"حفظ الله مصر وأهلها وشعبها من كل سوء".. دعاء مؤثر من إمام الحرم المكى الشريف وقت أن كان أصحاب الفتن يلقون بالمولوتوف والقنابل الحارقة ويقطعون الطرق ويؤذون الناس ويعتدون على رجال الأمن، ويحاولون اقتحام مؤسسات الدولة ويغلقون مجمع التحرير الخدمى ويمنعون المواطنين من قضاء مصالحهم، وبعضهم جاء من الصعيد أو الوجه البحرى، ويعتدون على الأطباء فى أقسام الطوارئ، ويضرمون النار فى السيارات العامة والخاصة، ويحرقون مكاتب فضائيات كشفت جرمهم. حفظ الله مصر وأهلها وشعبها وأرضها وترابها ورمالها وسماءها من كل سوء، ورد كيد الفسدة والضالين والمضلين والمأجورين والمستأجرين، والمخربين ومثيرى الفتن، ومروجى الشائعات الكاذبة، والحالمين بالكرسى، والمتعطشين إلى الحكم، ومافيا المال الحرام، ومن نهبوا أراضى الدولة وتاجروا فيها، ومثيرى الشائعات ومروجى الأكاذيب، ومن أصموا آذانهم للحوار والتصالح، فطمس الله على قلوبهم وأعمى أبصارهم عن الحق. حفظ الله مصر وأهلها وشعبها من المؤامرات التى تدبر ليل نهار من بعض العناصر المخربة فى الداخل، ومن أعداء فى الخارج لا يريدون لمصر الأمن والأمان والاستقرار وبناء مؤسساتها على أسس ديمقراطية، واستكمال ثورتها العظيمة التى صنعها الشعب على عينه، وخلع حاكما فاسدا ظالما مجرما، كبس على أنفاس المصريين ثلاثة عقود هو وعصابته وأراد أن يورث الحكم لابنه، وكأن البلاد عزبة لمبارك وزوجته وأسرته. حفظ الله مصر من أصحاب المصالح الشخصية، ومن تربوا فى أحضان النظام الفاسد، وصاروا عبيدا له، وكانوا يسبحون بحمده ليل نهار، ولا يتحدثون إلا بأمره وحسب توجيهاته، وكانوا يمشون وفق تعليمات مخبرى وضباط أمن الدولة، وبلغ نفاقهم مداه إلى حد أن وضع أحدهم وهو يحمل درجة الدكتوراه أكبر لافتة فى وسط القاهرة تقول "الأجنة فى بطون أمهاتها تبايع مبارك وتبارك خطواته". حفظ الله مصر من قضاة لا يعرفون سوى مصالحهم الشخصية، وتحركهم أهواؤهم، فحادوا عن العدل الذى أمرهم الله بأن يحكموا به، وأصدروا أحكاما صادمة برأت كل فاسد ومخرب ومجرم وقاتل، فأهدروا دماء الشهداء وحقوق المصابين، ووجدنا "أوكازيون البراءة للجميع"؛ فلم يحكم على أى متهم فى قضايا قتل الثوار ولا الكسب غير المشروع ولا إفساد الحياة السياسية ولا نهب ثروات مصر، كله براءة وكلهم إفراج، بل بالعكس وجدنا من هؤلاء الذين يجلسون على المنصات من يحاولون إعادة مصر إلى الوراء، واستنساخ النظام السابق بأحكام ما أنزل الله بها من سلطان. حفظ الله مصر وأهلها من إعلاميين نصبوا أنفسهم متحدثين باسم الحقيقة، وهم أبعد ما يكون عن الحقيقة، فاحترفوا الكذب والتضليل، ونشر الشائعات وتسويقها، والخوض فى أعراض الناس، فهتكوا أسرار البيوت، وتفننوا فى نشر الأراجيف، وصاروا دعاة باطل، يفرحون فى البلايا والمصائب، ويرقصون إذا حدث ملمة أو بلية، أو وقع حادث عارض، ماتت ضمائرهم، وران الله على قلوبهم، فأصمهم وأعمى أبصارهم، فصاروا عبيدا لمن يدفع لهم الملايين من مافيا المال الحرام، وعصابات سرقة أموال البنوك، ومن أثروا بغير حق، فكونوا المليارات من الحرام وسينفقونها وتكون حسرة عليهم يوم القيامة. حفظ الله مصر وشعبها ممن يريدون لها الخراب والدمار، وإسالة الدماء الطاهرة لأبنائها وشبابها، فى الشوارع والميادين، ويرقصون على أنغام قنابل المولوتوف والزجاجات الحارقة، التى ألقوها على المدارس فدمروها، وعلى المنشآت التعليمية والمستشفيات فأحرقوها، وعلى المصالح والمؤسسات والهيئات الحكومية فعطلوها. حفظ الله مصر وشعبها من قطاع الطرق والبلطجية والمستأجرين الذين يعطلون مصالح البلاد والعباد بمنع مرور السيارات فى الشوارع، وإيقاف حركة المترو وتعطيل سير القطارات، والاعتداء على المواطنين فى وسائل النقل العامة والخاصة، ومن يحطمون المحلات التجارية، ويعتدون على مقرات الأحزاب ويشعلون فيها النار دون وازع من ضمير أو ذرة من إحساس . حفظ الله مصر وشعبها ممن يعتدون على بيوت الله فى الأرض ويروعون المصلين، ويحاصرونها ويقذفونها بالحجارة والطوب، لقد حاصروا مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، ورموه بالقنابل الحارقة، واعتدوا على إمامه وخطيبه الشيخ الثائر العلامة أحمد المحلاوى، واعتدوا على مساجد فى المقطم، وعلى مسجد عمر بن عبد العزيز بمصر الجديدة وغيرها من بيوت الله، ولم يسلم منهم ولا من جرمهم الأئمة والخطباء وحفاظ وحفظة كتاب الله، ولا حتى فتيات صغيرات ونساء فى حلق دور قرآنية. حفظ الله مصر وشعبها وأمنها واستقرارها ممن تفنن فى تشويه صورة البلد الآمن الوحيد الذى ذكر بالاسم فى كتاب الله، وحاولوا بمخططاتهم الإجرامية تخويف المستثمرين وأصحاب رءوس الأموال من الاستثمار فى مصر، ليتعافى اقتصادها، ويجد الشباب فرص عمل، ومن اعتدوا على الفنادق والمنشآت السياحية وألقوا الخوف والرعب والهلع فى قلوب السياح والزوار. حفظ الله مصر وشعبها وأمنها من أصحاب الأجندات السياسية، وقادة وأعضاء الأحزاب الكرتونية الورقية التى لا يعرف المصريون عنها شيئا، ولكن يحاولون تنصيب أنفسهم أوصياء على الناس، عبر فضائيات وصحف وبرامج مأجورة، تلمع صورهم وتستضيفهم عند كل شاردة وواردة ليتحدثوا باسم الشعب والشعب منهم براء. حفظ الله مصر وشعبها ورئيسها وجيشها ورجال أمنها من كل سوء، ومن العابثين والمتمردين والأفاقين والدجالين والكارهين للأديان، والذين يناصبون الإسلام وعقيدته وعلماءه ودعاته العداوة والبغضاء، ويريدون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا عليهم لعنة الله والناس أجمعين. حفظك الله يا مصر.. زخرا للإسلام والمسلمين.