وجه الدكتور علي القرة داغي- الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- عدة رسائل، أولها إلى ضمائر الانقلابيين، يحثهم فيها على الرحيل وتسليم الإمانة إلى أهلها، وإلى الإعلاميين بالصدق والتثبت، وإلى الجميع بالحوار والخروج من هذه الفتنة. وقال عبر موقع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: "يا أيها الانقلابيون: بعدما فشلتم في حماية المتظاهرين من خلال المجزرة والمحرقة الكبرى، وفشلتم في حماية المساجد، والكنائس، والمؤسسات والمنشآت – كما شاهد العالم– وفشلتم في حماية المعتقلينوالسجناء كما في معتقل أبو زعبل، وفي حماية الشرطة والمجندين كما في سيناء، وشوهتم صورة مصر الحضارية، وانتهكتم جميع الحرمات، وفعلتم ما فعلتم بأمن الوطن والمواطن، نناشدكم الله والرحم ومصلحة مصر أن ترحلوا، وتسلموا الأمانة إلى أهلها، فكفى إراقة للدماء الزكية، وكفى تدميرا وتشريدا وتعذيبا وتقتيلا؟ أو ما شبعتم من الدماء بعد هذه الأنهار من الدماء الزكية للأطفال، والنساء، والشيوخ، والمسالمين الركع السجود؟". وفي رسالته للإعلاميين قال: اتقوا الله، فإن الكلمة أمانة كبرى في أعناقكم، فانكم مسئولون أمام الله تعالى، ثم التاريخ، فقولوا الحق ولو على أنفسكم، (وهل يكب الناس على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم)، وإن الكلمة الطيبة كشجرة طيبة، والكلمة الخبيثة كشجرة خبيثة، تؤدي إلى فتن أنتم تتحملون آثارها، فأناشدكم الله في هذه المرحلة الدقيقة أن تكونوا قوامين بالشهادة للحق. أما الرسالة الثالثة فقد وجهها "داغي" إلى حكماء مصر وعلماء مصر، والأزهر الشريف أن يقوموا بواجب الصلح المشرف، وأن يكون لهم صوت للحق مدويا لا يخافون في الله لومة لائم. وأضاف داغي في توصيف لما حدث في مصر: "أقول شهادة للحق بأن ما حدث هو انقلاب عسكري دموي على الشرعية بامتياز، وأنه خروج مسلح على حاكم شرعي منتخب لا يجوز بالكتاب والسنة والإجماع، وبالتالي فهو خيانة لله وللرسول، ثم للشعب المصري الذي انتخب الرئيس، ثم وافق على الدستور بحوالي ثلثيه، والغريب أن يرتد على الدستور رئيس المحكمة الدستورية التي أنشأت لأجل حماية الدستور فينقلب رئيسها على الدستور؟!".
واختم بيانه بدعوته لتفعيل مبادرة الدكتور العوا والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين للخروج من الأزمة .