"أهو جاب 97% علشان محدش يقول له تاني 50%"، حملة من السخرية اللاذعة قابل بها نشطاء وسياسيون بيان الهيئة الوطنية للانتخابات، التي أعلنت منذ قليل عن فوز السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بولاية ثانية بنسبة 97% من الأصوات في مسرحية الانتخابات، التي انتهت الأربعاء الماضي، وكانت الأقل مشاركة منذ ثورة يناير عام 2011، كونها كانت مجرد مسرحية دُبرت ليبقى رئيس عصابة العسكر نفسه في الرئاسة لأربع سنوات أخرى على الأقل. وقادت أذرع الانقلاب في الصحافة والإعلام هجومًا شرسًا على صحيفة "المصري اليوم"؛ بسبب خروج الطبعة الأولى من عدد اليوم بمانشيت "الدولة تحشد الناخبين في آخر أيام الانتخابات"، وألحقت المانشيت الرئيسي بعنوان فرعي "الهيئة الوطنية للانتخابات تلوح بالغرامة.. ومسئولون يعدون بمكافآت مالية.. وهدايا أمام اللجان". وسعى السفيه السيسي للفوز بولاية ثانية، ثم تعديل دستور الانقلاب 2014، وتمديد فترة اغتصابه للحكم، إذ لا ينافسه سوى رئيس حزب الغد، موسى مصطفى موسى وهو مؤيد للسفيه، بعدما شرع العسكر في تغييب جميع منافسيهم، ولعل أبرزهم رئيس أركان الجيش الأسبق الفريق سامي عنان، وهو معتقل بالسجن الحربي، ورئيس الوزراء الأسبق أحمد شفيق، وهو قيْد الإقامة الجبرية بمنزله. كدابين وتداول نشطاء على مواقع التواصل بيان الهيئة الوطنية للانتخابات بالسخرية، وقال الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل: "ليسوا كدابين فقط.. لكنهم عسكر قتلة خونة"، فيما قال الناشط ناصر عبد الله: "السيسي يفوز بنسبة 97% .. كده إنت شاطر يا سيسي؟ كده إنت جامد فشخ ومكتسح؟ كده هتعرف تضحك على العالم وتقوله إن شعبيتك جارفة وكده؟". وقالت الناشطة ريحانة محمود: "أصبحنا نعيش وسط حثالة من البشر، فلا نستطيع أن نتبرأ منهم ولا نستطيع التعامل معهم.. يعاقبوننا على أننا لا ننافق ونرقص مثلهم وجشعهم وبحثهم عن مصالحهم الشخصية هي الوطنية.. ودون ذلك خيانة وعمالة.. أصبحت الدماء المحرمة دماءهم ومن يتبعهم، أما دماء معارضيهم فلقاتليهم". وقالت الصحفية عبير الصفتي: "حضرتك أنا صحفية كنت واقفة قدام الكباريه.. قصدي اللجنة الانتخابية، ومكنش فيه غير 25 واحد طول النهار، وتاني يوم مكنش فيه إلا 3 وده موثق". وقالت الناشطة عبير الصاوي: "هل تذكرون قوله لن أترشح للرئاسة ولن أسمح للتاريخ أن يكتب أن جيش مصر تحرك لمصالح شخصية، هل أدركتم أن التحرك كان لمصالح شخصية!". وقالت مديحة صبري: "يعني نزلتوا الضباط تلم الشباب من الشوارع والقهاوي، وعملتوا ترهيب للموظفين إنهم ينزلوا ينتخبوا بالعافية، وبعد كل ده 97% بس.. على أيامنا كان زمانه دخل تحسين علشان يلحق طب.. انتخاباتك كدابة زيك يا بلحة.. نتائجك جاية بالترهيب والتخويف والكدب زيك بالضبط". ضعف إقبال وفي مواجهة حالة ضعف الإقبال، لجأت الأذرع الإعلامية الموالية للانقلاب إلى التركيز على مشاهد مشاركة بعض مشاهير الفن في التصويت، على غرار محمد هنيدي، وسميرة أحمد، ولبلبة، ومدحت صالح، بينما سارع أعضاء مجلس النواب إلى نشر صورهم أثناء الاقتراع، والتي ظهر فيها بوضوح مدى خلو اللجان من الناخبين. ويتوعّد الانقلاب قرابة خمسة ملايين ناخب من العاملين في الجهاز الإداري للدولة، حيث أكدت مصادر متطابقة في جهات حكومية عدة أن العاملين بها تلقّوا تهديدات تبدأ بالخصم من الراتب، وتصل إلى حد إبلاغ الجهات الأمنية، في حال امتناع أحد الموظفين عن الذهاب للانتخاب.