جاء تقرير الصحافة اليومي ل"الحرية والعدالة"، صباح اليوم الأحد 7 يناير 2018م، ليؤكد أن مسرحية انتخابات السيسي المقبلة سوف تنتهي بالتزكية لجنرال العسكر الدموي عبدالفتاح السيسي، استنادا لما كتبه الصحفي المقرب من دوائر الأجهزة الأمنية لنظام عسكر 30 يونيو ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأخبار، وأحد المقربين من السيسي نفسه. وعصر اليوم جاءت خطوة أخرى تؤكد ما ذهبت إليه الحرية والعدالة، حيث أعلن الفريق أحمد شفيق المرشح الخاسر أمام الرئيس محمد مرسي في أنزه انتخابات شهدتها مصر عبر تاريخها كله في عام 2012م، عدم ترشحه في المسرحية المقبل وذلك عبر بيان رسمي من شفيق نفسه. وجاء مقال رئيس مجلس إدارة الأخبار في عدد اليوم بعنوان: «فرض عين في انتخابات الرئاسة»، وفيه يوضح الكاتب الأمنجي ما يدور في تصورات قيادات نظام العسكر بشأن مسرحية الانتخابات المقبلة، وعلى الرغم من أن الكاتب يحاول الإيهام بأن ثمة حرصا من نظام على العسكر على إجراء انتخابات تنافسية إلا أنه يشير بوضوح إلى إمكانية حسم المسرحية بالتزكية متهما النظام السياسي والحياة الحزبية وما أسماه بفقر القوى الديمقراطية، بالتسبب في ذلك وليس قمع النظام واستبداده ومصادرة الحياة السياسية منذ انقلاب 3 يوليو 2013م. يقول رزق: «أقول -وهذا ظني- إن الرئيس السيسي سيحسم موقفه بالترشح لمدة ثانية. وأقول -وهذا تقديري- إن الانتخابات المقبلة، ستكون تنافسية بين أكثر من مرشح، ولن تتحول إلي اقتراع علي اسم مرشح وحيد.. والصراحة تقتضي مني القول بأن الانتخابات لو صارت استفتائية علي مرشح واحد، فاللوم ليس عليه، إنما العيب في النظام السياسي، وفي الحياة الحزبية، وفي فقر القوي الديمقراطية». الخوف من مقاطعة الشعب مقال ياسر رزق أو بالأدق تسريباته، تكشف عن حجم المخاوف الكبيرة في أروقة السلطة من العزوف الشعبي المتوقع والممقاطعة الكبيرة للعرض القادم من مسرحية الرئاسة، يؤكد ذلك رزق بقوله: «نعم.. التحدي الحقيقي في الانتخابات الرئاسية المقبلة هو حجم الإقبال الجماهيري». ويسوق رزق أسباب المخاوف من المقاطعة الشعبية الكبيرة والمتوقعة مضيفا: «ثمة من يتكهن أن الانتخابات المقبلة، لن تحظي بإقبال مماثل لانتخابات 2012، أو لانتخابات 2014، ومنطقهم أن الجماهير لا تحتشد إلا في مراحل التحول أو في حالات الخطر. وثمة من يعتقد أن الأعباء المعيشية، ربما تؤثر في إحجام قطاعات من الناخبين على النزول إلى صناديق الاقتراع». ويضيف المقال سببا ثالثا بأن إدراك الشعب من فوز السيسي الحتمي يحد من درجة الإقبال الجماهيري حسب الكاتب الذي يقول «إحساس الغالبية الكاسحة -ولا أقول الجميع- بأن السيسي لو خاض الانتخابات، فهو فائز حتما، من شأنه أن يحد من درجة الإقبال الجماهيري علي التصويت، وربما يدفع بعض الناخبين إلي اعتبار النزول إلى اللجان "فرض كفاية "يقوم به البعض نيابة عن الكل، ما دام السيسي فائزًا قطعًا". ويرى الكاتب في ذلك ما وصفه ب«مكمن الخطورة».. وهو تعبير دقيق عن يعكس حجم المخاوف من العزوف الشعبي عن المسرحية. لا حاجة إلى كومبارس! ويمكن اعتبار ما كتبه ياسر رزق تسريبا يكشف عما يجول من تصورات في عقول قيادات الأجهزة الأمنية المسئولة عن إخراج مسرحية انتخابات الرئاسة، وهي تكشف بعمق حجم المخاوف من الإخراج الرديء للمسرحية على غرار ما حصل في 2014م. حيث حصل المرشح المنافس حمدين صباحي على المركز الثالث في فضيحة من العيار الثقيل باتت تندرا عبر التاريخ إضافة إلى هيجان الأذرع الإعلامية للعسكر وتسولهم المواطنين للذهاب إلى اللجان الفارغة التي كانت الكاميرات تكشفها بوضوح ثم إعلان لجنة المسرحية مد المسرحية الرديئة ليوم ثالث ثم الإعلان عن أعداد مهولة من المشاركين في مفارقة كشفت حجم المسخرة. ويبدو أن المخاوف من مقاطعة الجماهير للمسرحية المقبلة يدفع القيادات الأمنية إلى ترجيح سيناريو التزكية بدلا من الحاجة إلى كومبارس وإجراء المسرحية بدون جمهور ما يؤكد عدم شرعية نظام الانقلاب أمام االعالم كه. في هذا السياق يمكن تفهم إعلان الفريق شفيق اليوم الأحد في بيان رسمي عدم ترشحه في مسرحية انتخابات الرئاسة أو بمعنى أكثر تعبيرا رفض القيام بدور الكومبارس بعد ضغوط مورست عليه يمكن تفسيرها من زاويتين الأولى الخوف من مرشح لها نفوذ داخل المؤسسة العسكرية لا سيما بعد تآكل شعبية السيسي إلى الحضيض وحتمية خسارته حال أجريت انتخابات نزيهة أمام أي منافس. والزاوية الثانية هي الخوف من العزوف الشعبي مع إصرار نظام 30 يونيو على إعلان فوز الجنرال الدموي مهما كان المرشح الذي ينافسه. فهل يتم الإعلان عن فوزه بالتزكية رغم ما في ذلك من مخاطر تتعلق بهشاشة نظام ما بعد 30 يونيو وتأكيد على مصادرة السياسية وعسكرة الدولة وتأكيد على عدم مشروعيته؟ أم يتم إعلان فوزه بعد منافسة صورية مع مرشح كومبارس مع توقع العزوف الشعبي الواسع وفضيحة من العيار الثقيل؟ لا شك أن العسكر أمام احتمالين كلاهما مليء بالخسائر لكن التوازنات بين السيناريوهين سوف ترجح السيناريو الأقرب إلى عقلية النظام ويرجح أن يكون التزكية دون الحاجة إلى كومبارس جديد. وكان «شفيق» قد أعلن في بيان له عبر حسابه على موقعي التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، و«تويتر»: «.. بالمتابعة للواقع، فقد رأيت أنني لن أكون الشخص الأمثل لقيادة أمور الدولة خلال الفترة المقبلة، لذلك.. فقد قررت عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة 2018، داعيًا الله عز وجل أن يكلل جهود الدولة في استكمال مسيرة التطور والإنجاز لمصرنا الغالية».