قال الكاتب الصحفي إن مصر ارتدت مرة أخرى إلى زمن «وزارة الإرشاد» وأن ما يلقى فى وجهك من سخائم وأدران ليس نتاج جهد إعلامى دءوب، وليس حصاد نبش فى صناديق القمامة المعلوماتية، بل هو أقرب إلى النص المعمم على الكافة لترديده على أوسع نطاق، وفى توقيت واحد تقريبا. واستحضر قنديل هذه الوزارة التي سخرها عبدالناصر لحروبه المختلفة ضد خصومه في الداخل بشكل خاص وأقام عليها محمد حسنين هيكل ، وذلك في مقال له نشر اليوم الاثنين بعنوان "جهاد النكاح فى إعلام السفاح"، معلقا على الاتهامات التي اتفق إعلام جبهة "الإنقاذ" على أن يرمي بها المعتصمين في ميدان رابعة وميادين مصر. ووجه قنديل اتهامه إلى الذين يرمون المعتصمات فى ميدان رابعة العدوية بتجارة الجسد من باب دعم الاعتصام يجسدون حالة شديدة البؤس من الانسلاخ من الأخلاقية والاستقالة من الإنسانية، ومخاصمة قيم مثل نظافة القول وعفة الفكر إلى غير رجعة، مثلهم كمثل ذلك الكائن الذى تحدث عن تعاطى المخدرات والعلاقات الجنسية الكاملة فى ميدان التحرير خلال ال18 يوما الخالدة فى ثورة يناير المصرية. وقال وائل قنديل "أكرر أسفي على رموز كنا نحترمها قررت المشاركة في رقصة انتحار مهني وأخلاقي، جعلتها تعتنق عقيدة فاسدة جديدة، تقوم على إباحة الكذب واستحلال التزييف، باعتبارهما سلاحين فى حرب لإسقاط النظام، وإبادة فصيل سياسي واجتثاثه من التربة المصرية. وأضاف: "في أبريل الماضي كتبت أن فريقا من المحسوبين على الإعلام يعمل وفق نظرية ساقطة مضمونها أنه فى الحرب كل شىء مباح وحلال ومشروع، وعليه فإن إنتاج الأكاذيب واستخدامها والبناء عليها عمل لا غضاضة فيه، مادام سيسهل عملية إزاحة الرئيس وإسقاطه". واعتبر قنديل أن الموقف الآن يتجاوز الكذب ليصل إلى حدود نهش الأعراض وإغماد سكاكين الوضاعة الإنسانية فى الأجساد والأكباد، وإطلاق قطعان من النهاشين تطبيقا لسيناريو منقول حرفيا من أحقر أدبيات حروب الدعاية السوداء. عن المعتصمين فى ميدان رابعة العدوية وميادين أخرى اتخذت الحرب القذرة منعطفا جديدا يهبط إلى حضيض لا أخلاقى لم يعرفه المصريون من قبل، فتدور عجلة صحافة وإعلام السفاح بكذب فواح عن جهاد النكاح وتفشي الجرب والطاعون والجزام وقتل من يريد مغادرة الاعتصام. وأشار الكاتب الصحفي مدير تحرير صحيفة الشروق أن الذين يهرفون بكلام ساقط عن قتل من يريد مغادرة الاعتصام لا يختلفون كثيرا عن أولئك الذين تاجروا بموقعة الجمل الباسلة فى سوق النخاسة الانتخابية يونيو 2012 ثم فى بازار السمسرة الانقلابية فى يونيو 2013. وقال شخصيا أعرف عشرات بل مئات من الأصدقاء والمعارف يعتصمون فى ميدان رابعة كل يوم حتى الفجر ويعودون إلى منازلهم أو يتجهون إلى أعمالهم دون أن يمنعهم أحد أو يذبحهم أحد على أسوار الاعتصام. ولعلك تلاحظ أن عشرات الآلاف المحتشدين فى الميدان كل ليلة يتحولون إلى آلاف فقط بعد صلاة الفجر، ولم نسمع أن هذه الآلاف المؤلفة من المغادرين تتعرض لعمليات قتل جماعي على بوابات الاعتصام كما يدعي صناع الحواديت التي لا تدخل عقل طفل. ووصف قنديل الذين يتحدثون عن أمراض خطيرة بين المعتصمين كالطاعون والجرب لانعدام وسائل النظافة، بأنهم هم البؤساء وهم من يحتاجون إلى كثير من النظافة والتطهر حقا، ذلك أن باطن قدم أبسط معتصم فى الميدان أنظف وأنقى بكثير من عقول محشوة بكل هذه النفايات الأمنية. واعتبر قنديل أن أفدح خسائر ذلك الذى جرى في 30 يونيو أنه جعل مصر أقل إنسانية ونبلا، ويكفي أن من نتائجه المبكرة أن القاهرة تدير ظهرها للثورة السورية وتغلق بابها في وجه الفارين من مقصلة الأسد الصغير وتناصب المقاومة الفلسطينية العداء ، فى اللحظة التى ينبرى فيها جنرالات الكيان الصهيوني للضغط على أمريكا كي لا توقف مساعداتها العسكرية لمصر.. ما هذا العبث؟!.