أفراد تأمين بوابات ميادين الشرف للحرية والعدالة: - العمر واحد والرب واحد، والصلاة والدعاء واللجوء إلى الله أقوى أسلحتنا - صامدون حتى عودة الشرعية وكسر الانقلاب الدموي المشئوم - تجمعنا روح المحبة والألفة.. وتوزيع الأدوار يتم في سهولة ويسر رجال الحراسة في الميدان هم على ثغر لا يغمض لهم جفن طيلة ساعات الليل أو النهار، كما يقول ح . ف أحد المسئولين عن تقسيم ورديات الحراسة بميدان النهضة بالجيزة، حيث يتم توزيع الأدوار وتمتد نوبة الحراسة على البوابات ومداخل الميدان على مدار اليوم، تقسم على 6 مجموعات، كل مجموعة تتولى الحراسة لمدة أربع ساعات يتناوب الرجال فيها الحراسة حتى يرتاح إخوانهم، ثم يسلموا الوردية وهكذا. ويضيف: رغم المخاطر والتهديدات التي نتوقع مواجهتها في أية لحظة إلا أن الميدان ممتلئ بروحانيات عالية وكأننا في مشاعر الحج على عرفات أو المزدلفة أو في ساحة بيت الله الحرام، فالميادين الآن هي أكثر الأماكن التي تعج بالذكر والصلاة والدعاء والاستغفار والتضرع إلى الله عز وجل بأن يزيح عن البلاد تلك الغُمة، وتعود الشرعية المغتصبة، ويندحر الإنقلاب الدموي. يوم رباني ويكمل ح.ف: يبدأ يومنا من العصر للمغرب بقراءة القرآن وحلقات الذكر، وعمل جلسات إيمانية بخواطر وكلمات هادفة وقيم تربوية وليال إيمانية وذلك حتى الإفطار، ثم نتأهب لصلاة العشاء والتراويح والخروج في المسيرات المؤيدة للشرعية، أو تسلم وردية الحراسة على البوابة حسب الجدول. ويميز الميدان أن الاعتصام مستمر وأغلب الأسر تحضر وهناك روحانيات عالية والناس معنوياتها عالية جداً، سواء الأطفال أو النساء أو الرجال. في مواجهة البلطجة ويشير ر . أ من لجان التأمين إلى أنه تصل إليهم كل فترة أنباء عن تجميع البلطجية والدفع بهم إلى مهاجمة المعتصمين في الميدان مقابل مبالغ مالية، حتى أننا سمعنا أن أسعار قتل المعتصمين وصلت إلى آلاف الجنيهات على الرأس الواحدة!! ولكن هذا لا يهمنا ونتأهب دوماً إذا شعرنا بخطرهم يقترب، فنبدأ بإشارة التنبيه كالتكبير أو الطرق بقوة على الأعمدة حتى نحذر بأن هناك هجوماً محتملاً، ونزيد أعداد التأمين على المداخل والبوابات، ويشاركنا المعتصمون كباراً وصِغاراً في تكسير الطوب وحمل العصي، وهذه أقصى أسلحتنا، أما أقواها فهو الدعاء وطلب الغوث من الله عز وجل. ويكمل زميله في الحراسة ع . ع: نظل في تأهب وضغط مستمرين ويزيد الضغط علينا عندما يُصاب أحد أو يُستشهد مما يزيد من عبء المسئولية الملقاة على عاتقنا بالاستمرار والصمود والبقاء في الصفوف الأولى مهما بلغت المخاطر ذُروتها، حتى لا نخون دم الشهداء والمصابين، ونشعر أن دمهم في رقبتنا فلا نستطيع أن نتخلى عن أماكننا، وإن تركنا أهلنا وبيوتنا أياما متواصلة. صامدون حتى النهاية أما ه. إبراهيم (مهندس مدني، 32 سنة، من سكان الشيخ زايد) فهو أحد أعضاء لجان التأمين في ميدان النهضة من جهة التمثال، ويكشف إبراهيم عن وجوده بالميدان منذ 28 يونيو الفائت، وأن نوبته اليومية في الحراسة 4 ساعات. مشيرا إلى شعوره بالفخر والاعتزاز لوقوفه على ثغر يحمى فيه إخوانه من أنصار الشرعية والشريعة، مؤكدا أن المهمة ليست سهلة، فرغم تأثيرها على حياته ورزقه إلا أنه باق في الميدان حتى عودة الدكتور مرسي، بل وحتى تحقيق مطالب ثورة 25 يناير، واسترداد كل الحقوق المسلوبة. وعن طبيعة الدور الذي يقوم به يوضح إبراهيم أن اللجان تكشف عن هويات القادمين إلى الميدان من خلال بطاقاتهم الشخصية، ولا يتم السماح بالدخول لمن يتبين أنه مسجل خطر أو ينتمي لجهات أمنية. كما يتم تفتيش الداخلين للميدان بشكل راق ومهذب، لمنع دخول أية أسلحة أو ممنوعات، مع تقديم الاعتذار لهم، وبيان أن ذلك يتم حرصا عليهم وعلى إخوانهم المعتصمين. الإعلام مضلِّل وينفي أبو حمزة (مهندس 56 سنة) كل الاتهامات التى تكال لهم من خلال إعلام الفلول موضحا أنها عملية التشويه نفسها التى كانت تنال من ثوار 25 يناير. وطالب أبو حمزة جماهير الشعب المصري بالتحقق مما يقال في وسائل الإعلام؛ فأغلبها مغرض، ويمولها رجال أعمال المخلوع. وعن عدد أعضاء لجنة التأمين على البوابة، فيوضح أبو حمزة أن العدد يتراوح بين 25 إلى 30 عضوا، وقد يزيد في حالات الطوارئ والمليونيات الضخمة، تجمعهم روح الألفة والمحبة، وتوزيع الأدوار في سهولة ويسر. المرأة عنصر فاعل لم يغب العنصر النسائي عن المشهد، فالمرأة كان لها حضور بارز في كافة فاعليات ميادين دعم الشرعية ومناهضة الانقلاب، ومنها عمليات تأمين الميدان، حيث تشهد بوابات ميادين الاعتصام وجودا نسائيا للتعامل مع النساء والفتيات اللاتى يحضرن الى الميدان. غادة (مهندسة كمبيوتر) تبدى سعادتها بالدور الذي تقوم به في حماية الميدان، حيث ترى أن ذلك كله في سبيل تحرير مصر من سطوة المستبد، أما جيهان (ربة منزل) فتسأل الله عز وجل أن يتقبل عملها ويجعله في ميزان حسناتها، وأن يكلل جهدهن بكسر الانقلاب المشئوم، وعودة الرئيس المنتخب.