تشهد اللحظة الراهنة حالة تعتيم شديد من الإعلام الرسمي المصري ووزارة الصحة بحكومة الانقلاب على أعداد الشهداء والجرحى، فبينما أكدت الصفحة الرسمية للمستشفى الميداني برابعة العدوية على "فيس بوك" ارتقاء أكثر من 2200 شهيد وإصابة 10 آلاف بجراح مختلفة بينهم حالات خطرة، في ميادين رابعة والنهضة ومصطفى محمود، وفي محافظات أخرى كالإسماعيلية والفيوم والأقصر وغيرها، في المقابل نجد استمرارا في سياسة التعتيم على عدد الشهداء والجرحي جراء المجازر التي ارتكبتها قوات الانقلاب العسكري اليوم الأربعاء. وقامت وزارة الصحة بحكومة الانقلاب بالتعتيم على الأرقام الحقيقية للشهداء والجرحي حيث أعلنت منذ قليل وقوع 56 قتيلا و526 مصابا حصيلة الاشتباكات في المحافظات حتى الآن وسبق هذا البيان بيان أول ذكر أن حالات الوفاة 15 بينهم 5 من الشرطة و 179 مصابا بينهم 76 من الشرطة!!. وتعليقا على سياسة التعتيم هذه أكدت الطبيبة إحسان يحيى الناشطة الحقوقية بمركز القاهرة للدراسات القانونية والسياسية أن سياسة تعتيم وزارة الصحة على العدد الحقيقي منهجية متعمدة ليست بالجديدة وكانت مستخدمة في ثورة 25 يناير، بحيث تنقل للرأي العام الداخلي والخارجي معلومات وأرقاما مختلفة تماما عن الواقع، ليس فقط في الأرقام بل ونوعية الإصابات، حيث تؤكد أن الإصابات في جانب الشرطة، مع عدم ذكر طبيعة إصابات المتظاهرين وأسبابها، واعتادت القول أن مصدر الإصابة غير معروف، وأن جزءا منها جاء من داخل المعتصمين ضد أنفسهم!!. وأكدت "إحسان" أن الخبرة تؤكد صحة رواية المستشفى الميداني مؤكدة أن أرقامه هي الصحيحة وليست أرقام وزارة الصحة. ووصفت "إحسان" ل"الحرية والعدالة" ذلك بتعمد خداع الجماهير من البسطاء ممن لا يطلعون على الإعلام الأجنبي والإنترنت ومن ليس لديه إلا الإعلام الرسمي، وتستهدف إثارة التعاطف مع الدولة مع ادعاءات كاذبة بأن المعتصميين غير سلميين كمقدمة وذريعة للاعتداء عليهم. وأكدت"إحسان" أن عملية فض الاعتصامات بدأت باستخدام الرصاص الحي مباشرة بدون تدرج في استراتيجيات الفض المعروفة وهي استخدام المياه ثم الغاز ثم الخرطوش ثم توجيه الرصاص للمناطق أسفل الجسم وأخيرا للمناطق أعلى الجسم المميتة، أما الحالات فتؤكد أن الضرب بدأ بآخر خيار مع سبق الإصرار.