فتوح أحمد: ذهبت للوزارة للتحقيق معى ففوجئت برئاستى لبيت المسرح 250 مليون جنيه العائد المنتظر من المسرح أجرى فى عمل درامى واحد يوازى راتبى فى المسرح عشر سنوات أكد الفنان فتوح أحمد -رئيس البيت الفنى للمسرح- أنه اتفق مع الدكتور علاء عبد العزيز -وزير الثقافة- فى أول لقاء معه على خطة محكمة وطموحة للارتقاء والنهوض بالمسرح فى مصر عن طريق التمويل الذاتى للمسرح وجذب أكبر عدد من الجمهور وإعادته لدور العرض، مشيرا إلى أنه جاء إلى المنصب بالصدفة، وكشف لنا العديد عن ملامح خطته لتطوير المسرح فى سياق الحوار التالى.. كيف جاء اختيارك لمنصب رئيس البيت الفنى للمسرح؟ لقد جاء الأمر كله بالصدفة، ولم يكن مرتبا له على الإطلاق، فقد هاتفنى الدكتور محمد أبو الخير -رئيس قطاع الإنتاج الثقافى- لنلتقى فى الوزارة واعتقدت أن الأمر يتعلق بشكوى من أحد الزملاء ضدى أو أمر كهذا، ولكنى فوجئت بلقاء مرتب مع الوزير وكنت أراه للمرة الأولى فى حياتى فقلت له لو كنت صادقا فيما قلته لعمرو الليثى ستستطيع أن تنقل وزارة الثقافة نقلة لم تحدث من قبل، فضحك وسألنى سؤالا مهما. عن ماذا سألك؟ قال: ما رأيك فى مسرح الدولة؟ فقلت إهدار للمال العام، لأن أموال المسرح تأتى من أموال دافعى الضرائب فكيف يتم تقديم أعماله للقاهرة والجيزة فقط وليتهم يشاهدونها، وكل ما يهم جميع الممثلين تقديم 30 ليلة عرض، بهدف الحصول على المكافآت. وكيف ستعيد ترتيب هذه المنظومة؟ بإعادة الدعم إلى مستحقيه، فالدولة لا تبغى الربح وإنما تنشر الفن، فلا يهمنى تحقيق الأرباح وإنما ما يهمنى أن يمتلئ المسرح بالجمهور، ولدى 27 محافظة من دافعى الضرائب لا بد أن يشاهدوا إنتاجنا. كيف يمكنك تحقيق ذلك وليس لديك ميزانية كافية؟ كل محافظة لها عيد قومى يستمر لمدة شهر مثلا وسأقابل جميع المحافظين لتستقبل المحافظات جميع عروض البيت الفنى طوال الشهر مقابل استضافتهم وهو ما سيحقق الهدف وينتشر المسرح فى جميع ربوع الجمهورية على مدار العام كله. وكيف ستبدأ خطتك فى المسرح؟ سأبدأ العمل بالتحضير لعروض مسرحية ضخمة من بطولة كبار النجوم فى مصر مثل يحيى الفخرانى ونور الشريف ومحمد منير وأحمد بدير وغيرهم بهدف عودة الجمهور. ولكن ذلك ليس بالأمر اليسير فهل أخذت الضوء الأخضر من الوزير لإتمام ذلك؟ بالفعل.. اتفقت مع الوزير على أننى سأقوم بعمل ما يشبه الاشتراك فى النادى وسيكون قيمته 50 جنيها فى العام، وسأستهدف حزبى النور والحرية والعدالة فى البداية، على أمل اشتراك خمسة ملايين شخص فى هذه التجربة، وسأمر بنفسى على جميع النقابات والنوادى والتجمعات والشركات والمصانع والاتحادات الجامعات وغيرها. وما كيفية تنفيذ تلك الفكرة؟ سأصنع "كارنيه" يحمل صورة المشترك يمنحه حق مشاهدة جميع عروض المسرح المصرى فى أى وقت حتى لو شاهد جميع العروض التى ستقام فى القاهرة والمحافظات يوميا، كما سأضطر فى بداية المشروع إلى أن أصرف كثيرا لجلب هؤلاء النجوم لأنهم ليسوا موظفين لدى حتى لا يقال إننى أقوم بالغش التجارى من ناحية ومن ناحية أخرى أسعى لتحقيق الثقة بالمشروع ولا يشعر المشاهد أننى أخدعه، وسيكون عائد هذا المشروع إذا تم حوالى 250 مليون جنيه سنويا، إذا قيس ذلك بإيراد الهيئة العام الماضى سنكتشف الفارق لأنه لم يحقق سوى 240 ألف جنيه فقط. وأين الوزارات المعنية الأخرى فى خطتك؟ سأقابل وزيرى التربية والتعليم والتعليم العالى بعد انتهاء الامتحانات، وفى خطتى أن أستحدث فرعا لمسرحة المناهج أى كل المناهج وليس القصص المقررة على المدارس فقط؛ لأن الطالب عندما يشاهد هذه العروض لن ينساها على عكس قراءتها. وأين الشباب من خطتك؟ سيكون لهم الدور الأهم على الإطلاق فى المرحلة المقبلة وهم أول من اجتمعت بهم فور وصولى المكتب وقلت لهم أنتم "إيديا ورجليا" فأرجو منكم أن تساعدونى بأفكاركم وجهودكم وإخلاصكم، أما الكبار فسيكونون مرجعيتى. وكيف ترى مسرح القطاع الخاص؟ جاءت فترة كان هم المنتجين فيها أن يأتوا براقصة وكوميديان ومونولوجيست وقبل الإجازات بخمسة عشر يوما ينتجون أى "هجص" إلى أن انتقلت العدوى لمسرح الدولة، فرقص على السلم فليس لديه ما يصرفه أو يستطيع أن يجارى ما يقدم من إسفاف، ومن ثم فالمسرح لا بد أن يعود من خلال تصحيح مساره الذى حاد عنه. وكيف ستواجه المشاكل المترتبة على المعوقات البيروقراطية ومصاعب الإداريين؟ رد ضاحكا.. أعتبر نفسى الآن فى مرحلة التمكين، وسأستخدم أسلوب التدرج للوصول إلى تحقيق أهدافى فالموظف الذى كان يتقاضى 200 جنيه مثلا ونتيجة للفساد بات يتقاضى 1000 جنيه من الصعوبة عليه أن يتقاضى 500 جنيه الآن لأنه رتب حياته على الوضع الجديد وقد طلبت من الجميع فى أول اجتماعى بهم أن يمارسوا عملهم بشفافية مقابل أن أقوم بتعديل اللوائح والقوانين المالية التى تظلمهم بالفعل، فكيف يتقاضى العاملون 4 جنيهات فقط عن ليلة العرض؟ فى مقابل حصول البعض على آلاف الجنيهات دون عمل يذكر! وهل تستطيع تحمل ضغوط وأعباء تركة المسرح؟ لقد خسرت ماديا من تجربة عضويتى لمجلس إدارة نقابة الممثلين، وأنا واثق بأننى سأخسر ماديا أيضا من رئاستى للمسرح ولكن إحساسى بالنجاح المعنوى أهم ولذا أتحمس لهذه التجربة، وأنا على يقين بأن أجرى فى عمل درامى واحد يوازى أجر عملى فى المسرح عشر سنوات. ماذا لو تعرض المسرح للرقابة؟ الإجابة عن هذا السؤال يجب أن تكون على المحك، أى عندما تتعرض مسرحية للحجب حينذاك سأخرج للجميع رافضا ذلك ولن أسكت، وإذا حدث غير ذلك فأنا مستعد للمسائلة، ولقد قدمت أول مسرحية بتذاكر فى الجامعة فى كلية التجارة بعنوان "كاسك يا وطن" ورفضنا منعها ولو كان فى نية النظام ذلك لكان الوزير قد جس نبضى حتى فى الأمر، لكنه لم يتطرق إلى هذا الأمر مطلقا. كيف ترى المؤتمر القومى للمسرح؟ حضرت إحدى الجلسات واتفقنا تماما على الاستعانة بالشباب ومن حسن الطالع أن توصياتهم والدراسة التى كانت قد أعدتها نقابة الممثلين كنت قد نفذتها بالفعل قبل حضورى المؤتمر دون أن أعلم، فقلت لهم إن ذلك حدث بالفعل وأصدرت تعليماتى به وأكدت أننى مستعد لتنفيذ جميع ما ينتهى إليه المؤتمر من توصيات. ماذا حدث فى مجلس الشورى فى أثناء مناقشة ميزانية الوزارة؟ ما حدث كان لبسا فى توضيح المعلومات لأعضاء المجلس ولم يتطوع أحد بالتوضيح خشية الاحتكاك بهم وخوفا على المنصب أو الوظيفة، ولكن وصف الباليه وفنون الأوبرا ب"فن الرذيلة" أثار حفيظتى بشكل كبير، فتحدثت مؤكدا أن فن الباليه وفنون الأوبرا من الفنون التى تقاس بها حضارات الشعوب وأن دعم العقول أهم من دعم البطون، وعلينا أن نقدم جميع الفنون تاركين للجمهور أن يختار منها ما يشاء، وفى نهاية الأمر تفهم الجميع ما حدث وما قلته وتبادلنا التليفونات وأصبحنا أصدقاء لأن الرؤية بالنسبة لهم لم تكن واضحة وعلى المثقفين أن يتخذوا من الحوار طريقة حياة لهم.