عباس يسعى لتشكيل حكومة وفاق وطنى دون إتمام باقى الملفات لإفشال المصالحة نحن ملاحقون ومطاردون ومؤسساتنا مغلقة وحماس شبه محظورة فى الضفة أكد د. خليل الحية -عضو المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"- أن إتمام ملف المصالحة الفلسطينية يحتاج إلى إرادة وعزيمة دون انتقائية، وأضاف أن سعى محمود عباس لتشكيل حكومة وفاق وطنى دون إتمام باقى ملفات المصالحة يعنى الإضرار بجهود إنهاء الانقسام والانقلاب على اتفاق المصالحة، وهى خطوة إذا تمت سوف تؤخر قطار المصالحة ولن تقدمه، مشيرا إلى أن عباس يصر على موضوع المصالحة؛ لأنه يعتقد أنها سوف ستحل المشكلة، أو سوف تغير الخارطة السياسية الفلسطينية بشكل يمكن أن تعتقه من الأغلبية التى حصلت عليها حماس فى الانتخابات الأخيرة، وأن إجراء الانتخابات وصفة لتعميق الانقسام ولاحتراب جديد قادم. وقال الحية، فى حوار مع "الحرية والعدالة" -عبر الهاتف-: "إننا لا نستبعد أن يكون للأجهزة الأمنية فى الضفة الغربية يد فيما يجرى من إشاعة الفوضى فى مصر وتخريب الأجواء بين حماس والقوى السياسية المصرية، ومحاولة إغراق الساحة الفلسطينية والمصرية بأخبار وإشاعات ملفقة وكاذبة"، لافتا إلى أن "الحركة أبلغت القيادة المصرية ببعض الأسماء التى تشيع هذه الأخبار، وتهدف إلى إثارة الخصومة والخلاف بين حماس والشعب المصرى". وأضاف: نحن نكن للمصريين كل حب، وبيننا وبين الشعب المصرى أواصر علاقة وصداقة وأخوة وعلاقات مصاهرة وجيرة وعلاقة دم، وهناك بلا شك قوى سياسية وجهات ما تريد أن تدخل الجانب الفلسطينى وبخاصة حماس فى الخلافات المصرية، وهذا ظلم وتجن علينا كحماس، فنحن لم ولن نتدخل فى الشئون الداخلية للشعوب وبخاصة مصر، نتمنى لمصر أن تعبر هذه المرحلة حتى تظل هى الراعية للواقع العربى.. مزيد من التفاصيل فى نص الحوار: - كيف ترى مساعى الرئيس عباس لتشكيل حكومة وفاق وطنى؟ نحن فى ملف إنهاء الانقسام الفلسطينى نؤكد فى حماس أن تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام ضرورة نسعى لها، ونرحب بكل جهد لتحقيق المصالحة، ويكون ضمن الرعاية المصرية، ونحن اتفقنا على أن اتفاق المصالحة الذى وقع فى القاهرة عام 2011 هو الإطار الذى ينبغى أن يتم تحقيق المصالحة من خلاله، ونحن فى حماس جاهزون لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه فى القاهرة والدوحة أيضا. وما تم الاتفاق عليه هو أنه لا بد من السير فى ملفات المصالحة المتكاملة رزمة واحدة وبشكل متزامن، سواء فى الملف الأمنى أو الانتخابات أو المصالحة المجتمعية والحكومية، وملف منظمة التحرير الفلسطينية، وقد وضعنا لها آليات عمل، ولكن نحن نقول إن المصالحة تحتاج إلى إرادة وعزيمة دون انتقائية، ونحن نطالب الأخ محمود عباس بتنفيذ هذا الآن، ونحن فى حماس جاهزون لذلك. ولكن يبدو أن سياسة الرئيس عباس فى بعض المراحل أنه يسعى للتسويق للعالم كله ولكل الأطراف فى الداخل والخارج أنه يريد من المصالحة شيئا واحدا، وأنها تعنى فقط تشكيل حكومة بعد 3 أشهر للتجهيز للانتخابات. ولكن هذا الأمر لم يتم الاتفاق عليه فى أى مرة من مرات الاجتماعات، بل بالعكس هذا مخالف لما تم الاتفاق، ونحن نقول إن الحكومة المتوافقة عليها ضمن اتفاق المصالحة هى واحدة من ضمن 5 ملفات لتنفيذ المصالحة، ولا يعقل أن نبدأ بهذا الملف وهناك ملفات أخرى لم تتم مناقشتها ومن بينها ملف الحريات والاعتقالات فى الضفة الغربية، الملاحقة الأمنية للمقاومة وإغلاق المؤسسات والتنسيق الأمنى مع الاحتلال وملف منظمة التحرير الذى لم يجر فيها ولا خطوة واحدة وهذا غير معقول. لذلك نحن نقول إن خطوة الأخ محمود عباس فى تشكيل حكومة الوفاق إذا كانت ضمن اتفاق المصالحة المتكامل، وكما تم الاتفاق، فلا بأس، ولكن إذا كانت هذه الحكومة التى يريدها عباس حكومة كما يحلو له أن يسميها حكومة برئاسته تهيئ للانتخابات فهذا لم نتفق عليه، وسيصب بلا شك فى مصلحة ملف المصالحة، ونحن نتمنى من الأطراف الراعية لاتفاق المصالحة، خاصة مصر، أن تثنى محمود عباس عن هذه الخطوة؛ لأنها تؤخر قطار المصالحة ولا تقدمه. ولماذا يصر عباس على الانتخابات دون السير فى باقى ملفات المصالحة؟ المصالحة رزمة واحدة، ونحن جاهزون لتطبيقها بدءا من ملف منظمة التحرير التى هى سياسيا مرجعية بيت الفلسطينيين الذى يجب أن يرعى العمل الوطنى لتحرير فلسطين ومواجهة الاحتلال، لكن عباس لا يرى المصالحة إلا موضوع الانتخابات التى يعتقد أنها ستحل المشكلة، إلا أنه على الجانب الآخر يتمنى أن تغير هذه الانتخابات الخارطة السياسية الفلسطينية بشكل يمكن أن تعتقه من الأغلبية التى حصلت عليها حماس فى الانتخابات الأخيرة، ونحن نرى أن الانتخابات بهذه الطريقة وهذه الأجواء هى وصفة لتعميق الانقسام ووصفة لاحتراب جديد قادم، وهذا ما لا نتمناه، فلا يعقل أن نجرى انتخابات -كما حدث فى انتخابات الطلاب- تحت الحرب الأمنية، فنحن ملاحقون ومطاردون وداخل السجون، ومؤسساتنا مغلقة وحماس شبه محظورة فى الضفة وملاحقة فى السلطة ومن الاحتلال، وبهذا الكلام لا يعقل أن تجرى الانتخابات، ونحن نريد تهيئة الأجواء لإجراء الانتخابات وأن تجرى فى جو صحى. ثم نحن نتساءل دائما أين منظمة التحرير من هذه الانتخابات، فمنظمة التحرير تحتاج إلى عدة خطوات حتى يتحقق ملف الانتخابات فيها؛ أولا إقرار قانون الانتخابات فى المنظمة، ثانيا عمل سجل للفلسطينيين الذين سيشاركون فى الانتخابات، ثالثا تحديد الساحات، وكل هذه الخطوات لم يحدث منها شىء، إذن كيف يريد عباس أن يذهب للانتخابات، لذلك نحن نتمنى من الأخ محمود عباس أن يستجيب وأن يلتزم بكل ما تم الاتفاق عليه فى اتفاق المصالحة حتى نذهب سويا لإنهاء الانقسام. تسربت مؤخرا العديد من الأنباء التى تتحدث عن وجود يد للسلطة الفلسطينية فى محاولة إثارة المشاكل والفوضى بمصر. نحن لا نستبعد ذلك، وما لدينا يؤكد أن الأجهزة الأمنية فى الضفة الغربية لها يد فيما يجرى من إشاعة أجواء لتخريب العلاقة بين حماس بصفة خاصة والقوى السياسية المصرية، ومحاولة إغراق الساحة الفلسطينية والمصرية بأخبار وشائعات ملفقة وكاذبة، ونحن أبلغنا القيادة المصرية ببعض الأسماء التى تشيع هذه الأخبار والإشاعات التى تهدف إلى إثارة الخصومة والخلاف بين حماس والشعب المصرى الذى يجد فى حماس من القوة والطهارة والمقاومة، لكن للأسف هناك من يسعى للإساءة للعلاقة المصرية الفلسطينية. هذا يدعونا إلى التساؤل عن سبب الحملة الشرسة التى تشنها بعض وسائل الإعلام فى مصر ضد حماس. نحن نكن للمصريين كل حب وبيننا وبين الشعب المصرى أواصر علاقة وصداقة وأخوة وعلاقات مصاهرة وجيرة وعلاقة دم، وهناك بلا شك قوى سياسية وجهات ما تريد أن تدخل الجانب الفلسطينى وبخاصة حماس فى الخلافات المصرية، ونحن نرى أن هذا ظلم وتجن علينا كحماس، نحن لم ولن نتدخل فى الشئون الداخلية للشعوب وبخاصة مصر، نتمنى لمصر أن تعبر هذه المرحلة حتى تظل هى الراعية للواقع العربى، وهناك من يسعى لإبعاد الفلسطينيين عن عمقهم التاريخى مع مصر. وهذا الإعلام يحاول أن ينال من حماس وعلاقتها بمصر، فنحن نكن لكل القوى السياسية فى مصر الاحترام والتقدير، ولا ننسى دور كل مصرى فى دعم القضية الفلسطينية، ونتمنى أن تكف هذه الأخبار التى تحاول أن تنال من رمزية المقاومة المتمثلة فى حماس التى استطاعت أن تخترق حاجب الصوت والقوة للاحتلال، وضربت عمق تل أبيب والقدس، فهى تعتبر الرافعة القوية التى ربما يحاول البعض أن يؤثر عليها سلبا. ونحن فى حماس معركتنا مع الاحتلال ولا عدو ولا خصومة لنا ولا معركة لنا إلا مع الاحتلال، ونحن نكن كل الحب لكل القوى السياسية فى مصر شعبا ونظاما وجيشا، ونتمنى أن تتعافى مصر، وأن تسود حالة من الوفاق الداخلى بعيدا عن حشر حماس فى المشاكل السياسية الداخلية.