في مسرحية انتخابات السفيه قائد الانقلاب الجارية، لم يتورّع جهاز الدعاية عن نشر ملصق وصور بعنوان "مصر كلّها السيسي"، وهذه الصورة تختصر النزعة الفاشيّة المتصاعدة في مصر، وفي الصورة يظهر السيسي في أزياء متعدّدة ويتقدّم بالزي العسكري، أي أنّ السفيه السيسي وحده اختصر ما يُسمّى الأمة المصريّة؛ ولهذا يتحدّث السفيه السيسي ويأمر بالقتل والمجازر والقمع باسم الشعب المصري. وقرّر حزب النور السلفي دعم السفيه السيسي في مسرحية 2018، مبررًا ذلك بالحاجة إلى استقرار الدولة المصرية واستكمال «الإنجازات» التي بدأ تنفيذها؛ لكنّ خبراء ومحللين قالوا إنّ هناك سياسة دفعت الحزب إلى التمسّك بالسيسي لولاية ثانية، أولها أنهم أحذية في قدم الجنرالات. من جانبه يقول الفنان والشاعر عبد الله الشريف: "انظروا لتلك المذلة على وجوه هذه الأحذية البشرية، خرجوا رغم أنوفهم يبايعون طاغوتاً دنس لحاهم قبل تاريخهم، كان يسِعكم السكوت أيها الأغبياء، ولكنها سنة الله في كونه، عشتم بلا شرفٍ تحت أقدام الطغاة". نموت ويحيا السيسي! وقال نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية «ياسر برهامي»، في مؤتمر لأعضاء حزب النور بمحافظة المنيا: «سيأتي يوم تقولون: الله يرحم أيام السيسي، كما قلتموها من قبل على أيام حسني مبارك»، يقصد المخلوع. وأضاف: «علينا جميعا الخروج للتصويت في الانتخابات المقبلة لمنح الرئيس الشرعية الدولية»، محذرًا من أن «عدم الخروج سيمنح أعداء الوطن التشكيك في شرعية السيسي». وفقا لادعاءاته. ولم يكتف بذلك؛ بل طالب «الشعب بتحمل حالة الغلاء، فالدول المجاورة التي تعرضت للفوضى والبلطجة يتمنون العيش في حالة فقر وغلاء مقابل الأمن والسلام لشعوبهم، حيث أصبحت تلك الدول ضعيفة بالفوضى والبلطجة، وانتشر بينهم فكر القاعدة فأصبحت بلادهم خرابا». أنا مش معاهم! ويقول الدكتور نادر فرجاني، أستاذ العلوم السياسية، إنّ «حديث رئيس الحزب يونس مخيون عن ضرورة اتخاذ السيسي خطوات في طريق وقف التعذيب والإفراج عن المظلومين وتحسين أوضاع السجون، جاء لمحاولة استرضاء القواعد بعد رفض قرار الحزب». وأضاف أنّ «قيادات في الحزب قادت لقاءات مع الشباب الرافضين لدعم السيسي وتأييده ليقنعوهم بأنّه لا سبيل إلا لدعمه؛ لأنها خطوة لحمايتهم في الأساس من الاعتقال والتضييق عليهم». من جهته، اعتبر الأستاذ بجامعة حلوان الدكتور يحيى القزاز، أنّ تأييد حزب النور للسفيه السيسي «كان متوقعًا؛ خصوصًا أنّ الحزب يدرك تبعات تجنب اتخاذ هذا القرار؛ لا سيما وأنه يتعرّض لحملات تشويه مستمرة من الإعلام الذي يسيطر عليه النظام عبر الأجهزة السيادية والأمنية؛ وبالتالي هذا توجُّه السيسي، بغض النظر عن حضور رئيس الحزب لمؤتمرات السيسي». وأضاف أنه "في حال لم يتخذ الحزب قرار تأييد السيسي، فمن المتوقع أن يلقى مصير الأحزاب الأخرى؛ سواء بنظر حله أو اعتقال قياداته". وقال إنّ «النظام يسعى إلى استمرار وجود حزب النور في المشهد؛ لأنه جزء من الديكور، وحتى لا يُردّد بأن السيسي يرفض وجود التيار الإسلامي في المشهد؛ وبالتالي المنفعة متبادلة بين الطرفين".