حليف الإخوان السابق حمدين صباحى أعرفه منذ سنوات بعيدة، وكان التعاون بيننا وثيقا قبل الثورة، حيث فتح مشكورا أبوابه حزبه "الكرامة" لكى يكون مقرا للجنة الدفاع عن سجناء الرأى التى أتشرف برئاستها، وأصبح اسمها بعد ذلك اللجنة القومية للدفاع عن المظلومين. وبرز اسم «حمدين صباحى» عندما قدم نموذجا جديدا للناصريين، واستقال من الحزب الذى كان يضمهم ليؤسس حزبا جديدا أكثر انفتاحا على القوى السياسية الأخرى، خاصة جماعة الإخوان المسلمين والتيار الإسلامى، وبلغت به الشجاعة فى ذلك الوقت إلى درجة الاعتذار عن انتهاكات حقوق الإنسان التى ارتكبها عبد الناصر فى حق الإخوان، وقال: إن الصدام بين الطرفين كانت له أضراره البالغة على مصر كلها. وجرت لقاءات عدة بين الإخوان وحزب الكرامة، وبعضها تم فى بيتى فى حضور عدد من القيادات الناصرية على رأسها صديقى العزيز كمال أبو عيطة. وبذلت الجماعة جهدها للوقوف إلى جانب حمدين صباحى فى انتخابات مجلس الشعب التى جرت مع مطلع القرن الحادى والعشرين، ثم فى سنة 2005.. إلا أن صديقى العزيز فشل فى ترك بصمة قوية تحت قبة مجلس الشعب، وكذلك لم ينجح فى جعل حزبه «الكرامة» يقود المعارضة رغم أنه يضم شخصيات ممتازة، لكن «حمدين» ظل دوما قريبا من الإخوان لمدة تزيد عن عشر سنوات وحتى بعد الثورة، حيث كان الإخوان والكرامة فى قائمة واحدة فى أول انتخابات برلمانية جرت بعد انتصار ثورتنا. وبعدها قضت المحكمة الدستورية ببطلان هذا البرلمان، وكان هذا خطأ فادحا ما زلنا ندفع ثمنه غاليا حتى هذه اللحظة. وللأسف الشديد أضاع «حمدين صباحى» فرصة ذهبية كبرى على نفسه ليكون نقطة الارتكاز التى يلتقى عندها الطرفان الإسلامى والناصرى، ويفتح صفحة جديدة لمصر تقوم على التقريب بينهما، وإنهاء هذا الصراع التاريخى، لكنه فضل الابتعاد، ودفعه طموحه للرئاسة إلى النكوص على عقبيه، ومعاداة أصدقائه القدامى، والانضمام إلى جبهة المعادين للتيار الإسلامى، وهكذا عاد «ناصرى تقليدى» لا يختلف كثيرا عن الناصرين القدامى.. وتجده اليوم دائم الهجوم على من ساندوه بالأمس.. يا خسارة.