قالت توكل كرمان الناشطة الحقوقية اليمنية الحائزة علي جائزة نوبل للسلام، أن ذهابها إلي مصر للمشاركة في اعتصام رابعة العدوية جاء لمدى حملها لهم الربيع العربي ومدي شعورها بأهمية معني الديموقراطية. وقالت في مقال لها في مجلة (فورن بوليسي) الأمريكية، أن معتصمي رابعة العدوية والمتظاهرين ضد القمع يتعرضون إلي عمليات قتل واخفاء قسري وتكميم للافواه وسجن للقيادات المعارضة للانقلاب واغلاق مقرات الاحزاب، وفي ظل صمت رهيب وعجيب من قبل الناشطين الحقوقيين والنخب السياسية والذين عوضاً عن إدانتهم الانتهاكات والاجراءات الانقلابية ومجزرة الحقوق والحريات التي رافقتها والتضامن مع الضحايا والمطالبة بالغاء الاجراءات الانقلابية واحترام الحقوق والحريات ذهبوا لمباركة تلك الاجراءات والتبرير لها والصمت عنها!!. وقالت: "أعلنتُ على الملأ انني في طريقي الى رابعة العدوية لمناهضة تلك الانتهاكات والدفاع عن مكتسبات ثورة 25 يناير وأهمها حرية التعبير والتظاهر والاجتماع السلمي والتنظيم وحق الناس في اختيار الحكام"، مشيرة إلي ان إعلانها قوبل بحملة تحريض واسعة من قبل وسائل إعلام الانقلابيين ومن يساندهم توعدوني فيها بالسحل والقتل والمحاكمة بتهمة التجسس والتدخل في شئون مصر"!. وتابعت: "في 4 أغسطس وصلت مطار القاهرة مع صديقتي بشرى الصرابي المدير التنفيذي لمنظمة صحفيات بلا قيود، وكل السيناريوهات أمامي كانت تدعو الى المخاطرة فإما ان يسمحوا لي بدخول مصر ويعتدون علي بعد مغادرتي المطار او في الميادين، أو أن ينفذوا تهديداتهم بمحاكمتي واعتقالي أو قتلي أو أنهم يعيدونني"، مشيرة إلي أنها كانت رحلة مثيرة رغم أن النهاية لم تكن كما أحب، فقد وقفت في الطابور لإنهاء إجراءات الدخول، وما هي إلا دقائق قليلة حتى تعرّف عليّ أحد ضباط المطار وطلب مني التوجه لمكتب خاص بإنهاء إجراءات الدخول للأشخاص الذين يحملون الجوازات الدبلوماسية، في هذه الأثناء بدأت حركة غير طبيعية بين ضباط المطار، وسمعت أحدهم يجري اتصالات بصوت خفيض، كان يتحدث عني، وزادت الاتصالات والتحركات، وكانوا مرتبكين للغاية ويرددون "توكل جت، توكل جت، مش هنخليها تدخل خالص" وكما لو أني شخص خطر للغاية!! وأضافت: "تم إبلاغي بقرار منعي من الدخول، ثم تم ترحيلي إلى اليمن بنفس الطائرة التي أتيت بها"!. وأشارت كرمان إلي ان سلطات الانقلاب لم تعطني جواباً على سؤالي لماذا تم منعي، قالو لي انت تعرفين السبب أكثر منا، وقالوا ان هناك توجيهات عليا بمنعها من دخول القاهرة وان اسمي على قائمة الممنوعين من دخول مصر بناء على طلب جهة امنية!. وأشارت إلي أنها تشعر بالحزن لأنها لم تتمكن من أن تكون مع المعتصمين الذين يواجهون سلطة انقلاب ديكتاتورية ويطالبون بمطالب مشروعة، مشيرة إلي انه لا يجب أن نخجل من الوقوف إلى جانب المظلومين الذين ينشدون الديمقراطية والعدل والعيش بكرامة، هذا واجبنا.