عن ثوبان، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها»، فقال قائل: ومِن قلة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن»، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن ؟ قال: «حب الدنيا، وكراهية الموت". مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى اليوم الأحد، فيما يسمونها ذكرى نزول التوراة "شفوعوت"، لا جديد مسلسل يتصاعد بالتدريج، وبدل أن يُسيّج المسجد وكل المدينة بالمقاومة التي لا شيء غيرها يوقف الاستيطان والتهويد، يطالب البعض بزيارته بتأشيرة الاحتلال والتطبيع معه من أجل ذلك إنه التيه، إلا أن الإسلام – كما يخشاه رئيس وزراء العدو الراحل يتسحاق رابين- كقوّة سياسية ينشأ من تحت، أي من الثقافة الأصيلة لسكان المنطقة، وذلك خلافاً لغيره من الرؤى والنظريات الأخرى التي استوردتها النُخَب إلى المنطقة لتفرضها على مختلف المجتمعات، والواقع في غزة يثبت ذلك فعلاً. الإخوان شوكة في حلق اليهود قناعة كيان الاحتلال الإسرائيلي بتفوّق التيارات الإسلامية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمون وقُدرتها على الاستمرار لا تزداد إلا تنامياً رغم الدعايات المُضادّة التي يمارسها قائد الانقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي، وغيره من الأنظمة التي تعادي الربيع العربي، هذه الأخيرة التي تراهن اليوم على تقوية سلطتها خارج أي شكلٍ من أشكال التوافق السياسي الحقيقي مع الحركات الإسلامية داخلياً، والتي لا تريد لها أي وجود سياسي خارجي في خريطة ما بعد صفقة القرن مع الكيان الصهيوني. من جهته يشدد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: "لا يوجد أي حديث عن صفقة بين حماس وأي طرف آخر بعيدا عن باقي الفصائل، وهذه من الشائعات التي ينشرها الاحتلال، ونؤكد للعالم أن هذه المسيرة لن تتوقف إلا برفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة". المنطقة اليوم تقودها العصابة الصهيونية بشكلٍ مُعلَن، وبن سلمان والسفيه السيسي يعلنان أنهما ليسا طرفاً في الصراع مع إسرائيل بشكلٍ واضحٍ وجلّي، بل يعلنان اعترافهما الضمني ب"إسرائيل"، بمقابل ذلك لازالت بعض الدول المُطبّعة صراحةً أو ضمناً مع إسرائيل مُتردّدة في قبول المشروع الجديد ومُجمَل المخططات التي يُراد التأسيس لها في الخريطة الجديدة. سياسة اقتحام اليهود لباحات وأروقة المسجد الأقصى، بدأت بشكل ممنهج منذ قيام المقبور شارون وبعض وزرائه وعصابات الاحتلال الصهيوني باقتحام المسجد وتدنيسه، ثم توالت الاقتحامات حتى صارت أمرا "مألوفا"، ويجب الاعتراف بتأييد الحكام العرب وقادة الانقلابات لهذه الاقتحامات في إطار مخطط اتفاق القرن الأمريكي، وربما يحلم قادة الاحتلال بهدم المسجد الأقصى. ولسه ياما نشوف! يقول الناشط إيهاب عبد العزيزي: " ولسه ياما نشوف! مش أمريكا وافقت انه القدس عاصمة الدولة اليهودية, وأنها أولى برعاية المدينة.كل يوم سيكون في اقتحام ممنهج إلى ان يأتي اليوم الذي يهدمون المسجد الأقصى فيه. ولن يتحرك العالم". ويقول الناشط أحمد المصطفى:" ثم تجد كلاب السيسي وكلاب بن سلمان يقولون من حق الصهاينة أن يدافعوا عن أنفسهم ومن حق المستوطنين أن يقتلوا الفلسطينيين ومن حقهم اقتحام الاقصى ومن حقهم الاستيلاء علي الأرض والمنازل …لعن الله هؤلاء السيساوية وكلاب بن سلمان ولعن الله السيسي وبن سلمان وبقية شلة العار". وتعتزم إدارة الرئيس الأمريكي المتصهين دونالد ترامب، طرح خطتها للسلام في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والصهاينة "صفقة القرن"، بعد شهر رمضان مباشرة، أي الشهر المقبل، وذلك وفق ما كشفه مسئولون أمريكيون ل"أسوشييتد برس". وفي ضوء الأحداث الأخيرة في القدسوغزة، كشفت الصحيفة نقلاً عن المسئولين الأمريكيين، أنّهم الآن لا يتوقعون إطلاق "صفقة القرن"، قبل نهاية شهر رمضان، والذي يستمر حتى منتصف يونيو المقبل، وأشارت الصحيفة، إلى أنّ الأوضاع في قطاع غزة، تبقى مرجّحة للتصعيد، مع تحديد يوم موعد جديد لجولة أخرى من التظاهرات، في 5 يونيو المقبل، والذي يتزامن مع ذكرى نكسة حزيران 1967، تاريخ استيلاء الصهاينة على القدسالشرقية بتواطؤ عربي كامل. وارتكب جيش الاحتلال الصهيوني، الاثنين الماضي، مجزرة بحق المتظاهرين السلميين في "مسيرة العودة" على حدود قطاع غزة، استشهد فيها 64 فلسطينياً وجرح 3188 آخرين، بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، تزامناً مع افتتاح السفارة الأمريكية في القدسالمحتلة.