رأى مراقبون أن إقالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزير خارجيته "ريكس تيلرسون"، وتعيين محله مدير وكالة المخابرات المركزية (CIA) "مايك بومبيو"، بمثابة الإطاحة بآخر العقلاء في إدارة ترامب. فيما قال آخرون إنه تسريع لصفقة القرن التي بات ترامب على وشك الإعلان عها في أبريل المقبل. ورصد صحفيون ومحللون فرحة خليجية سعودية إماراتية بإقالة تيلرسون، مدير شركة إكسون موبيل النفطية، وصاحب الاستثمارات في قطر، فقال الصحفي ماجد عبد الهادي إن "من يرى فرحة بعض العرب بإقالة وزير الخارجية الأمريكي ريك تيلرسون، يكاد يظن أنه هو الذي أجبر ترمب على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأن مايك بومبيو الذي سيحل محله موظف عند "سفيرهم في واشنطن" وليس مدير CIA المعروف بعدائه للإسلام وانحيازه للصهيونية". كما رأى الصحفي صالح عياد أن "وزير الخارجية الأمريكي المقال كان يلعب دورًا مهمًا في إصلاح العلاقات التركية الأمريكية.. من الآن فصاعدًا مستقبل هذه العلاقات سيكون مجهولاً أكثر قربًا من التوتر لا الحل". الجولة الأخيرة وعاد تليرسون قبل يوم من جولته الخارجية الاخيرة بعد أن هاجم الإمارات حيث البلد التي يراهن عليه الصهيوني جاريد كوشنر صهر ترامب، وفي مطلع مارس الجاري أشارت التحقيقات الصحفية التي أجرتها صحيفة فانيتي فير الأمريكية إلى أن جاريد زوج إيڤانكا عطل محاولات وزير الخارجية ريكس تليرسون حل الأزمة بين قطر والدول الخليجية. وأن الأزمة بدأت بعد شهر من رفض قطر طلب والد جاريد الاستثمار في عمارته في نيويورك وبعد زيارة ترامب وجاريد للرياض. الزيارة الأخيرة إفريقيًا لتليرسون، شهدت هجومًا من ريكس تليرسون على الدور الإماراتي في القرن الإفريقي من جانب نقل الأزمة الخليجية إلى حيث لا يريد الأمريكيون، قائلاً: يكفي الشرق الإفريقي المشكلات التي يعج بها. وجاء تصريح تليرسون كالماء البارد بوجه الإمارات التي فقدت إحدى أبرز شركاتها الاستحواذية عقودها الاحتكارية في كل من الصومال وجيبوتي فراحت تبحث عن عقود من إثيوبيا والصومال لاند المنشقة عن الصومال. لهذا اعتبر لجان الإمارات الإلكترونية أن إقالة تليرسون صفعة أولى في وجه "تنظيم الحمدين" في إشارة لقطر، و"نظام إيران"، والصفعة الأخرى هي تعيين مدير المخابرات مايك بومبيو وزيرا للخارجية، بومبيو ناقما على النظام الإيراني الذي يغذي الإرهاب، وكل من يتعاون معه. ذلك أنه في الوقت الذي كان يدعم ترامب موقف الدول الخليجية التي تحاصر قطر (الإمارات، والسعودية، والبحرين) إضافة إلى مصر، كان موقف وزير الخارجية مختلفًا، فكان "تليرسون" يزور قطر ووقع معها اتفاقية تتعلق بمكافحة الإرهاب، كما كرر زيارته للأطراف الخليجية من أجل الحل الذي لم يتم التوصل إليه حتى الآن. الاتفاق النووي الخلاف مع تيلرسون وبحسب وكالة رويترز قال ترامب إنه اختلف كثيرًا مع تيلرسون، خاصة في ملف الاتفاق النووي مع إيران. فمنذ وصول الرئيس الأمريكي قبل عام كان دومًا يعلن أن سيمزق الاتفاق التاريخي الذي وقع بين طهران والمجموعة الدولية عام 2015، والذي نص على تخلص إيران من برنامجها النووي في مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها. لكن وزير الخارجية السابق كان له رأي مخالف لترامب، إذا كان يصر تيلرسون على الإبقاء على الاتفاق النووي مع ضرورة متابعة احترام طهران للاتفاقية وكذلك بقاء بعض العقوبات عليها. الفضيحة الروسية التراشق الإعلامي بين تيلرسون والروس لم يكن بعيدًا عن سبب الإقالة، فالرئيس الأمريكي دائمًا ما يتجنب الإساءة إلى روسيا غريم الولاياتالمتحدة الدائم، خاصة في ظل التحقيقات التي يجريها روبرت مولر حول مزاعم تدخل محتمل لموسكو في بالانتخابات الرئاسية الأخيرة، لكن وزير الخارجية كان دائمًا ما يهاجم الروس وكان آخرها قبل أيام حول ما يتعلق بمزاعم حول وقوف روسيا خلف تسميم جاسوس روسي مزدوج في المملكة المتحدة، مشدداً على وجوب محاسبة المسؤولين عن محاولة الاغتيال هذه. وقبل أن يغير ترامب موقفه الأسبوع الماضي من الزعيم الكوري كيم جونغ أون، كان حاضرًا في الخلاف بين الرجلين، إذ هاجم ترامب وزير خارجيته واصفًا إياه بانه يضيع وقته في المساعي الدبلوماسية مع بيونغ يانغ في الوقت الذي كان يهدد ترامب فيه بتطور عسكري في شبة الجزيرة الكورية. هوى ترامب وقال مراقبون إن وزير الخارجية الأمريكي الجديد بامبيو مدير الاستخبارات الأميركية السابق، وترامب على نفس الموجة دائماً، في الإشارة إلى الانسجام بين الرجلين، خاصة وأنه أحد الأعضاء البارزين والناشطين في الحزب الجمهوري الذي ينتمي له ترامب، كما أنه معروف بمواقفه الحادة من إيرانوكوريا الشمالية. وكان وزير الخارجية الأمريكي الجديد قد وصف إيران سابقاً بأنها "أكبر داعم للإرهاب في العالم". وعن موقفه من كوريا الشمالية، يرى بومبيو أن واشنطن لا يجب أن تقدم أي تنازلات لبيونغ يانغ خلال لقاء الرئيس دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، وأن كوريا الشمالية يجب أن تتحاور بشأن نزع سلاحها النووي.