ما إن بدأ الانقلاب على الشرعية واطمأن أصحاب المصالح وأصحاب الأزمات المفتعلة فى مصر حتى بدأت أزمة البنزين والكهرباء وغيرها فى التراجع فجأة دون تدخل من أحد! "بقدر قادر ولا سحر ولا شعوذة".. كلمة ساخرة أطلقها د. على مصطفى -طبيب أطفال- بعد أن قام بوضع البنزين الذى توفر فجأة فى عربته، والذى يؤكد أن الأزمات كانت فى السابق مفتعلة، قائلا لم تكن هناك أزمة حقيقية فى البلد، والآن وهى بلا حكومة من المفترض أن تزيد لا أن تنقص، وتختفى هكذا فجأة دون تدخل من أحد". وتابع كلامه "كلها أزمات افتعلت، وبكل أسف كانت فى أمور حيوية لدى الناس مثل الكهرباء والبنزين حتى ينفروا الناس من الحكومة، ولعبت أيادٍ خفية فى الأمر وأوصلت الناس إلى حالة التذمر". إسلام محمود -عامل داخل بنزينة- أكد لنا أن أزمة السولار والبنزين خضعت وفقا للمشهد السياسى، حيث قال "حينما كانت تدعو المعارضة لمظاهرة حاشدة لإسقاط الرئيس محمد مرسى كانت تبدأ الأزمة لدينا فى الجاز والبنزين، ولا تحل هذه الأزمة إلا بعد أن تفشل هذه المظاهرة". وتابع كلامه "قبل 30 يونيو بدأت الأزمة لدينا فى البنزينات بفترة، لكنها كانت شديدة هذه المرة، فطالت حتى بنزين 92 وبدأ البلطجية بسرقة كل البنزين وبيعه فى السوق السوداء، ولجأنا للشرطة مرارا وتكرارا، ولم يقف أحد بجوارنا، لم يأتِ حتى لنا أحد من الشرطة لحماية العربة وهى تفرغ داخل البنزينة، لم يستجيبوا لنا مطلقا". وأضاف كانت لدينا كلمة نقولها داخل البنزينة كلما سألنا أحد "لسه الأزمة مستمرة؟" فكنا نرد لن تنفض إلا بعد مظاهرات 30 يونيو". ومن جانبها، قالت أمانى عبد الرازق –مهندسة- "هكذا دون أى سابق إنذار تنزل الشرطة إلى الشوارع وتؤدى دورها وتتابع من قبل المرور رخص العربات وتعمل الكمائن، بعد أن كان هناك فراغ أمنى، وبعد أن كانوا يطلقون كلمتهم الشهيرة "إحنا فى إجازة لمدة أربع سنوات" يقصدون بها فترة تولى د.محمد مرسى الحكم، ففجأة انقطعت إجازتهم وعادوا للشارع بشكل مكثف وملحوظ ليثبتوا للناس تواجدهم ويشعروهم بالأمن". وتتساءل مستنكرة "ترى ماذا حدث حتى يعملوا بكل هذا الجد والنشاط"؟! ويعلق د.عبد الله رضا أبو الفتوح -أستاذ الإعلام السياسى بجامعة بنها- على اختفاء الأزمات بصورة واضحة، قائلا "لقد كانت الأزمات مفتعلة وكانت تظهر مع حركة المعارضة وتختفى مع سكونهم، وكان الإعلام راعيا لتهويل وتكبير تلك الأزمة، بل كان مساعدا لها؛ فعلى سبيل المثال كان يهول من أزمة البنزين ويخلقها، فبناء عليه كان الناس يذهبون مصطفين عند البنزينات، مما يسبب أزمة واضحة، وكلما رأى أحد الطوابير يصر على الوقوف بها ويأتى الإعلام ويزيد من إشعال الأمر". وأضاف "أأظن أن الإعلام سيظل يلعب دوره المشبوه، فهو من سيعلن انتهاء الأزمات وفق أجندات رجال الأعمال المالكين لتلك الصحف والجرائد، كما كان يعلن عن وجودها أيضا وفق أجندتهم فى معارضة حكومة د.محمد مرسى".