* د. صلاح البردويل: المقاومة الطريق الوحيد لإنقاذ الشعب الفلسطينى مرت الذكرى ال46 لنكسة 5 يونيو 1967 التى احتلت خلالها "إسرائيل" أجزاء من الأراضى الفلسطينية بجانب أراض فى مصر وسوريا عقب حرب، وسط جمود سياسى وحملة إسرائيلية شرسة لتهويد القدس وطمس معالمها بجانب توسعات استيطانية تلتهم ما بقى من الأراضى الفلسطينية، وفى ظل دعوات للتمسك بالثوابت الفلسطينية، والوحدة وإنهاء الانقسام الذى يضرب الساحة الفلسطينية منذ 2007. ويواصل الاحتلال فى هذه الذكرى سياسة الاستيطان وفرض الأمر الواقع، وإنهاء عملية السلام فى ظل تعنت إسرائيلى ورفض استئنافها إلا وفق شروط مجحفة، تتمثل فى إسقاط حق العودة نهائيا، وعدم إتمام المصالحة، فضلا عن قوانين وتشريعات تلتهم الأراضى الفلسطينية. وتشير الإحصاءات الفلسطينية إلى أن إسرائيل أقامت منذ عام 1967 نحو 236 مستوطنة، منها 12 مستوطنة فى القدس و124 فى الضفة الغربية، وتوقعت بناء عشرات الآلاف من الوحدات السكنية بالقدس حتى عام 2022، بجانب أن عدد المستوطنين فى الضفة الغربية يزيد حاليا على 650 ألفا يسيطرون على قرابة 70% من الأرض، فضلا عن أن اكتمال جدار الفصل العنصرى يعنى ابتلاع 50% من أراضى الضفة. وأكد مركز "بديل" أن مساحة الأراضى المحتلة عام 1967 تبلغ 6209 كيلو مترات مربعة أى ما يعادل 22% من مساحة فلسطين التاريخية، موضحا أن أقل من 4% منها مصنفة "أ" وتخضع لسيطرة فلسطينية، وأقل من 5% مصنفة "ب" وتخضع لسيطرة مدنية فلسطينية وأمنية إسرائيلية، ونحو 13% مصنفة "ج" وتخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، أى 18% و22% و60% من مساحة الضفة، بجانب أن إسرائيل تسيطر على أكثر من 85% من مساحة فلسطين التاريخية، فى حين يسيطر الفلسطينيون على أقل من 15% من أصل 94% كانت ملكا لهم على جانبى الخط الأخضر عام 1947. وعلى صعيد المستوطنات، بلغ إجمالى عدد المستوطنات الإسرائيلية التى طرحت فى مناقصات وتم الانتهاء من بنائها منذ تولى نتنياهو رئاسة الحكومة الإسرائيلية فى 2009، وحتى نهاية العام 2012 ستة آلاف وست وحدات سكنية، بمعدل 11 وحدة سكنية يوميا، بحسب كتاب الإحصاءات الإسرائيلية السنوى ووزارة الإسكان الإسرائيلية، بجانب تزايد أعداد المستوطنين الإسرائيليين فى القدسالمحتلة فى الفترة نفسها بمعدل يفوق ثلاثة أضعاف معدل النمو السكانى الإسرائيلى. وأشارت تقارير إلى سعى إسرائيل لبناء مستوطنات جديدة فى غور الأردن وتنفيذ حملة تطهير عرقى هناك مع تركيز استيطانى فى جبال الضفة خارج الكتل الاستيطانية ومن ثم ربطها ببعضها. وأكد أن هناك خطة لبناء 58 ألف وحدة استيطانية بالقدس حتى عام 2022. فى المقابل تصاعدت دعوات إلى توحد الفصائل ونبذ الانقسام وترسيخ الوحدة لمواجهة العدو، ودعا د. صلاح البردويل -القيادى فى حركة حماس- إلى وحدة الشعب الفلسطينى على أساس عدم الاعتراف ب"إسرائيل"، وعدم التطبيع مع الاحتلال، ووقف التنسيق الأمنى مع المحتل، معتبرا المقاومة الطريق الوحيد لنهضة الشعب الفلسطينى والأمة جمعاء. كما دعا "خضر حبيب" -القيادى فى حركة الجهاد الإسلامى- الفصائل الفلسطينية إلى مزيد من الاصطفاف والتوحد خلف خندق واحد والتمسك بالحقوق والثوابت الفلسطينية لمواجهة الاحتلال.