دخلت قناة "صفا" الفضائية التي تبث إرسالها من مدينة الإنتاج الإعلامي بالقاهرة، والتي تمولها السعودية، في صف التطبيل للسفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي الشهير ب "بلحة" واعتبر مذيع شهير في أحد البرامج على القناة، أن السيسي هو "إمام الزمان". ومدد السفيه السيسي قبل أشهر في هزلية انتخابية فترة استيلائه على الحكم، وتحركت أذرعه لإسباغ قدر من الصخب على حملته الانتخابية، ومن ذلك السعي لاستعادة عدد من الإعلاميين ذوي الحضور القوي، للتطبيل للسيسي مقابل عودة ظهورهم على القنوات التي أبعدتهم بقرارات علوية. وهو الإبعاد الذي تجاوز 3 سنوات لبعضهم مثل الإعلامي محمود سعد، أو أقل من ذلك مثل إبراهيم عيسى، أو عمرو الليثي، أو حتى خيري رمضان، وكلهم من أصحاب البرامج الحوارية (التوك شو) التي اجتذبت شرائح كبيرة من المصريين سواء في عهد المخلوع مبارك، أو عقب ثورة يناير، وبدرجة أعلى في عهد الرئيس محمد مرسي. وكتب الشاعر والإعلامي مسعود حامد على صفحته بالفيس بوك يقول : "قدرًا شاهدت عالمًا شيعيًا يسأل الشيخ حازم الوصابي من إمام زمانك وولي أمرك الآن؟ فرد هو الرئيس عبدالفتاح السيسي ، ثم سأله عالم إثنى عشري: هل بايعته؟ فتطوع المذيع قال نعم عبر الاقتراع … وهو تدخل غير مهني لدوره كمحايد". وتابع : "ورغم إن السؤال كان عابرًا ضمن عشرات الأسئلة في مناظرة ولكن استوقفني أن ممثل أهل السنة هذا يعتبر المتغلب إمامًا والمذيع يكذب نفاقًا إذ شهدت البشرية بهزالة الإقبال على الاقتراع بل وتزوير الانتخابات . قناة صفا شكليًا تحارب الشيعة وتناظرهم ولكن هدفها الرئيسي تقديم إسلام مدجن على الطريقة الأمريكية ف السيسي مغتصب ومنقلب و قاتل وليس إمامًا بل مجرم . قناة صفا سيسية (سيساوية) أبقة". من جهته طالب الانقلابي شوقي علام، مفتي العسكر، الصحف ووسائل الإعلام بدعم السفيه السيسي خلال الفترة المقبلة، فيما أسماها "مواجهة الإرهاب"، والمثير للسخرية أنه في الوقت الذي يطالب فيه "علام" وسائل الإعلام بدعم السفيه السيسي، لم تقصر تلك الوسائل خلال السنوات الماضية عن التطبيل للسيسي وجرائمه السياسية والاقتصادية بحق المصريين؛ وذلك بعد إغلاق كل الصحف والفضائيات والمواقع التي تعارض الانقلاب العسكري وأصبح السائد في مصر "إعلام الصوت الواحد" الذي يتلقى أوامره اليومية من مكتب "عباس كامل". وبعد أن سيطرت المخابرات على العديد من القنوات المصرية لتتحكم بشكل تام في المنظومة الإعلامية، وبعد أن أنفقت المخابرات وشركاتها مئات الملايين على هذه القنوات سواء الجديدة منها أو القديمة كانت النتيجة هي انصراف الجمهور عنها، وكانت الطامة الكبرى بالنسبة لسلطة الانقلاب أن قسمًا كبيرًا من هذا الجمهور اتجه لما يوصف بقنوات الإخوان في تركيا ولندن. وقد أعلن بعض رموز انقلاب 30 يونيو ذلك صراحة مثل الدكتور ممدوح حمزة، والكاتبة غادة الشريف صاحبة جملة "ياسيسي اغمز بعيينك، ونحن ملك يمينك" قبل أن تنقلب عليه مؤخرًا ضمن أعداد أخرى من أبرز داعميه، وبالتالي سعت هذه الأذرع الإعلامية لاسترداد بعض جمهورها، ووجدت أن الحل السحري هو بإعادة بعض الوجوه ذات الشعبية من هؤلاء "الأبناء الضالين". المعضلة التي واجهتها هي في العودة لبرامجهم السياسية القديمة التي اكتسبوا شعبيتهم بسببها والتي كانت تتمتع بهامش – ولو قليل – من الاستقلال عن التوجيهات الرسمية ، وهو القدر الذي تسبب في إيقافهم من قبل ، وقد تفتقت قريحة مستشاري السفيه السيسي عن حل وسط يتمثل في عودة هؤلاء الإعلاميين إلى برامج اجتماعية وترفيهية وليس إلى برامجهم السياسية، ويراهن أولئك المستشارون أن عودة هذه الأسماء سيستعيد الجمهور إلى شاشات المخابرات. رهان المخابرات على عودة هؤلاء الإعلاميين في استعادة الجمهور لشاشاتها رهان خاسر، وسيمثل هدرًا لمزيد من الأموال التي يحتاجها فقراء الشعب لتحسين الخدمات الصحية والتعليمية والسكنية التي اعترف السفيه السيسي نفسه بتدهورها، فقد ارتبط الجمهور المطلوب استعادته بهذه الأسماء بسبب ما كانت تقدمه من وجبة مقبولة تتضمن نقدًا لبعض السياسات، وكشفًا لبعض الانحرافات، وحين يشاهد هذا الجمهور هؤلاء الإعلاميين بعيدًا عن تلك الوجبات السياسية فإنه سيواصل ابتعاده عن تلك الشاشات، مفضلاً ما يقدم له احتياجاته الفعلية، ولا يهم إن كان تابعًا للإخوان المسلمين أو حتى الإخوان المسيحيين!