أعاد الانقلاب وقضاؤه العسكري نموذج النمرود "أنا أحيي وأميت"، الذي نصبه بمواجهة نبي الله إبراهيم، حيث أيدت محكمة الطعون العسكرية حكم الإعدام بحق الشابين "عبد البصير عبد الرؤوف وأحمد الغزالي"، وقبلت النقض لباقي المحكوم عليهم بالإعدام، في القضية (174 عسكرية)، في مشهد غير مفهوم لقضية ملفقة. ورأى متابعون أنه بالتزامن مع انشغال الناس بمسرحية الانتخابات، بات حكم الإعدام باتا، وتوقعت الأسرتان تنفيذه في أي لحظة كما نُفذ بحق 25 آخرين صدرت بحقهم أحكام إعدام نهائية، وكان المؤبد بالنسبة لهما أهون من قتلهما بلا ذنب اقترفاه. أحمد الغزالي وفي لقطة تعريفية بالشاب أحمد أمين الغزالي، 26 سنة، أحد المحكوم عليهم بالإعدام، كتب عمرو سلامة القزاز: إن "زميله في دار العلوم جامعة القاهرة يعرفه الكبير والصغير في الجامعة، وكيف أن أمين اتحاد طلاب دار العلوم في عهد الثورة اختطف من محطة مترو حدائق المعادى من الشارع في ليلة من شهر مايو 2015، بعد "خناقة" كبيرة حاول فيها أن يفلت منهم، لكن أوسعوه ضربا"، وأضاف أن "أحمد معروف عنه شجاعته في الحق ومبادرته للخير". وأحمد الغزالي محبوب جدا بين أصدقائه وأساتذته، وكان يلقب بين أصدقائه بأيقونة ثورة يناير، وبعد القبض عليه اختفى قسريا 44 يوما، دون أن يعلم أحد من أهله عنه أي شيء، وتم تلفيق تهمة باطلة له وهو لا يعلم عنها أي شيء، وقد تم تعذيب أحمد بطريقة وحشية ومميتة ليعترف بجرائم لم يرتكبها، ومن شدة التعذيب اختفت معالم أحمد ومن معه من المعتقلين، ورفض سجن طره شديد الحراسة استلام هؤلاء الشباب. ومنذ ديسمبر 2017 وحتى وقت قريب، يعتمد أحمد الغزالي على الإضراب عن الطعام في الوصول لحقه داخل السجون التي مر بها، لرفض القائمين على إدارة السجن إدخال كتبه أو السماح له بأداء الامتحانات، بالإضافة إلى سوء المعاملة التي يتلقاها في زنزانته الانفرادية في سجن العقرب، ثم تم ترحيله لسجن شبين الكوم حيث تم تعذيبه وتأديبه والتنكيل به. وتم وضعه في زنزانة بدون حمام أو بطاطين، غير حفلات التعذيب اليومية. عبد البصير عبد الرؤوف وقبض على "عبد البصير عبد الرؤوف عبد المولى"، في 26 مايو 2015، وتعرض للاختفاء القسري لمدة أسبوعين، وتقدمت أسرته حينها ببلاغات للنائب العام تثبت ذلك، لكن أوراق القضية خرجت بأنه قبض عليه في 13 يونيو 2015. بعد الانتهاء من أداء امتحانه، حاولت أسرته الاتصال به للاطمئنان عليه لكنه لم يكن يجيب، موضحة أنه في النهاية أجاب بأنه لدى أحد أصدقائه، مشيرة إلى أنه في تلك اللحظة كان قبض عليه وطلبوا منه الإجابة بأنه لدى صديق له، واختفى بعدها لمدة 15 يوما. في 13 يونيو، أبلغ بعض الأهالي أسرته بوجوده داخل سجن طره، ولم تتمكن أسرته من رؤيته إلا في 26 يونيو، لتجد والدته آثار التعذيب ما زالت واضحة على جسده وصعوبة الحركة في أصابعه اليمنى، ووجود آثار للتعليق على يده. طالب بالأكاديمية البحرية، يحلم بأن يكون مهندسا، أتم عامه ال19 داخل سجن طره، كيف يمكن أن يكون مخربا؟، هكذا تتساءل والدته معلقة: "كان نفسي أشوفه مهندس مش معدوم"، مؤكدة أن نجلها كان حاصلا على امتيازات في كافة المواد التي أدى الامتحان فيها قبل اختطافه. تلفيق للاتهامات واعتقلت قوات أمن الانقلاب 16 من المتهمين في القضية الهزلية في الفترة ما بين 28 مايو – 15 يونيو 2015، ولفقت لهم اتهامات منها الزعم بالانضمام لجماعة محظورة، وإفشاء أسرار عسكرية، وحيازة سلاح، والمساعدة فى تصنيع دوائر كهربية. وتعرض المعتقلون في القضية الهزلية إلى عمليات تعذيب مستمرة وممنهجة، استمرت في حالة عمر محمد 15 يومًا متواصلة، وأحمد الغزالي 44 يومًا، شملت التعليق من الأيدي وتعليق ثقل على القدم، والتعليق على الأبواب، وتغمية العينين طوال مدة الاحتجاز، والصعق بالكهرباء فى الأعضاء التناسلية، والإيهام بالغرق، والضرب بمواد مشتعلة على الجلد والظهر. وظهر معظم الضحايا في سجن طره بعد عمليات التعذيب في حالة صحية متدهورة، وكان معظمهم لا تزال عليه آثار التعذيب، ورفضت إدارة سجن طره والقاضي لاحقًا إثبات الجروح والكدمات الظاهرة على أجسادهم لحظة وصولهم السجن، كما رفض القاضي طلباتهم بعرضهم على الطب الشرعي. – أحمد أمين الغزالي عبد البصير عبد الرؤوف