عقد الكاتب الصحافي المعروف وائل قنديل مقارنة بين الملايين من مؤيدي الرئيس محمد مرسي التي تستباح دماؤهم ولا يوصفون بالشهداء، وبين جمهور الانقلابيين والذي وصفهم بالمدللين. وفي مقاله اليوم بالشروق، أكد قنديل أن" الذين سقطوا بالرصاص الغادر عند الحرس الجمهوري وفي ميدان نهضة مصر وميدان رمسيس هم مواطنون مصريون مكتملو المصرية والوطنية، تم قتلهم غدرًا وغيلة، نحسبهم شهداء عند الله، مثلهم مثل عمال مصنع الورق في سيناء". وتابع قنديل في مقاله مستنكرًا: "إذا كنا نحتسبه عند الله شهيدًا، فإن لأصحاب سلطة الانقلاب وإعلامهم رأيًا آخر، ذلك أن نحو ثمانين مصريًّا قتلوا بالرصاص عند دار الحرس الجمهوري فجرًا، ولم نسمع أحدًا يصفهم بأنهم شهداء أو يحتسبهم عند الله كذلك، فيما لو عدت بالذاكرة شهورًا قليلة ستجد أن الماكينة الإعلامية ذاتها كانت توزع ألقاب الاستشهاد بسخاء على كل من يسقط في أحداث ضد محمد مرسي". وفي تحليل افتتح به قنديل مقاله قال قنديل: "أصبح لدينا مصريون مدللون ومبهرون في نظر السلطة الجديدة، وهم بالقطع جماهير الانقلاب، ويقابلهم آخرون بالملايين في ميادين ومحافظات مصر، لكن يجري التعامل معهم باعتبارهم مخلوقات مستباحة بلا ثمن، تطعن في شرفها وتطعن في صدورها، وتوصم بالجرب والجذام، وتقتل عند المساجد وتسفك دماؤها في التظاهرات، بدم بارد دون أن ينطق أحد". وأضاف مدير تحرير الشروق: "يخاطبونها بأزيز الطائرات، لتلقي لهم بمنشورات تنضح سطورها بشوفينية ومكارثية مفرطة، تجعلك تشعر أحيانًا أنهم ينظرون إلى معتصمي ميادين رابعة العدوية ونهضة مصر ورمسيس وكأنهم من الهنود الحمر، ليس لهم إلا الإذعان لما تمليه إرادة السيد الأبيض المدجج بالقوة المادية، التي باتت ترى نفسها فوق قوة الحق والمنطق والأخلاق". وشدد قنديل على أن محاولة تعمد إعلام الانقلاب تضليل أرقام معتصمي مرسي "هي أكذوبة تدحضها هذه الأعداد الرهيبة التي تملأ محافظات مصر، وتفندها أقوال أهل السلطة الجديدة أنفسهم الذين طالما رددوا أن الإخوان لا يتجاوز عددهم أكثر من 700 ألف مواطن في مصر، ما يؤكد أن هناك مقاومة مصرية متنوعة الاتجاهات لتمرير السيناريو الانقلابي". وأضاف: "نقل زميلنا الصحافي الخلوق محمد خيال مشاهد مفزعة مما دار في اعتصامات الجيزة فجر أمس، حيث التعامل مع المتظاهرين المؤيدين للدكتور مرسي على أنهم الأعداء, ثم فجأة تحشرجت كلمات الزميل وهو يزف خبر استشهاد ابن عمه أو أخيه الأكبر حسن خيال، مهندس نابغة في مجال العمارة والإنشاءات توفي دهسًا تحت عجلات سيارة ضابط اقتحم الاعتصام بها".