد مرسي والتنديد بمذابح رابعة العدوية والنهضة ومسجد الفتح. هذا وانضمت أعدادا كبيرة من خارج التيار الإسلامي إلى مظاهرات اليوم، وامتلأت شوراع القاهرة بالملايين الذين جابوا شوارعها واستقرت مسيراتهم في أكبر ميادين المحافظة، فخرجت مسيرات من مناطق المرج وعين شمس والمطرية والنزهة والسلام والزيتون لتستقر في ميدان الحلمية، أكبر وأقرب الميادين لتلك المناطق. ورفع المتظاهرون لافتات تؤكد استمرار مسيراتهم حتى إنهاء الانقلاب، ورددوا شعارات تندد بحكم العسكر والانقلاب العسكري، وللمطالبة بعودة الشرعية. وخرج عشرات الآلاف من المساجد الكبرى بالقاهرة، ومنها عمرو بن العاص والاستقامة. كما خرجت المظاهرات في أحياء المهندسين والزيتون وشبرا الخيمة ومدينة نصر والمعادي وغيرها، كما انطلقت من جميع المساجد بمنطقة الهرم والتي لاقت تفاعلا شعبيا كبيرا، وردد المتظاهرون هتافات تندد ب"حكم العسكر". وفي حي حلوان جنوبالقاهرة، خرجت حشود في مسيرة ضخمة ضد الانقلاب، وطافت المسيرة شوارع الحي، وهي تحمل لافتات تندد بالمجازر وإطلاق سراح الرئيس المخلوع حسني مبارك. من جهتها، قررت وزارة الأوقاف بحكومة الانقلاب العسكري منع إقامة صلاة الجمعة بمسجدي الفتح برمسيس والنور بالعباسية بمحافظة القاهرة، ومسجد مصطفى محمود بالمهندسين. من جانب آخر، نشر الجيش والشرطة آليات مدرعة على مداخل القاهرة ومحيط ميادينها الرئيسية اليوم الجمعة، لمنع المظاهرات من الوصول إليها. وفي الإسكندرية، سارت مظاهرة في شوارع المدينة، ورفع المتظاهرون يافطات تندد بالمجازر وهتفوا ضد الانقلاب العسكري ودعوا لإسقاط حكم العسكر، وأكد المتظاهرون استمرارهم في التحرك رغم الحملات الأمنية. وفي أسيوط، خرجت المسيرات خاصة بمركزي ديروط وأبو تيج، وقامت قوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز المدمع والرصاص الحي والخرطوش لتفريق المتظاهرين، حيث سقط عشرات المصابين. واعتدت قوات الأمن وعدد من البلطجية على المتظاهرين بمدينة طنطا بالغربية بالرصاص الحي والخرطوش، ما أدى إلى إصابة عدد من المتظاهرين الرافضين للانقلاب العسكري، بينما سقط عشرة متظاهرين أطلقت عليهم الشرطة قنابل الغاز المدمع على مؤيدي الرئيس مرسي في محاولة لمنعهم من الوصول إلى مبنى ديوان عام المحافظة ومبنى مديرية الأمن، فيما اعتقلت قوات الجيش والشرطة نحو 15 من المتظاهرين وأغلبهم من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين. وفي بورسعيد، انتشرت قوات الجيش والشرطة بشارع الثلاثيني، وتم رصد أعداد من البلطجية بالشوارع الجانبية، يوُذكر أن سبعة أشخاص قتلوا وأصيب العشرات في الشارع نفسه أثناء مظاهرات الجمعة الماضية. وفي مرسى مطروح شمال غربي البلاد، خرجت حشود في شوارع المدينة تندد بالانقلاب. وحمل المتظاهرون لافتات تندد بمجزرتي فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة ومطالبين بعودة الرئيس مرسي. كما نظم الآلاف مظاهرات حاشدة في محافظات سوهاج والمنيا والفيوم والإسماعيلية والبحيرة والدقهلية والشرقية. ودعا التحالف إلى هذه المظاهرات بعدما دعا قبل ذلك إلى أسبوع رحيل الانقلاب عقب القمع الدامي الذي أوقع مئات القتلى برابعة والنهضة، وخلال جمعة الغضب. ولم يشر بيان أصدره التحالف إلى وجود نية للاعتصام في أي مكان أو وجهة محددة تتجه لها المسيرات كلها. وبالتزامن مع مظاهرات جمعة الشهداء, دعت حركة الاشتراكيين الثوريين إلى وقفة احتجاجية أمام دار القضاء العالي بالقاهرة، تنديدا بالإفراج عن مبارك، بعد أن برأه القضاء من معظم التهم المنسوبة إليه. من جهتها ألغت حركة السادس من أبريل وقفة دعت إليها للسبب ذاته "تجنبا لسفك الدماء".