كشفت صحيفة "راينيشه بوست" الألمانية النقاب عن التراجع الحاد في معدلات وجود مكاتب الصحف الأجنبية في مصر؛ نتيجة القمع الأمني الذي ينتهجه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي ونظامه، مشيرة إلى أن العديد من المكاتب الأجنبية خفّضت أعداد مراسليها في مصر، خوفا عليهم من بطش السيسي. ولفتت الصحيفة إلى أن مصر باتت تحتل المرتبة 161 من بين 180 دولة من حيث الحريات الصحفية، وفقًا لمؤشر منظمة "مراسلون بلا حدود" عام 2017 لحرية الصحافة. وأشارت الصحيفة إلى أن البوابة الإلكترونية التي أطلقتها الإذاعة الألمانية "دويتشه فيله" و"معهد جوته للحوار للعالم الإسلامي والمعروفة باسم "قنطرة"، لم يعد من الممكن الوصول إليها، ولذلك تضاءل ترتيب مصر في مؤشر حرية الصحافة ل"مراسلين بلا حدود". وتابع التقرير أنه من بين 25 صحفيًا ألمانيا معتمدًا في القاهرة، لم يتبق سوى 12 صحفيًا، مشيرا إلى أنه قبل مسرحية الانتخابات الرئاسية مباشرة، تصاعدت الأعمال الانتقامية ضد الصحفيين مرة أخرى، وخاصة ضد الإعلام الأجنبي. "كريستيان ماير"، المدير التنفيذي لمنظمة مراسلون بلا حدود، قال إن النظام المصرى لا يعرف أي حدود فيما يتعلق بالحد من حرية الصحافة، مضيفًا أنه يجب على الحكومة والقضاء في مصر التوقف عن التعامل مع وسائل الإعلام المستقلة كأعداء أو خونة. وتتهم منظمة العفو الدولية سلطات الانقلاب باستخدام المحاكم لكبت الصحافة، وأدرجت في تقرير سابق لها أسماء صحفيين وإعلاميين سجنوا، بالإضافة إلى عشرات آخرين يواجهون تحقيقات جنائية.