حظيت أزمة الليرة التركية باهتمام واسع من جانب الرئيس رجب أردوغان اليوم السبت خلال أحد الاجتماعات الحزبية، وأعلن الرئيس التركي عن سياسات جديدة تنتوي بلاده اتباعها في مواجهة أزمة تراجع الليرة التركية. ويتزامن ذلك مع شن الولاياتالمتحدةالأمريكية حربا اقتصادية على صناعة الحديد التركي وذلك بالإعلان عن رفع الجمارك على واردات الحديد التركي بنسبة 50% والألومنيوم بنسبة 20% إضافة إلى تباهي الرئيس دونالد ترامب الذي ينتمي إلى اليمين المتطرف بقوة الدولار أمام الليرة التركية. الرئيس التركي في اجتماعه الحزبي قال إن بلاده تستعد لاستخدام العملات المحلية في التبادلات التجارية البينية الخارجية لمواجهة تراجع الليرة التركية، مضيفا "نستعد لاستخدام العملات المحلية في تجارتنا مع الصينوروسياوإيران وأوكرانيا وغيرها من الدول التي نملك التبادل التجاري الأكبر معها» في مساعي من جانب تركيا لمواجهة تراجع الليرة التركية". وأكد أن "تركيا مستعدة لتأسيس نفس النظام (استخدام العملة المحلية) مع الدول الأوروبية إذا كانت تريد الخروج من قبضة الدولار"، وشدد أردوغان على أن "المسألة ليست مسألة دولار أو يورو أو ذهب وإنما حرب اقتصادية ضدنا واتخذنا التدابير اللازمة لمواجهتها». وقال "مهما فعلتم لن نتخلى عن أهدافنا الاقتصادية ولن نتوقف عن سحق الإرهابيين أو نتراجع عن سياساتنا المتعلقة بسوريا والعراق".
U.S. President Donald Trump speaks at a dinner with business leaders at Trump National Golf Club in Bedminster, New Jersey, U.S., August 7, 2018. REUTERS/Leah Millis وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال السبت: إن معدلات الفائدة هي "أداة استغلال"، مطالبا بخفضها إلى أدنى مستوى ممكن. ترامب يتباهى وتواجه تركيا في الآونة الأخيرة، أزمة اقتصادية، تتمثل في تراجع الليرة التركية ما تسبب في تراجع سعر صرف الليرة، وارتفاع نسب التضخم في البلاد. وأمس الجمعة، تحدث ترمب عن تراجع الليرة التركية و قال في تغريدة عبر حسابه على تويتر إن "الليرة التركية تتراجع بسرعة أمام الدولار الأميركي"، وأعلن أنه صادق على مضاعفة الرسوم المفروضة على الصلب والألومنيوم القادم من تركيا. وذكر أن الرسوم "ستكون بعد الآن بمعدل 20 بالمئة في الألومنيوم، و50 بالمئة في الصلب". والأسبوع الماضي، أعلنت واشنطن إدراج وزيري العدل والداخلية بالحكومة التركية على قائمة العقوبات، متذرعة بعدم الإفراج عن القس الأمريكي، ما دفع أنقرة إلى استخدام حقها في المعاملة بالمثل وتجميد الأصول المالية لوزيري العدل والداخلية الأمريكيين. وقرر القضاء التركي حبس برانسون، في 9 ديسمبر 2016، على خلفية عدة تهم تضمنت ارتكابه جرائم باسم منظمتي «غولن» و»بي كا كا» الإرهابيتين تحت ستار وضعه كرجل دين، وتعاونه معهما رغم علمه المسبق بأهدافهما، قبل أن يصدر قرار قضائي بفرض الإقامة الجبرية عليه.
تضامن إيراني وفي الوقت الذي تراقب فيه عواصم خليجية أحداث الحرب الاقتصادية على تركيا سواء على صناعتها أو عملتها وبعض هذه العواصم متورط بشدة في هذه الحرب القذرة، أعلنت إيران السبت دعمها لأنقرة في نزاعها مع الولاياتالمتحدة. وعلى غرار تركيا شهدت إيران خلال الأشهر الماضية تراجعا كبيرا في سعر الريال الإيراني بعد قرار واشنطن إعادة العمل بالعقوبات الاقتصادية على طهران وانسحابها من الاتفاق النووي الإيراني. وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة السبت «إن الفرح الكبير الذي أبداه الرئيس الأميركي إزاء التسبب بمشاكل اقتصادية لتركيا حليفته في الحلف الأطلسي، أمر معيب". وأضاف ظريف «على الولاياتالمتحدة أن تتعلم كيفية ضبط إدمانها على العقوبات وعلى الترهيب، وإلا فإن العالم أجمع وبعيداً عن الإدانات اللفظية، سيتحد ويجبرها على ذلك». وأكد ظريف أخيراً «دعمه» لتركيا في الوقت الذي يهدد فيه أردوغان واشنطن بالاتجاه «نحو حلفاء جدد». تكتل دولي ضد أمريكا وأوضح الكاتب التركي والمحلل السياسي أحمد فارول، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تخوض حاليا حربا اقتصادية مفتوحة ليس مع تركيا فقط، بل أيضا مع روسياوالصينوإيران. ودعا، في تصريحات صحفية السبت، هذه الدول إلى تشكيل تكتل اقتصادي موسع لمواجهة تلك الحرب، مؤكدا أن ذلك سينعكس بالسلب على الاقتصاد الأمريكي، مضيفا: "صحيح أن ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة يؤثر سلبا على الساحة التجارية داخل تركيا، لكن تركيا الآن في موقف أفضل مما كانت عليه في السابق، ولديها إمكانيات ومقومات اقتصادية لمواجهة تلك الحرب".