نشرت صحيفة "راينيشه بوست" الألمانية، تقريرًا عن تعامل حكومة الانقلاب بقيادة عبد الفتاح السيسي مع الصحافة، قالت فيه إن ممارسة الصحافة المستقلة في مصر باتت شيئًا خطيرًا، وإن السيسي ينظر إلى من يمارس الإعلام الحر على أنه خائن وعدو. وأشارت إلى أن سجون السيسي ونظامه بها ما لا يقل عن 26 صحفيًا بسبب كتابة تقارير صحفية فضحت سياسات نظام الانقلاب، مشيرة إلى أن القمع بلغ ذروته في التعامل مع أي من الملفات التي تتعارض مع رؤية السيسي. ولفتت الصحيفة الألمانية إلى قضية الباحث والصحفي المصري في شئون الجماعات الإسلامية إسماعيل الإسكندراني، الذي يقبع فى سجون العسكر منذ بداية عام 2016 دون محاكمة، بسبب نشره تحقيقا استقصائيا عن الأوضاع في سيناء، وكيف حوّلها السيسي إلى منطقة حرب ودمار. وتابعت الصحيفة أن هناك أيضا الصحفي معتز ودنان، والذي تم اعتقاله في فبراير الماضي، بعد نشره مقابلة على موقع "هاف بوست عربي" الإخباري مع المستشار "هشام جنينة"، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، كشف فيه عن معلومات بشأن واقعة اعتقال الفريق سامي عنان. وأكدت أن الرقابة الإعلامية صارت أمرا شائعا الآن في مصر وتتخذ أشكالا عديدة، مثل حظر المطبوعات والتوزيع، وعرقلة طبع بعض إصدارات الصحف جراء احتوائها على موضوعات ناقدة، لافتة إلى حظر سلطات الانقلاب أكثر من 500 موقع على شبكة الإنترنت، بما في ذلك مواقع منظمات حقوق الإنسان، مثل هيومن رايتس ووتش، والشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، والمواقع الإلكترونية الدولية والألمانية ل"مراسلون بلا حدود". وأضافت أن هناك ضغوطًا مارسها نظام السيسي دفعت مجلة "مصر اليوم" الشهرية، الصادرة باللغة الإنجليزية، للتحول إلى مجلة ترفيهية، حيث باتت المجلة تهتم بوصفات الطبخ، ومعارض المجوهرات، والموضة، بعيدة عن مجال السياسة، موضحة أن وسائل الإعلام المصرية باتت مقيدة إلى حد كبير، حيث فرضت حكومة الانقلاب محرمات، لا ينبغي تناولها على الإطلاق، مثل تكاليف المعيشة وآثار التضخم المرتفع.