بالطبع أفلتت الأمور عن سيطرة الجماعة، وما عليها سوى مواصلة الكذب، لحشد أنصارها، حتى لو وصل الأمر إلى إجبارهم على البقاء، سواء بالتهديد المباشر، أو تخويفهم بأمور لم تحدث أصلًا مثل عودة قانون الطوارئ. المعتصمون رددوا أمس فى «جمعة الزحف» أن الله عز وجل شبّه الرئيس السابق محمد مرسى بسيدنا يوسف مستدلين على ذلك ببعض الآيات التى وردت بسورة يوسف، مؤكدين لأنفسهم أن الله سوف يأتيهم بنصر قريب، ورغم هذا كله فإن لغة خطاب قيادات الجماعة والأحزاب الموالية لها فى الأيام الاخيرة بدأت تتغير بعد أن أرسل مكتب الإرشاد عدة ملاحظات منها ضرورة انتشار العلم المصرى داخل الميدان ومخاطبة جميع الثوار والأحزاب والكيانات الليبرالية وحتى العلمانية من أجل حثها على المشاركة فى الاعتصام وإقناعهم بأن ما حدث انقلاب عسكرى، وأن المعتصمين ما قرروا الاعتصام إلا دفاعًا عن الديمقراطية وليس دفاعًا عن مرسى. المعتصمون وبعد أن تلقوا تعليمات من مكتب الإرشاد قاموا بتعليق اللافتات، التى كتبت عليها عبارات مناهضة للجيش وعبارات تطالب البلدان الحرة والديمقراطية بأن تقف بجانب الإخوان بعد أن وصفوا ثورة 30 يونيو بأنها انقلاب عسكرى، اللافتات التى علقت بجميع أركان الميدان والشوارع المحيطة كانت جميعها باللغات الأجنبية المختلفة، كما استقبل المعتصمون أكثر من 5000 علم مصرى تم توزيعها على المعتصمين لتكون بديلًا لرايات السعودية التى اختفت بشكل تام من الميدان ولأعلام تنظيم الجهاد والمعروفة باللون الأسود.
الجماعة سارعت بإقامة مستشفى داخل الميدان بخلاف المستشفى الميدانى أطلقت عليها مستشفى التأمين الصحى للمعتصمين، وهى بمثابة تأمين على صحة المعتصمين بالميدان من أى أمراض على أن تقوم الجماعة بتوزيع الأدوية المطلوبة لجميع الحالات الموجودة بالميدان بما فيها الأمراض المزمنة.
«الدستور الأصلي» علمت من مصادر بالجماعة أن الجماعة تقوم بجمع «رزم» أوراق بيضاء بعد أن طلبت من أعضائها 1000 رزمة ورق بيضاء من أجل جمع توقيعات من المصريين على أن يكتب فى الورقة أنا ضد الانقلاب العسكرى، وأنا مع عودة الدكتور محمد مرسى، وأنا مع الديمقراطية والشرعية، مستهدفين جمع 30 مليون توكيل، كما رصدت «التحرير» اختباء أحمد منصور الإعلامى بقناة «الجزيرة» وباقى قيادات الجماعة داخل قاعة المناسبات «1»، التى حولها المعتصمون إلى مستشفى أطلق عليه مستشفى «التأمين الصحى للمعتصمين»، وهو نفس المكان أيضا الذى يدير منه المكتب الإعلامى للحزب أعماله فى ظل الاستعانة بخبرة منصور فى أعمال الدعاية والإعلان، الذى نصح بأن يتم توزيع صورة مرسى على جميع الموجودين بالميدان وكتابة اللافتات باللغات الأجنبية.
المعتصمون يرددون أن لاعب الكورة الشهير محمد أبو تريكة ولاعب الزمالك أحمد شعبان قد دعا أولتراس أهلاوى وزملكاوى للمشاركة فى اعتصام مؤيدى الرئيس السابق، كما ردد المعتصمون أكثر من مرة أن الجيش قد فرض حالة الطوارئ، وأنه من السهل أن يتم القبض على أى شخص يخرج من الميدان، المعتصمون بالميدان وبعد أن انتشرت أمراض الحساسية سارعوا بتنظيف الميدان خوفًا من انتشار الأمراض المعدية، كما قام المعتصمون بالاستحواذ على مبنى إدارة المرور التابع لوزارة الداخلية مستغلينه للعب الكورة ولتعبئة المياه واستخدام الحمامات.
من جهته قال الدكتور عبد الرحمن البر عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان فى خطبة الجمعة: فرعون موسى كان له سحرة سحروا أعين الناس وجاؤوا بسحر عظيم، وكان نتيجة لذلك أنه أنتج أناسًا يحبون المذلة، كانوا إذا لم يجدوا صنمًا يعبدونه صنعوا لأنفسهم صنمًا آخر، مشيرا فى ذلك إلى الإعلاميين الذين قال عنهم إنهم مثل سحرة فرعون، وتابع «استعينوا بالله واصبروا فلتسقط كل القوى وكل الفاعليات ويبقى الإيمان بالله فإذا تعالينا على عددنا وعدتنا فإننا سنكون أغنى الناس، فالنبى موسى كان سلميًّا وبسلميته لم يحقق النصر فقط، إنما وصل إلى أعلى درجات التمكين»، وأكمل «النصر عقيدة، وإننا فى مرحلة الثبات مطلوب منا فيها أن نعبد الله كما أمرنا حتى ينصرنا كما وعدنا، وأن ننتظر النصر من شخص لا يعرفه إلا الله أذكركم بغزوة الأحزاب، حيث زلزلت كل القوى، وأتى النصر من فرد حركه الله فى وقت معين، ويجب أن نتيقن من النصر، لأننا ندافع عن الدين والحرية، بينما أراد الفراعنة أن يعبثوا بكل شىء، والله لأنى أرى النصر قرب العين، لأن الذى وعدنا بالنصر لا يخلف الميعاد».